بادرت صحيفة مفاكرة إعلاميا وعمليا للحفاظ على ” الزنبيل” الذي يقترب من الانقراض كحرفة وكلمة في مجتمعنا. إن حرفة صناعة الزنبيل مطلوبة عالمياً، «الزنبيل» الذي يستخدم في نقل الحبوب كالذرة والدخن وغيرهما، وكذلك «الجونة» التي تستخدم لحفظ الخبز والتمر وغيرهما من الأطعمة، والمروحة اليدوية المعروفة بـ «المهفة». ونحتاجه في حمل المقاضي من خضار وفاكهة وبالمناسبة يعتبر الزنبيل أحد وسائل الحد من الهدر والفقد حيث أقول :”مالا تستطيع حمله بيدك فهو زائد عن حاجتك”. لماذا مبادرة الزنبيل وفي هذا الوقت بالذات؟ لان حكومتنا الرشيدة ورؤية2030 التي أطلقها سمو سيدي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع هي التي شجعتنا لطرح مثل هذه المبادرة والتي تتوافق مع رؤية 2030 ومع مبادرة الحد من الفقد والهدر التي اطلقتها مؤسسة الحبوب ووزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية (اذا علمنا أن نصف كيلو بلاستيك يحتاج في صناعته الى 87 لتر ماء )ومبادرات أخرى تهتم بالاسر المنتجة. ولان حرفة الزنبيل ستساهم في زيادة الدخل لدى الاسر المنتجة وكذلك ستساهم في ثقافة ترشيد التسوق لدى الناس ولانها تساهم في التقليل من استهلاك اكياس البلاستيك مما ينعكس على صحة البيئة بطريق مباشر أو غير مباشر. وسعي جميع الوزارات والهيئات المعنية لحماية البيئة وهي من اهم توجهات رؤية 2030. جاءت فكرة مبادرة الزنبيل من صحيفة مفاكرة والتي أطلقتها تزامنا مع فعالية اسبوع الابداع البلدي في جدة والتي دشنته أمانة محافظة جدة بين 14 الى 18 ابريل. قدمت فيها صحيفة مفاكرة مبادرة الزنبيل وأضرار اكياس البلاستيك على البيئة والحيوانات البحرية والبرية والطيور بل وكذلك أضرار مادة BPA على صحة الانسان والتي تدخل في صناعة البلاستيك، حيث انه تم ربط هذه المادة بعدة أمراض كمرض سرطان البروستاتا و سرطان الثدي. معنى كلمة الزنبيل سألنا العديد من شباب هذا الجيل ووجدنا اكثرهم لا يعرف معنى الكلمة، بالفعل هذا امر طبيعي يحدث للكلمة لان حرفتها تكاد أن تنقرض فلا نستغرب اذا اندثر استخدام الكلمة ووجدنا من لايعرف معناها. الزنبيل في معجم المعاني العربية: الجمع : زَنابيلُ والزَّنْبيلِ : القُفَّةُ الكَبيرَةُ ، الجِرابُ ، الوِعاءُ البداية اذا عدنا للوراء قليلا الى زمن الطيبين في السبعينات وما قبلها (كما اصطلح عليه كمسمّى)، نجد أن كيس الزنبيل هو تقريبا الوسيلة الوحيدة التي تستخدم في التسوق وحمل الاغراض ومن مميزاته أنه متكرر الاستخدام تصل مدة استخدامه الى سنة أو أكثر وكذلك مصدر رزق ودخل كحرفة لصناعة أكياس الزنبيل وتكاد تنقرض هذه الحرفة المتوارثة أبا عن جد. ويستخدم في صناعة الزنبيل سعف النخل وسعف شجر الدوم والجلد والقماش الثقيل واحيانا من الربر اي المطاط المعالج والذي يدخل في صناعة الاطارات. ومايميز هذه الاكياس انها معمّرة وتحد من كثرة استخدام واستهلاك المواد الخام لاستغلالها في منتوجات أخرى. ومع ظهور البلاستيك اصبحت أكياس الزنبيل تصنع من البلاستيك ولكنها تكون معمّرة ومتكررة الاستخدام وليست كباقي أكياس البلاستيك استخدام مرة واحدة. والمرحلة الأولى في