يخوض المجلس العسكري الانتقالي في السودان اليوم مباحثات في العاصمة الخرطوم مع قادة الحركة الاحتجاجية، بالتزامن مع تواصل الاعتصامات الشعبية أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة. وأعلن القيادي في "تحالف الحرية والتغيير" صديق يوسف، في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، أن المفاوضات بين تحالفه والمجلس العسكري ستنطلق اليوم في الساعة الـ18.00 بتوقيت غرينيتش. وتجري هذه المفاوضات قبيل الموعد المحدد من قبل "تجمع المهنيين السودانيين"، من قوى التحالف، لإعلان تشكيل المجلس السيادي المدني الذي سيتولى مقاليد السلطة في البلاد محل المجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم السودان منذ عزل الرئيس عمر البشير في 11 أبريل الجاري. وأكد أحمد ربيع، أحد أعضاء "تجمع المهنيين"، أن خمسة ممثلين عن التحالف سيتوجهون إلى المجلس العسكري في وقت لاحق من اليوم لمناقشة "انتقال السلطة". وأشار ربيع إلى أنه قد يتم الاتفاق بين الطرفين على تأجيل موعد إعلان تشكيل المجلس السيادي، إذا أظهر المجلس العسكري رغبة في التفاوض بشأن تسليم الحكم، قائلا: "نطلب من المجلس العسكري أن يحدد لنا سقوفا زمنية حتى لا تطول الأمور". ولفت المسؤول إلى أن المجلس العسكري سبق أن أجرى جولتين من المفاوضات مع قادة المحتجين منذ الإطاحة بالبشير، لكن التحالف شعر خلال هذه المحادثات بأن المجلس العسكري لا يرغب في تسليم الحكم. وستوكل إلى المجلس المدني، حسب قادة المحتجين، مهمة تشكيل حكومة انتقالية ستحكم البلاد لمدة أربع سنوات سيليها إجراء انتخابات. ولبى المجلس العسكري حتى الآن عددا من مطالب المحتجين، بما فيها اعتقال البشير ورفع حظر التجول الليلي والإفراج عن العديد من المعتقلين السياسيين والمحتجين الذين سجنوا خلال التظاهرات، غير أن المتظاهرين يواصلون اعتصامهم أمام مقر قيادة الجيش مطالبين العسكريين بتسليم الحكم إلى سلطات مدنية. المصدر: فرانس برس