وقع الحافر على الحافر

  • 4/20/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتوارد خواطر الشعراء، وتتلاقى... فيأخذ اللاحق معانيه عن السابق، بوعي ودون وعي، و»ما أرانا نقولُ إلا رجيعًا... ومعاداً من قولنا مكرورًا» وقد فصّل النقد القديم في صور هذا الأخذ الذي أسموه (سرقات شعرية) وفصّلوا في أنواع السرقات، ومنها: (وقع الحافر على الحافر) بعيدًا عن السرقات، قريبًا من الحوافر، أُفتّش عن آثار الخطى في الشعر العربيّ، فالوصول غاية والخُطى وسيلة، وبينهما امتداد الطريق. وباختلاف الطرقات وباختلاف وسائل عبورها تظلّ الأحذية إخوة الطريق، تذرع أبياتًا من الشعر القديم في سياقين؛ سياق الإهانة وسياق التمجيد. ولعلّ أشهر بيت شعري كثُر استحضاره في سياق الهوان: «قومٌ إذا صفع النعال قفاهم قال النعال: بأي ذنبٍ أُضربُ» ومنه أيضا قول المتنبي عن أعداء ممدوحه: «جُعِلَت هامهم نِعالُ النعالِ» أمّا في السياق الآخر؛ سياق المبالغة في التمجيد، يستدعي المتنبي الحذاء أيضًا ويجعل ممدوحه متساميًا فوق العالم ينتعل الهلال ويخطو في السماء: «فبأيما قدمٍ سعيتَ إلى العُلا أُدُمُ الهلال لأخمصيك حذاء»

مشاركة :