انتقلت فضائح النظام القطري في الولايات المتحدة الأميركية إلى مستوى جديد، بعد أن وصلت إلى تحقيقات فدرالية تتعلق بمدى التسلل والتأثير، الذي يحاول القطريون ممارسته على إدارة الرئيس دونالد ترامب، والعملاء الذين يتقاضون أجوراً منه لتنفيذ مخططاته، فيما وصف بأنه إصرار داخل العاصمة الأميركية بالكشف عن عملاء قطر داخل الولايات المتحدة. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في تقرير كتبه «بايرون تاو» عن أن عماد زبيري، وهو أحد أعضاء جماعات الضغط التي تمثل هيئة الاستثمار القطرية، ويتخذ من مدينة لوس أنجلوس مقراً له، يخضع الآن إلى تحقيق فيدرالي يركز على تبرعاته السياسية وعمله مع الحكومات الأجنبية «قطر»، وفقاً لأشخاص مطلعين على التحقيق. وأوضحت الصحيفة الأميركية أن اسم عماد الزبيري، الذي كان أحد المانحين الديمقراطيين الرئيسيين قبل تحوله المفاجئ لدعم الرئيس ترامب بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ظهر لأول مرة في مذكرة استدعاء واسعة النطاق، صدرت في الرابع من فبراير إلى لجنة تنصيب ترامب، من قبل النيابة العامة في مدينة نيويورك. وساهم الزبيري بحوالي مليون دولار في احتفالات التنصيب وأقام فعاليات حصرية لكبار المانحين، وفقاً للسجلات العامة والأشخاص المطلعين على الموقف. وفي الأشهر الأخيرة، طلب فريق آخر من المحققين الفيدراليين في لوس أنجلوس من مساعدي الزبيري تسجيلات تتعلق بكيانات أعماله والعمل مع دول أخرى، حسبما ذكر الأشخاص المطلعون على التحقيق. وطرح الادعاء أسئلة حول قطر وتركيا، وفقاً لأحد الأشخاص. ونقلت «وول ستريت جورنال» عن شخص آخر، على دراية بالأمر، أن المحققين يركزون فيما يبدو على المسائل الضريبية المتعلقة بشركات زبيري، بينما أكد آخران أن التبرعات السياسية لرجل الأعمال هي محور التحقيق. وقال أحد الأشخاص: إن المدعي العام البارز في قسم الفساد العام بمكتب المحامين في لوس أنجلوس، يشارك في التحقيق. ورفض مكتب المحامين في الولايات المتحدة التعليق. وتطلب مذكرة الاستدعاء، بالتحديد، الاطلاع على جميع الاتصالات مع رجل الأعمال عماد زبيري ومؤسسته للاستثمارات «أفنيو فنتشرز»، وتطلب المذكرة الوثائق المتعلقة بزبيري. وقدمت أفنيو فانتشرز نحو مليون دولار إلى صندوق تنصيب ترامب، بحسب بيانات اللجنة الفدرالية للانتخابات. ووضع عماد زبيري، الذي يحمل الجنسية الأميركية، نفسه في صلب الأعمال التجارية الدولية والسياسة الأميركية والسياسة الخارجية. ووفقاً لسيرة ذاتية قدمها متحدث باسمه، فإن شركته «آفينيو فينتشرز جروب» تعمل على رأس المال استثماري، وتنشط في الأسهم الخاصة، والاستثمارات، كما أن لديه صلات جوهرية مع مسؤولين قطريين، وفقاً لمقابلات مع أشخاص مطلعين على أنشطته و السجلات التي استعرضتها الصحيفة. ونشط زبيري بشكل مشبوه في دعم الحملات السياسية للسياسيين الأميركيين - ومعظمهم من الديمقراطيين البارزين، ومنذ عام 2011 حتى عام 2014، قدم زبيري أكثر من 700 ألف دولار للمرشحين الديمقراطيين، وفقاً لسجلات تمويل الحملة الفيدرالية، بينما تبرع بحوالي 70 ألف دولار للجمهوريين. وبعد انتخابات عام 2016، زاد بشكل كبير تبرعاته للحزب الجمهوري، بما في ذلك تقديم مساهمات كبيرة لحسابات مجلسي النواب والشيوخ، حسبما تشير السجلات. وكشف حساب زبيري على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن تغريدات متواصلة مناهضة لدونالد ترامب في الأيام التي سبقت يوم الانتخابات في عام 2016. لكن بعد ستة أيام من فوز ترامب، غير تعليقاته. وقال: إن دونالد ترامب فاز في انتخابات نزيهة. «ويحتاج الجميع الآن إلى الوقوع في صف الرئيس المنتخب.البلاد تأتي أولاً». وكشفت الصحيفة الأميركية، أن زبيري، الذي يعمل لصالح النظام القطري، حول نشاطه سريعاً إلى تطوير العلاقات مع الدائرة الداخلية للرئيس ترامب وسرعان ما تقدم بها، وبالإضافة إلى مساهمته، التي اقتربت من المليون دولار في لجنة تنصيب ترامب، من خلال شركة يسيطر عليها، التقى زبيري أيضاً بمحامي ترامب، مايكل كوهين، للحديث عن الاستثمارات العقارية المحتملة، وهو مجال عمل فيه كلاهما، وفقا لما ذكره المتحدث باسمه. وأكدت الصحيفة، أن عماد زبيري عمل في الوقت نفسه، على تنمية علاقات العمل مع المسؤولين القطريين، وفقاً لرسائل البريد الإلكتروني التي استعرضتها الصحيفة والمقابلات، مشيرة إلى أن قطر تبحث «يائسة» عن حلفاء في الولايات المتحدة. وقال العديد من الأشخاص المطلعين على الأمر: إن زبيري حاول التوسط لعقد اجتماعات للقطريين مع السياسيين ذوي النفوذ في واشنطن بعد انتخابات عام 2016. بالإضافة إلى ذلك، ساعدهم في إيجاد شركات ضغط لتمثيلهم في واشنطن. وفي عام 2017، حاول زبيري المساعدة في تجميع مجلس من المسؤولين العسكريين الأميركيين السابقين، نيابةً عن قطر وحضر منتدى التنمية الاقتصادية في ولاية كارولينا الجنوبية مع مسؤولي صندوق الثروة السيادية القطري، على حد قول شخص مطلع على هذه الجهود. وواصلت الصحيفة، أن جهوده لصالح قطر أسفرت عن مكالمة هاتفية واجتماع مع النائب إليوت إنجل من نيويورك في أواخر عام 2017، وفقاً لشخص مطلع على المكالمة. وكان إنجل آنذاك أكبر ديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب وهو الآن رئيس اللجنة. ويقول شخص مطلع على أنشطة زبيري: إن الدعوة تتعلق بالاستثمارات القطرية في نيويورك.
مشاركة :