أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ

  • 4/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِعلى مُحيَّاكَ يا حبيبي أمضينا سهرة جميلة جداً مع طرب أم كلثوم، وتفاعلنا جميعاً مع أغنية «سلوا كؤوس الطلا»، فمنا من كان يتمايل ويتثنى طرباً، ومنا من كان يستسحن فَيَثّني ويَمدح صائحاً «الله ايه الحلاوة دي»، والملاحظ ان الجمهور العربي بالزمانات الذي كان يحضر لحفلات ام كلثوم في المسرح له طريقته في التعبير عن تفاعله واستحسانه يختلف عمن يحضر حفلات مغنين مشهورين في الغرب واميركا وغيرهم، فاستحسان الحضور العرب لحفلات أم كلثوم اقرب لطريقة مشجعي مبارة كرة قدم بين فريقي ناديين كبيرين، حيث لاحظت انني حين أستمع إلى بعض حفلات أم كلثوم لأغانٍ عاطفية جداً، والتي بعضها ومعانيها حزينة جداً عن البعاد والشوق وتغير مزاج الحبيب، يصرخ الجمهور في ختمة الكوبليه اعجاباً بطريقة جمهور كرة القدم، وليس سميعة مندمجين مع معاني الكلمات الحزينة، فقط لتبيان إعجابهم واندماجهم الشديدين، مع الفارق، يذكرني ذلك حين كانت وما زالت وزارة الأوقاف الكويتية تستدعي في شهر رمضان المبارك مقرئين مصريين لقراءة القرآن الكريم بالمساجد، يتفاجئ كبار المقرئين حين ينهي بنفس واحد وطويل لآية طويلة ينتظر صيحات الإعجاب من المتواجدين، فلا يجد إلا الصمت، بينما في مصر يهتف جميع من في المسجد بعبارات الاستحسان والثناء. وكانت المطربة «نزيهة» مرتاحة من تبادل القفشات بين السودانيين وبوفهد بعد أن قلنا لهم إن بوفهد كويتي وليس سودانياً، وطيحوا الميانة معاه، وأخذوا يطلقون عليه ابن اختنا عُسمان إدريس الكويتي، وتجلى صاحبنا السوداني عاشق طرب ام كلثوم حين وجهت المطربة لنا الكلام، وقالت عشان روحكم الحلوة وكرمكم معي، «حيث أغدقنا عليها بالهبات والعطايا كلما أجادت وتفاعلت بأحسيسها ومشاعرها والإبداع في غناء «سلوا كؤوس الطِّلا هل لامست فاها»، فقالت لنا أنا مستعدة كل أغنية تطلبوها لأم كلثوم حأغني فيها مقطع حلو عشانكم أنتم بس، فقال الاخوان السودانيون إحنا حنخلي الاستاذ خليفة هو اللي يختار على مزاج فشكرتهم وقلت انا أرشح وحدة من هذه الأغاني والرأي لكم. إما أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي أوسلو قلبي، او أو عمر الخيام لا تشغل البال في ماضي الزمان وقال الله دي اختيارات جميلة جداً وحبدأ بقصيدة أغار من نسمة الجنوب دي للشاعر الكبير أحمد رامي وتلحين الموسيقار الكبير رياض السنباطي أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي وأَحْسِدُ الزَهْر حينَ يَهفو على شَفا جَدْوَلٍ لَعوبِ وأغْبِطُ النَهرَ حينَ يَجري على بِساطِ الجنى الخَصيبِ فَقَدْ تَرى فيهِما جَمالاً يَروقُ عَينَيْكَ يا حبيبي فغنتها مُطربتنا وأجادت، وسنكمل الجُمعة المقبل بقية السهرة التي استمتعنا بطرب أم كلثوم، فمصر هي أم كلثوم، وأم كلثوم هي مصر، لهذا لا تجد إذاعة عربية أو مصرية لا يكون ليلة الخميس إلا وتُخصص فيها ساعة لأُمِ كلثوم، ولهذا نجد في القاهرة ما زال هناك العديد من المقاهي تختص بأغاني أم كلثوم، ومنها مقهى «أم كلثوم» في شارع عُرابي بوسط القاهرة. وقد سمي المقهى بهذا الاسم بناء على طلب المطربة الراحلة في أواخر الأربعينات من القرن الماضي. وكانت أم كلثوم قد اعتادت أن تجلس فيه بعد أن تنتهي من بروفاتها وحفلاتها بمسارح وسط القاهرة بعد منتصف الليل بصحبة أعضاء من فرقتها