صناعته تبدأ بإحضار المواد الأولية التي تعتمد على سعف الدوم و النخل. ثم تفرز السعف كل نوع على حدة، ثم تصبغ بألوان متعددة، ثم مرحلة الحياكة لصناعة مشغولات متنوعة مثل السجاد أو الزنبيل أو الجلة أو الاثاث المنزلي. وعن هذه المهنة أو الحرفة، فهي تعتمد وبالدرجة الأولى على مهارة الصانع الذي أتقنها ونقلها من أجداده، ولأن كل العالم يستورد المواد الاولية للزنبيل من المزارع أو من البلديات ليصدرها إلى أسواقه ومعارضه، فهذا لن يكون كافياً للحفاظ على هذه الحرفة من الانقراض على مدار الزمن، تحتا ج هذه المهنة إلى الدعم والتنظيم والحماية والرعاية، والتي باعتقادنا أنها لن تستطيع المقاومة في الفترات القادمة لتكون من الصناعات الحاضرة وبقوة أمام غيرها من الصناعات الحرفية اليدوية،إنها مهنة – حرفة صناعة الزنابيل من سعف النخل او سعف نخل الدوم. الزنبيل صناعة وتجارة تعتبر الدول الأوروبية هي المستورد الأساسي لهذه المنتجات كديكور وتث فلماذا لا نحاول إيجاد معامل لتصنيع هذه المنتجات أو ندعم الأسر المنتجة حتى لا تنقرض. حاولت كثيراً من الدول الغربية أن تقوم بتقليد هذه الحرفة اليدوية وأعدت لها المعامل والخبرات والمواد الأولية وآخرها كان في “ألمانيا” لكنها فشلت. وتهتم “فرنسا” لهذه الحرفة وتستوردها من سوريا لتصدره إلى كل أنحاء العالم في “أوروبا” و”أمريكا” و”كندا” والتجار الفرنسيون هم من يطلبون الزنابيل لتستخدم في مناجم الفحم بالدرجة الأولى، ولتستخدم في الأرض الزراعية لجمع المحصول، كما أن هناك أصنافاً تستخدم داخل المنزل كـ”أصص للزرع” أو”حمالة الصابون” وكثيراً جداً ما تلقى هذه الصناعة الاهتمام الواسع لدى الأوربيين الذين ينظمون المعارض المتخصصة في هذا المجال التراثي وصديقة البيئة، ويتنافسون فيما بينهم، بينما نبقى نحن بعيدين عن هذه الأجواء تماماً. تراجع الصناعة في السابق كان الإقبال شديداً علي الزنابيل وهذه الحرفة المهمة، وقد تراجعت هذه الأيام بسبب التطور والاكياس البلاستيك. وبقي الطلب الرئيسي مقتصرا على الهواة وحب التراث وأما صناعة الزنابيل فلا ذكر لها في أسواقنا، ولا توجد لدينا محلات وأسواق خاصة لبيع هذه المنتجات، ومع وجود سطل بلاستيك وتنك الزرع الذي حل بديلاً عن الزنبيل الذي تراجع الإقبال عليه، ويبقى الاستعمال الأكثر للزنبيل عند باعة الخضار الذين اعتادوا عليه ويشترونه بأسعار بخسة جداً ونحن لا نعتمد عليه كثيراً في هذا المجال، وما يميز الزنبيل عن غيره أنه يتحمل كل درجات الحرارة ولا ينكسر أو يتأثر بأي شيء حتى إن لونه ثابت وسعره عادي جداً، وكثيراً ما كان يشاهد هذا الزنبيل أو شقف الزرع الذي يوضع أمام باب البيت صيفاً وشتاء ليعطي جمالية لها خصوصيتها. لمحة سريعة عن منتوجات هذه الحرفة وهناك أنواعا عديدة من الزنابيل، فمنها الوعاء المصنوع من المطاط، ومنها ما يصنع من سعف النخيل، وله استخدامات مختلفة منها حمل الأتربه ونقلها من مكان إلى آخر أثناء عملية الحفر، وكذلك يستخدم احيانا في حمل بعض المحاصيل الزراعية مثل الحبوب والتمور وغيرها. وتختلف مقاسات الزنابيل فهناك مقاسات «30×40»و»30×50» سم، وهناك الدلو والمزهريات وشقف