دفعت الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة في قطاع غزة إلى تدهور المشهد الثقافي في ظل استمرار الحصار وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. تلك الظروف أجبرت العديد من الأدباء والروائيين والشعراء على امتهان أعمال خارج إطار اهتماماتهم بعد عجزهم عن توفير فرص عمل دائمة ومستقرة وتقصير المسئولين في النهوض بالمشهد الثقافي. الأديب هاني السالمي، يصف تلك الحالة قائلا “أكتب وأمارس القراءة منذ أكثر من 25 سنة، صدرت لي مجموعة أعمال  في الرواية والقصة وروايات الأطفال، وحصلت على جوائز كثيرة خلال مراحل حياتي”. مسيرة أدبية عامرة أهلت السالمي للالتحاق بعضوية اتحاد الكتاب الفلسطينيين منذ عام 2007، لكنه اليوم صار بائع قهوة على أرصفة غزة. ويقول السالمي: “رائحة القهوة ومذاقها يقدم للناس بطعم الكلمات، ويبدو ان القهوة هي روح الكتابة وأنا أقدم روح الكتابة”. روح الكلمات في قهوة يصنعها الأديب هاني لزبائنه العابرين، ويضع بين أيديهم مختارات من أعماله الروائية، لتروي قصة أدب لم يعد يطعم خبزا في زمن الحصار.