محادثات السلام الأفغانية.. نكسة مخيبة للآمال

  • 4/20/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الإعلان عن إرجاء لقاء مهم بين حركة طالبان ومسؤولين من الحكومة الأفغانية إلى أجل غير مسمى، أن الطريق صعب وطويل من أجل تحقيق عملية المصالحة. وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها الصيف الماضي، وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات الثنائية انتهت في مارس. وكانت خيبة الأمل كبيرة لدى واشنطن حيال هذه الانتكاسة الجديدة لجهود السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية، حيث أعرب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد عن "خيبة أمله لتأخير الحوار الأفغاني الداخلي"، وعلق على تويتر "نحن على اتصال مع كل الفرقاء، وشجعنا الجميع على أن يبقوا ملتزمين بالحوار". ودعا المبعوث الأميركي كل الأطراف على انتهاز الفرصة وإعادة الأمور إلى مسارها بالاتفاق على قائمة بالمشاركين تمثل كل الأفغان".وكانت هذه الانتكاسة متوقعة من قبل مسؤولين أميركيين يرفضون مقترح إجراء مفاوضات مع تنظيم متشدد يهدف إلى الوصول للسلطة بقوة السلاح، مؤكدين أن الحركة لن تلتزم ببنود المصالحة حتى وإن تمت. وترى المصادر ذاتها أن واشنطن تضيع وقتها في مفاوضات عبثية. وفي السياق ذاته، سبق أن أعلنت طالبان منذ أقل من أسبوع من لقاءها مع مسؤولين من الحكومة الأفغانية عن هجوم الربيع، وهي إشارة قوية تعكس غياب الجدية والالتزام من طرف الحركة. وتجرى الولايات المتحدة مفاوضات سلام ثنائية منفصلة مع طالبان في الدوحة كجزء من الجهد الذي تبذله منذ شهور للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال المحلل مايكل كوغلمان من مركز ويلسون في واشنطن إن تأجيل المحادثات يدل على أن الطريق الصعب أمام السلام. وأوضح أن "الفوضى بشأن المؤتمر وعدم التمكن من عقده يدل إلى أي حد الطريق صعب وطويل من أجل تحقيق عملية المصالحة". وأضاف "اذا كان حدث قدِم على انه لقاء غير رسمي من أجل كسر الجليد بين الطرفين سبب هذا القدر من المشاكل، تصوروا ما يمكن أن يحصل حيث يأتي الوقت لتنظيم أمر يرتدي طابعا رسميا أكبر". وكان يفترض أن تعقد جلسة الحوار الأفغاني في الدوحة في نهاية الأسبوع، لكنها أرجئت في اللحظة الأخيرة بسبب خلاف حول العدد الكبير من الموفدين الذي تريد كابول إرساله.وحمل مسؤولو كابول، الحكومة القطرية مسؤولية فشل المحادثات. وفي بيان أعلن القصر الرئاسي الافغاني ان قطر رفضت اللائحة الطويلة من الموفدين واقترحت لائحة أقصر ما يعتبر "أمرا غير مقبول". ويأتي انهيار المحادثات في وقت حساس وسط استمرار أعمال العنف بينما تسيطر حركة طالبان حاليا على نحو نصف أراضي أفغانستان فيما قتل 3804 مدنيا السنة الماضية بحسب حصيلة الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن الطرفين المعنيين لم يصدرا بيانات رسمية، أعلن رئيس المنظمة التي تستضيف المحادثات في الدوحة أن الأمور خرجت عن مسارها بسبب خلاف حول حجم وطريقة تشكيل الوفود المشاركة. وكانت إدارة الرئيس الأفغاني أشرف غني أعلنت عن قائمة بـ 250 شخصا يمثلون كل القطاعات في أفغانستان وبينهم شخصيات حكومية، للمشاركة في ما أطلق عليه اسم الحوار الأفغاني الداخلي الذي كان يفترض أن يبدأ السبت في الدوحة. لكن طالبان سخرت من هذه القائمة الطويلة ووصفتها بأنها غير"طبيعية". وقالت إن لا "خطط لديها" للقاء هذا العدد الكبير من الأشخاص بحسب بيان صادر عن الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد. وقال البيان إن المؤتمر "ليس دعوة إلى حفل زفاف أو احتفال آخر في فندق في كابول". وكانت طالبان التي تعتبر غني وحكومته دمية بأيدي الولايات المتحدة قد أصرّت أيضا على عدم قبولها التفاوض مع كابول مباشرة في المؤتمر. وأي اتصال بين الطرفين في الدوحة كان ليشكل تقدما مهما في جهود السلام خصوصا لان البلاد تشهد موجة عنف جديدة بعدما أعلنت حركة طالبان عن إطلاق هجوم الربيع السنوي.

مشاركة :