أخفق مجلس الأمن الدولي في اجتماع عقد الليلة الماضية لبحث الوضع الليبي، في التوصل إلى استراتيجية واضحة لمطالبة المتحاربين بوقف سريع لإطلاق النار بسبب معارضة الولايات المتحدة وروسيا مشروع قرار بريطاني، كما قال دبلوماسيون. قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وروسيا قالتا الليلة الماضية إنه لا يمكنهما تأييد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا في الوقت الحالي. وأضافوا أن روسيا تعترض على القرار الذي أعدته بريطانيا والذي يلقي باللوم على القائد العسكري خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) في التصاعد الأخير في العنف عندما زحفت قواته إلى مشارف طرابلس في وقت سابق هذا الشهر. من جانبها، لم تذكر الولايات المتحدة سببا لموقفها من مسودة القرار، التي تدعو أيضا الدول صاحبة النفوذ على الأطراف المتحاربة إلى ضمان الالتزام بالهدنة كما تدعو إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط في ليبيا. وامتنعت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن التعليق. ولم ترد البعثة الروسية لدى المنظمة الدولية على طلب للتعقيب. وأوضحت الولايات المتحدة وروسيا موقفيهما في اجتماع مغلق للمجلس قدم فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بيانا دعا فيه إلى وقف إطلاق النار، وحذر من أن الأسلحة تتدفق على البلاد ومن أنها تتجه إلى وضع إنساني خطير. ويتناقض امتناع الولايات المتحدة عن دعم قرار مجلس الأمن مع معارضة واشنطن العلنية في السابق لهجوم حفتر. ولمح بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة ربما تسعى لكسب الوقت بينما تحاول إدارة الرئيس دونالد ترامب تحديد كيفية التعامل مع أحدث التطورات في ليبيا. على صعيد آخر، أفاد مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا اليوم الجمعة (19 نيسان/ أبريل 2019)، بأن 213 قتيلا سقطوا خلال أكثر من أسبوعين منذ اندلاع الاشتباكات بالقرب من العاصمة الليبية، طرابلس. وذكر المكتب، عبر حسابه على موقع التواصل "تويتر"، أن أعمال العنف تسببت أيضا في إصابة 1009 شخص، محذرة من الهجمات ضد المدنيين في منطقة الصراع. وقالت المنظمة "لحقت أضرار بأكثر من سيارتي اسعاف. تدعو المنظمة جميع الأطراف في ليبيا لحماية المدنيين وموظفي الصحة والمنشآت الصحية: إنهم ليسوا هدفا". ولم تحدد المنظمة عدد الضحايا المدنيين في أحدث تقرير لها. في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أنها نقلت 163 لاجئا من ليبيا التي تشهد معارك، الى النيجر المجاورة مشيرة إلى أنه لا يزال هناك ثلاثة آلاف لاجئ عالقين في مراكز احتجاز قريبة من مواقع القتال. إلى ذلك، أفاد ضابط تابع "للجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، بأن الجيش تصدى لهجوم شنه مسلحون على مدينة غريان التي تبعد 60 كيلومترا عن طرابلس الليلة الماضية وفي الساعات الاولى من صباح اليوم الجمعة. وأضاف النقيب محمد أبو خزام في تصريح لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) أن هذه المجموعة، التي تطلق على نفسها حماية غريان، كان هدفها إرباك الخطوط الخلفية لقوات الجيش التي تقاتل على مشارف العاصمة طرابلس. ح.ع.ح/ ع.خ (أ.ف.ب/ د.ب.أ)
مشاركة :