بالتمعن بقيمة أصول شركة أرامكو السعودية والتي كشفت عنها نشرة سنداتها الدولية التي بلغ حجمها قيمة 1,35 تريليون ريال في 2018، يتضح النمو الكبير في حجم الأصول بزيادة 405,5 مليارات ريال في عامين حيث ارتفعت أصولها من قيمة 940,7 مليار ريال في 2016 لتصل لقيمة 1,1 مليار ريال في 2017 بزيادة 161,9 مليار ريال، قبل أن ترتفع أخيراً بزيادة 243.6 مليار ريال في 2018. وأتى الارتفاع المتصاعد لحجم أصول أرامكو الثابتة والمتداولة مدفوعا بعدة صفقات استحواذ استراتيجية ضخمة ظفرت بها أرامكو خلال الثلاثة أعوام الماضية وأبرزها استحواذها الكامل على مصفاة بورت آرثر في ولاية تكساس الأميركية وهي أكبر مصفاة في أميركا الشمالية بطاقة 654 ألف برميل في اليوم والتي كانت تملكها مناصفة مع شركة "شل" التي باعت كامل حصتها بالمصفاة إضافة إلى أصول أخرى بقيمة حوالي ثمانية مليارات ريال واحتفاظ أرامكو بـ 26 ميناءً للتوزيع واستخدام الاسم التجاري لشركة شل لمبيعات البنزين والديزل حصريًا في أجزاء من ولاية تكساس ومعظم المنطقة الواقعة في وادي المسيسبي، وكذلك أسواق المنطقة الجنوبية الشرقية والشرقية للولايات المتحدة الأميركية. وثمة صفقة استحواذ استراتيجية أخرى أنجزتها أرامكو في أوروبا بشراء كامل حصة شركة "لانكسيس" الألمانية البالغة 50 % في مشروع "أرلانكسيو" المشترك للكيميائيات المتخصصة، ومقره هولندا بقيمة 1.5 مليار يورو، وذلك بناءً على القيمة الكاملة للمنشأة وهي إحدى الشركات العالمية المنتجة للمطاط الصناعي ولدائن الإيلاستومر، والتي تورّد لكبريات شركات تصنيع الإطارات وقطع غيار السيارات حول العالم وتنتشر صناعاتها في 20 موقعا للإنتاج في تسع دول ويتبعها أصول في الإمدادات والشحن. في وقت عملت أرامكو كذلك على توسعة أصولها المشتركة الرئيسة للتكرير والتسويق والبتروكيميائيات في الدول المستهلكة الكبرى مثل الصين والهند، إلى جانب ماليزيا، بخلاف الأصول المنتشرة في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. مع ضخامة إنفاق أرامكو للمشروعات المدمجة للتكرير والبتروكيميائيات والتي تمتاز بتقليل تكلفة الإنتاج مع أكفأ أداء تشغيلي، نفذت منها في المملكة ثلاثة مشروعات بتكلفة مجتمعة بلغت حوالي 240 مليار ريال تشمل مصفاة "ساتورب" بالتحالف مع توتال بتكلفة 88 مليار ريال منها قيمة 50 مليار ريال للمرحلة الأولى التي تم إنجازها وقيمة 38 مليار ريال للمرحلة الثانية التي تضيف الكيميائيات للتكرير والمشروعات التي سيجذبها. وشركة "بترورابغ" والتي أنجزت مرحلتين بحجم استثمارات مجتمعة بقيمة حوالي 74 مليار ريال منها 40 مليار ريال للأولى و34 مليار للثانية، وشركة "صدارة" بالتحالف مع داو بتكلفة 75 مليار ريال. ونجحت أرامكو بإنشاء توازن أفضل بين أنشطة التنقيب والإنتاج عالمية المستوى ونمو أعمال التكرير والمعالجة حيث تهدف استراتيجية الشركة إلى تعزيز قاعدة مواردها من خلال التكامل الأفقي والرأسي المتزايد عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية، وبفضل التنفيذ الناجح لهذه الاستراتيجية تمكنت من توسعة شبكتها العالمية الرائدة المتكاملة استراتيجيًا، ومحفظة أكثر صلابة ومرونة في مواجهة اضطرابات السوق. في وقت تمكنت الشركة من تحقيق أهداف بعيدة المدى لدفع عجلة النمو عبر تطوير وتعزيز محفظة أعمالها في قطاع التكرير والكيميائيات، وذلك من خلال زيادة إجمالي حصتها من الطاقة التكريرية العالمية من 4.9 ملايين إلى ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل في اليوم بحلول العام 2030م، على أن يتم تحويل 2 إلى 3 ملايين برميل في اليوم من هذه الكمية إلى منتجات بتروكيميائية. أصول أرامكو تتمركز في أهم المواقع الاستراتيجية في العالم