الزرع، والمراجيح، والكرسي الهزاز، برك الماء، ونافورة الماء، وغيرها. وكذلك هذه الحرفة تدخل في صناعة معظم الأثاث المنزلي: 1- القعادة: وهي شبيهة بالسرير الحالي وتصنع قوائم القعادة (الركيبة) والسوارع من خشب العرج أو السلام بعد معاملته وتنظيفه وعمل الرسوم والنقوش عليه، وتستخدم حبال الطفي لتغطية القعادة بطريقة التحبيل الجميلة ويبلغ عرض القعادة 1/02م وطولها حوالي 2متر. وعادة ما تزود القعادة بمسند للظهر من السوارع وتسمى في هذه الحالة كرسي وتستخدم في المجالس الكبيرة. 2- السفرية: وهي شبيهة بالقعادة إلا أن لها أربعة جوانب وعادة تستخدم لحماية الأطفال من الوقوع على الأرض عند نومهم. 3- الشبري: وهو مصنوع من نفس المواد السابقة إلا أنه أصغر حجماً حيث تبلغ مساحته ما يقارب من 1م 2ومزود بمسند للظهر عند الجلوس. وتزين قوائم (ركب) وعوارض (سوارع) الكرسي والقعادات والشباري بنقوش البويا الحمراء والسوداء والقطران فيضفي عليها رونقاً وجمالاً. المصلة: مستطيلة الشكل ويبلغ طولها ما يقارب 2متر وعرضها 1/2وتستخدم لأداء الصلاة وتستخدم ابرة معدنية في نسيج الطفي في مثل هذه الحالات. المفتة والمهجن: دائرية الشكل قطرها مختلف حسب الاستخدام من 2متر (مفتة) إلى 5امتار مهجن حيث تستخدم الأولى لتجميع الطحين من المطحنة أما في الأخرى فيستخدم المهجن لتجميع الحب في الأراضي الزراعية. المصرفة: دائرية الشكل قطرها 22سم وتستخدم لتجميع الهواء على الفحم المشتعل لجعله جمراً وكذلك تستخدم لوضع دقيق البن (القهوة) والهيل والزنجبيل داخل الجبنه لعمل القهوة. 4- المروحة: مربعة الشكل ومدعمة بقائم خشبي من النخل وتستخدم للتهوية وهي شبيهة بالمروحة الحالية. 5- الزنبيل: حصافة التحبيل أو الخوص وهي عبارة عن اسطوانة مخروطية الشكل قطر قاعدتها تقارب من 52سم وارتفاعها 56سم وقطر فوهة الزنبيل العليا تقارب 73سم ويستخدم لتجميع الأشياء أثناء التسويق ويمتاز بأنه يمكن استعماله مراراً ويستبدل عند ابتلائه أو قدمه ويتسع الزنبيل لما يقارب من 03كجم من المواد وتستخدم الزنابيل الجميلة كتحف لتجميل وتزين المنازل في المنطقة. القوبع والمظلة: يصنع أيضاً من نصل أوراق النخل ويستخدم كقبعة على الرأس وهو شبيه بالطواقي الحالية ولكن روعي في تصميمه وجود الفتحات الواسعة بين نصل أوراق النخل لاتاحة دخول أكبر قدر ممكن من الهواء إلى شعر الرأس بينما المظلة أكبر حجماً وليس لها فتحات هواء ولها قدر أكبر على الحماية من حرارة الشمس وتستخدم عادة عند الخروج من المنازل. تجدر الاشارة أن صحيفة مفاكرة في اسبوع الابداع البلدي شاركت بفكرة مبادرة الزنبيل ولاقت استحسانا من الزوار وتفاعلا كبيرا وقدمت الصحيفة مواد اعلامية مرئية ومقروءة عن مضار البلاستيك على البيئة والكائنات الحية وقدمت الهدايا الرمزية للزوار وهي عبارة عن كيس زنبيل مكتوب عليه انا صديق البيئة مبادرة الزنبيل وزمزميات ماء مصنوعة من الزجاج وبمطوية فيها عن اضرار البلاستيك واهداف مبادرة الزنبيل و زبيديات من الاستيل لحفظ الاكل الساخن بدل استخدام البلاستيك عند شراء “الفول” كمثال ورقة تقويم بالتواريخ الهجرية والميلادية.
مشاركة :