الحمد لله الذي رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين ، محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم إلى يوم الدين .. أما بعد : فقد منّ الله – سبحانه وتعالى – على هذه البلاد المباركة بأنه هيأ لها قيادة حكيمة تعمل في كل ما فيه صالح الإسلام والمسلمين ، وتعمل على كل ما فيه استقرارها وأمنها ونموها ورشادها ، حكومة وشعباً ، فقد قامت هذه الدولة في البدء على الإسلام من خلال تحكيم شريعة الله في كل أمورها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود عفر الله له مرورا بأبنائه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله – يرحمهم الله – حتى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي هو عهد عطاء ورفعة ، وقد تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين إلى المواطنين كل ما فيه صالح هذه البلاد المباركة ورسمت سياستها على خطى الخير والفلاح ، حيث تضمنت التأكيد على وحدة الوطن وترسيخ مبادئ العدل والمساواة بين كافة أطياف المجتمع ، واستمرار جهود دعم مشاريع التنمية والتوظيف ، وتعزيز قوة الاقتصاد ، وتوفير فرص العمل ورفاهية المواطن ، والسعي إلى تلافي انخفاض أسعار النفط ، ودعوة رجال الأعمال لدعم جهود توظيف وتوفير فرص العمل لأبناء الوطن ، والتأكيد على أمراء المناطق بتلقي شكاوى المواطنين والنظر فيها تحقيقا للعدالة التي تأسست عليها هذه البلاد ، ودعم جهود توفير المسكن الكريم للمواطن السعودي ، كما تطرقت كلمة خادم الحرمين الشريفين إلى التحديات المعاصرة ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب الذي تأثرت به كافة الدول العربية والإسلامية ومنها السعودية كونها أحدى دول المنطقة التي عانت منه حتى قيض الله لها رجالا أفذاذاً من هذه البلاد المباركة يكافحونه أمنياً وفكرياً . وهذه المضامين إنما تدل على مدى اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالشعب الكريم مراعين كافة الأمور التي تحقق ما فيه تحقيق راحلة المواطنين وأمنهم وأمانهم وتحقيق مصالحهم وتوفير الحياة الكريمة لهم ، كما تدل على مدى اهتمام هذه الدولة المباركة بالمحيط العربي والإسلامي ، وتتفاعل مع كل ما يمس المسلمين في كل مكان . وبهذه المناسبة أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هذه الكلمة المباركة التي أثلج صدور أبنائه المواطنين ، والشكر موصول لولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على كل ما يولونه من رعاية كريمة لهذه البلاد المباركة وعلى كل ما يقدمونه من رفعة لأبنائهم المواطنين . والله أسأل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها ، وأن يحفظ قادتها وعلماءها وشعبها ، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .