يبدو الوضع الآن في اليمن هادئا نوعا ما، مما يُشرع للأسئلة كي تنثال، فهل هذا الهدوء ينبئ عن إعادة تفكير من قبل المليشيا الانقلابية بما يحدث على أرض الواقع، الأمر الذي يجعلها تدرك أن معركتها التي تدير رحاها على أشلاء الجسد اليمني عبثية ومحفوفة بالإخفاق، وأنها تجري بلا أفق محسوم.لعل العقوبات التي فُرضت على طهران الداعم الرئيسي للحوثيين مالا وسلاحا، وما تبعها من وضع اقتصادي متردٍ في إيران، وتخفيض للإمدادات التي تبعث بها طهران إلى أذرعها في المنطقة العربية، تسهم في أن يثوب الانقلابيون إلى رشدهم، وأن يوقنوا بأنهم ليس بمقدورهم أن يختطفوا اليمن من أبنائه العرب الأقحاح ومن محيطه العربي، لمصلحة نظام يكن العداء ويضمر الشر للعروبة.فلم يكن تصريح مارتن غريفث المبعوث الأممي إلى اليمن أخيرا بتوقعه حلحلة قضية الانسحاب من الحديدة خلال أسابيع قليلة، إلا ترجمة للتردي الذي يعيشه الوضع الحوثي خصوصا على الصعيد الاقتصادي، والذي جعلهم يعمدون إلى مصادرة حصص النازحين والمحتاجين في محافظات عدة من المعونات الإنسانية والأدوية، مما أدى إلى تفشي مرض الكوليرا على نطاق واسع في اليمن، مع ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها هذا العام إلى نحو 200 ألف حالة حسب منظمة «أوكسفام» الخيرية.وفي الأخير يجيء تجميد تركيا ممتلكات ثلاثة من كبار قادة المتمردين الحوثيين من بينهم عبدالملك الحوثي تنفيذا لقرارات سابقة لمجلس الأمن الدولي، ليؤكد تخلي الجميع عنهم، وأن لا خيار لهم إلا بالانصياع لمنطق الحق والشرعية، فهل يقتنعون بذلك؟
مشاركة :