لتتناول قهوتها وتتحدث عن أغانيها الجديدة واستعداداتها لحفلاتها، وكان كثيرون يسهرون الليل في انتظار قدومها ليعبروا عن إعجابهم بفنها. وفي هذا المقهى لا تتوقف أغاني أم كلثوم، وعلى بعد 500 متر تقريباً مقهى آخر بشارع سراي الازبكية يرفع لوحة كبرى تقول «مقهى سيدة الغناء العربي ام كلثوم وخليفتها في الغناء آمال ماهر». ويتزين المقهى بصور عملاقة لكوكب الشرق في مواقف مختلفة تسجل لقاءاتها بعبدالحليم حافظ والرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، وطاولات المقهى من النحاس، وقد زينت بنقوش بارزة لصور أم كلثوم وهي ممسكة بمنديلها الشهير، وهناك تمثال نصفي لها عند مدخل المقهى، وهو أشبه بمتحف لتخليد اسم ام كلثوم. ولا يقتصر الأمر على المقاهي. ففي حي الزمالك الراقي فندق «ام كلثوم» الذي اقيم في الموقع نفسه الذي قضت فيه ايامها الاخيرة، وهذا الفندق اشبه ايضاً بمتحف لكوكب الشرق. فما أن يدخله المرء حتى تستقبله صور ام كلثوم في مراحل مختلفة من حياتها، ويصاحبه صوت اغانيها في قاعاته المختلفة بصوت خافت. ويضم الفندق بعضاً من المقتنيات الاصلية لأم كلثوم، وتسمى غرفه وقاعاته بأسماء أغنيات أم كلثوم «سيرة الحب» «أمل حياتي» وقاعة «الحب كله». * * * إلى معالي وزير الداخلية مع التحية، نعلم حَجم مسؤولياتك إنما أتمنى أن تُبلغ إدارة مكتبكم إدارة العلاقات العامة لديكم أن تَجيب على تساؤلي: هل إذا سافرت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لأكتب لقراء القبس مشاهداتي وانطباعاتي، هل سيكون ذلك مخالفاً للقانون الكويتي؟. * * * مبروك للكويت فوز المُخّتَرِعة الكويتية جنان الشهاب بالمركز الاول بمعرض أرخميدس في موسكو لاختراعها المتميز تزويد الكهرباء لاسلكياً «Wireless Electricity». * * * نصيحة للقائمين على هيئة النزاهة وديوان المحاسبة أن يدققوا ويراجعوا فواتير بنود الضيافة في جميع الهيئات والوزارات الحكومية، وسيجدون العجب العجاب. * * * نتمنى أن يَتعظ الشعب السوداني والجيش السوداني مما حصل في مصر، حين ثار الشعب على سوء إدارة الرئيس حسني مبارك، مما ولد كوارث اقتصادية وأمنية واجتماعية وعسكرية، ما يحتاجه الشقيق السودان هو تشكيل مجلس حكماء من ذوي الخبرة والنزاهة والكفاءة من الاحزاب الوطنية السودانية يُدير الدولة لفترة سنة واحدة، وَيُعّين الجيش الوطني السوداني لحفظ الأمن. * * * ندعو الله أن يسهل على الشعب الجزائري في أزمته السياسية ورغبته في ديموقراطية حقيقية وليس ديموقراطية موجهة. * * * مع بداية الربيع نوروز، سافرت إلى طاجاكستان وما زلت في الكوخ الجبلي كأنني في الجنة، هدوء وطمأنينة وسكينة، فقط هدير النهر الآتي من قمة الجبل المكسو بالثلوج، وصوت المطر وحفيف الاشجار من النسيم العليل، وسَر من رأى، وقد اكتست الجبال والارض بالخَضَار والعشب والزهور المتنوعة الألوان والانواع، جمال طبيعة ما بعده جمال، ولم أبرح كوخي الجبلي المطل على النهر المحاط بجبال تزهو بخضرتها وبالثلوج على قمتها، إلا لدعوات غداء من اصدقاء وأحبة، أو للاستمتاع بموقع جبلي قريب محاذٍ ويطل على التقاء نهر «برزاب» الخابط بنهر «سيوما» الصافي، القادم للتو من ذوبان الثلوج من الجبل القريب، لنجلس بعدها لنتناول على الثلج غداء خفيفاً، وتحيط حولنا وحوالينا الثلوج البيضاء، وكنا قبل الغداء يقذف بعضنا بعضاً بالثلج بمرح. خليفة الخرافي kalkharafi@gmail.com@kalkharafi

مشاركة :