حوار: أحمد السيد عاد فارس جمعة بداية من الموسم الحالي ضمن دوري الخليج العربي للمشاركة، وبات عنصراً أساسياً وقائداً صلباً في خط دفاع الجزيرة بعد فترة غياب عن قائمة الفريق مع المدرب الهولندي السابق تين كات. ونجح جمعة في العودة لصفوف المنتخب الوطني مجدداً وشارك في كأس آسيا 2019، وقدم مستوى مقنعاً تماماً، ومضى صخرة الدفاع في فرض نفسه على التشكيلة الأساسية للجزيرة الموسم الحالي واستحق كلمات الثناء من المدرب الهولندي داميان هيرتوج، على المستوى والإضافة الحقيقية والثقل الذي يمنحه لدفاع الجزيرة. «الخليج الرياضي» التقى فارس جمعة وتحدث معه حول العديد من الأمور التي تخص ناديه الجزيرة والمنتخب الوطني ومقتضيات الفترة المقبلة، وما هو مطلوب من الأبيض لتحقيق آمال وتطلعات الشارع الرياضي في الاستحقاقات المهمة المقبلة، وهذا نص الحوار: * هل تتفق مع القائلين إن مستقبل الجزيرة في أمان بالوجوه الشابة المميزة؟ - نعم الأمور تبدو مطمئنة على مستوى الفريق في خطوطه الثلاثة، فنصف قوام فريق الجزيرة تقريباً مكون من الوجوه الشابة خريجي أكاديمية الجزيرة، منجم الذهب والمواهب التي تقدم مستوى جيداً، وأهمهم عبدالله رمضان وزايد العامري، ومحمد العطاس وخليفة الحمادي. * ماذا توجه من نصائح لمحمد العطاس؟ - أدعوه للمثابرة في التدريبات البدنية بصالة الألعاب الرياضية لكي يتمتع ببنيان جسماني أقوى، يعزز مستواه كمدافع وهو موعود بمستقبل رائع. * ما هي الإصابة التي تعرضت لها قبل مباراة العين في الدوري؟ - تعرضت لالتهاب طفيف في القدم ولم يكن السبب الرئيسي وراء غيابي عن مباراة العين، لاسيما في ظل استيفاء فترة الإيقاف لحصولي على الإنذار الثالث في مباراة الشارقة التي سبقتها، وشاركت بصورة طبيعية عندما دخلت بديلاً في مباراة كلباء في الجولة 20 بالدوري. * ما هو طموح الجزيرة في الدوري؟ - الفوز في كل مواجهة لحجز مقعد في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، وطموحنا هو الظفر بالمركز الثاني في ظل المنافسة المحتدمة من ناديي العين وشباب الأهلي، وما زال مركز الوصافة وفرصة نيله متاحة للجميع في الملعب. مضاعفة الجهد * بمَ تعلق على رسائل الثناء من المدرب هيرتوج في العديد من الأحاديث الإعلامية؟ - أشكره على ثنائه، ولاعب كرة القدم دائماً ما يسعى طوال مسيرته إلى إبراز نفسه وتقديم أفضل ما لديه، وأنا أتطلع إلى مضاعفة الجهود لقيادة الجزيرة إلى إنجاز قبل نهاية عقدي المرتبط به مع النادي حتى صيف 2020. * تعليقك على غياب عناصر الصف الأول ضمن المنتخب في تجمعه الأخير؟ - المنتخب فوق الجميع سواء وُجد فارس أو لم يوجد.. تظل المصلحة العامة للمنتخب في المقام الأول، والأهم هو بناء منتخب قوي قادر على تخطي الصعاب في الاستحقاقات القوية المقبلة بداية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، ومن دون شك فإن المعسكرات التحضيرية التي يقيمها المنتخب خلال الفترة الحالية تهدف إلى إبراز الوجوه الجديدة لتكون تحت المجهر من قبل الجهاز الفني الجديد بقيادة فان مارفيك لتقييم المرحلة ومعرفة الجوانب الإيجابية التي يتعين تعزيزها، وكذا الجوانب السلبية التي يجب تلافيها للوصول إلى أفضل توليفة لخوض المنافسات الرسمية. * إلى أي مدى ترى انعكاس استدعاء وجوه جديدة لتشكيلة المنتخب على المستوى الفني؟ - أؤمن بأن منح الفرصة لمن يستحق هو دافع للاعبي جميع الأندية في الدوري، والمجتهد سيحصل على فرصة ارتداء شعار المنتخب والعناصر التي حظيت بهذا الشرف للمرة الأولى كشفت عن مستويات جيدة مع أنديتها، ومنهم سهيل المنصوري في الظفرة، وأبارك تلك الخطوة الإيجابية التي تسمح للجهاز الفني بتقييم مستوى الوجوه الجديدة والوقوف على مستوياتها، ما يؤكد أن كرة الإمارات تمضي في الطريق الصحيح. * ما هي مقتضيات المرحلة المقبلة بالنسبة لمنتخبنا الوطني؟ - الجانب الأهم هو التفكير في المستقبل وطي صفحة كأس آسيا وعدم تحقيق الهدف في العبور للمباراة النهائية الذي كان حلماً لجماهير الإمارات، وتقييم المرحلة السابقة بالكامل والاستفادة من الإيجابيات والسلبيات التي رافقتها، والسير إلى الأمام ونسيان الماضي لأن البكاء على اللبن المسكوب لن يفيد، ولابد للجميع من أن يستشرف المستقبل والاستحقاقات المقبلة، والمطلوب من المنتخب هو تحديد الهدف للنهوض بالمستوى وتحقيق آمال وتطلعات الجماهير. * هل ترى أن للمنتخب أعذاراً لوداع كأس آسيا؟ - لا وجود للأعذار. البطولة أقيمت على أرض الدولة وكان علينا الظهور بمستوى أفضل، عبرنا إلى دور نصف النهائي وتلك المباراة صاحبتها ظروف خاصة وضغوط على اللاعبين، ولابد أن نتعلم من الأخطاء. * رسالتك لجماهير الأبيض؟ - نعبر عن أسفنا عن الفترة الماضية بكل سلبياتها، ونعدهم مع المدرب الجديد بأن يظهر الأبيض بصورة مغايرة. أعلم أن الجماهير ستقول إن الوعود كثيرة قبل كل حدث رياضي، ولا يتم الوفاء بها على أرض الواقع، ولكنني بهذه المناسبة أعدهم نيابة عن زملائي بأن الجهود في الفترة المقبلة ستضافر من الجميع، من أجل تحقيق الانتصارات للأبيض، ونتمنى منهم الوقوف معنا ومساندتنا؛ لأن الدعم الجماهيري يبقى اللاعب رقم واحد. أسلوب دفاعي * بوصفك مدافعاً ما هو ردك على الأسلوب الدفاعي الذي يتبعه زاكيروني؟ - هذا كان الأسلوب الفني للمدرب ونحن سعينا جاهدين إلى تطبيق ما يطلبه في الميدان دون التعليق؛ كون هذا هو دورنا كلاعبين، وفي وقت لاحق تأكد لزاكيروني نفسه أن الأسلوب لا يتناسب مع الأبيض وإمكانياته، فضلاً عن أن اللاعبين لم ينسجموا مع الأسلوب الذي يعتمد على الدفاع، وعكف على تغييره. * ما هو انطباعك عن مارفيك؟ - كل التعليقات وسيرته تؤكد أنه مدرب على مستوى عالٍ من الكفاءة المهنية، ونتمنى أن يهضم اللاعبون سريعاً أسلوبه الفني الذي ينتهجه لنبدأ بقطف الثمار في القريب العاجل. * ما السر وراء ظهور المنتخب الوطني بأفضل مستوى في مباراة أستراليا بكأس آسيا؟ - اللاعبون كانوا على قلب رجل واحد والجميع قدم أفضل أداء في الميدان وبذلوا جهوداً مضاعفة كما شاهد الجميع، ولم يبخل أحد بنقطة عرق واحدة لضمان ظهور المنتخب بمستواه المعهود الذي نتمنى ظهوره به خلال الفترة المقبلة. وأتفق مع من يقول إنها المباراة الأفضل للأبيض منذ فترة طويلة وكانت شاهدة على تألق أكثر من لاعب، خاصة في خط الدفاع وجاءت في ظل ظروف صعبة وغيابات مؤثرة في خط الدفاع بعد تعرض خليفة مبارك لإصابة في مباراة قرغيزستان في ختام دور المجموعات، فكان المدرب في حيرة من أمره لاختيار التشكيلة، لكن من شارك قدم المطلوب وأكثر، وشهدت المباراة مشاركة خليفة النوبي صاحب 18 عاماً في مباراته الرسمية الأولى بشعار المنتخب، وقدم أداء بطولياً، فهو مثال للاعب المثابر الذي ينتظره مستقبل باهر وأطالبه بالاستمرار، فهو مثال يحتذى من الوجوه الشابة التي تستحق فرصة الانضمام للأبيض وستحمل رايته في الفترة المقبلة. * ما هو سر تألقك اللافت والفدائية التي لعبت بها مباراة أستراليا؟ - على الجانب الشخصي الحوافز كانت كبيرة لتقديم أداء مقنع؛ كون البطولة القارية كانت طريق عودتي للمشاركة ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب عقب فترة غياب طويلة مع المدرب الأسبق مهدي علي، كنت منتظراً بشغف الفرصة لإثبات جدارتي وأنني قادر على العطاء لمواسم عدة مقبلة، وكنت راضياً عن أدائي في جميع المباريات التي شاركت فيها، ولن أتوقف عند تلك المرحلة؛ بل سأسعى إلى المواصلة خلال المرحلة المقبلة والمحافظة على موقعي الأساسي مع الجزيرة والمنتخب. * هل يمارس أحد أشقائك كرة القدم؟ - نعم.. شقيقي سعيد جمعة في نادي العين والمنتخب الأولمبي، ونحن أسرة كروية بالأساس، حيث كان والدي جمعة حسن لاعباً سابقاً في العين وأنهى مسيرته قبل أربعة عقود، وكان السبب وراء التحاقي وشقيقي بأكاديمية نادي العين منذ الصغر. * هل تستفيد من نصائح والدك داخل المستطيل الأخضر؟ - بالفعل.. أصغي لجميع نصائحه التي حققت منها أكبر استفادة طوال مسيرتي، فقد كان لاعباً في مركز الجناح. * أفضل لاعب صاعد؟ - عبدالله رمضان الذي كتب شهادة ميلاده في دوري الخليج العربي في الموسم الحالي.
مشاركة :