قبيل أيام من جولة مباحثات "محور أستانة" حول المحافظة الوحيدة الخارجة عن سيطرته، دعا الرئيس السوري، خلال لقائه وفداً روسياً ضمّ مبعوث الكرملين ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين ومسؤولين من وزارة الدفاع، أمس الأول، إلى تطبيق الاتفاق المبرم حول إدلب والتغلّب على العوائق التي تحول دون "القضاء على المجموعات الموجودة فيها". ووفق الخارجية الروسية، فإنّ المباحثات مع الأسد تناولت "ضمان تسوية سياسية طويلة الأجل، وتشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها سريعاً، ومهام إعادة الإعمار، بعد انتهاء النزاع، وتطبيع علاقات سورية مع الدول العربية". وأوضحت "الخارجية" أن هذا الوفد الروسي الرفيع تناول في اليوم نفسه الملف السوري مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، مؤكدة أن الطرفين أعارا اهتماماً خاصاً إلى ضمان تسوية سياسية مستدامة، على أساس قرار مجلس الأمن 2254 وتقديم ما يلزم من الدعم لجهود إعادة إعمار سورية. ولاحقاً، التقى نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف بالأسد في دمشق، أمس، لبحث التعاون التجاري والاقتصادي، بحسب وكالة "إنترفاكس". لا اشتباكات روسية - إيرانية إلى ذلك، نفت القيادة العامة لجيش الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، وقوع اشتباكات بين القوات الروسية والإيرانية في محافظتي دير الزور وحلب، مؤكدة عدم صحة ما تناقلته بعض المواقع ووسائل الإعلام المكتوبة، التي تحدثت عن معارك عنيفة وقعت بينهما في أحياء الحمدانية وحلب الجديدة. وأهابت القيادة، بحسب وكالة الأنباء (سانا)، بوسائل الإعلام على اختلاف أنواعها توخي الدقة والمسؤولية في نشر الأخبار وعدم اعتماد أي خبر عسكري ميداني ما لم يصدر عن مصدر عسكري. وتسيطر القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها على مدينة البوكمال على الحدود العراقية، وتوجد بأعداد كبيرة في حلب، بعد نقل أغلبها من دمشق ومحيطها بسبب قصف إسرائيل المتكرر، في حين توجد القوات الروسية في منطقة الميادين في ريف دير الزور، إلى جانب القوات الحكومية، وكذلك في ريف حلب الشمالي والشرقي وقرب خطوط التماس مع فصائل المعارضة. هجوم البادية وبعد قصف صاروخي ومدفعي استهدف ريفي حلب الغربي وإدلب الجنوبي الشرقي ومناطق مجاورة، أوقعت هجمات شنتها فصائل تقودها جبهة النصرة سابقاً وتنظيم "داعش" في مناطق عدة، نحو 50 قتيلاً في صفوف قوات النظام ومسلحين موالين لها، التي بادرت بقصف صاروخي ومدفعي مناطق في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي الشرقي ومناطق مجاورة. وأحصى المرصد السوري، أمس، مقتل 35 على الأقل من قوات النظام ومسلحين موالين لها، جراء هجمات أعنف يشنها "داعش" منذ إعلان قوات سورية الديمقراطية (قسد)، بدعم أميركي في 23 مارس، القضاء التام على "الخلافة"، التي أعلنها التنظيم في 2014. وأكد المرصد مقتل 27، بينهم أربعة ضباط كبار، جراء هجمات التنظيم في ريف حمص الشرقي، وثمانية آخرين بينهم ضابطان في هجوم مماثل شنّه التنظيم الخميس في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، معتبراً أن هذا الهجوم "الأكبر وحصيلة القتلى هي الأعلى" له منذ شهر. على جبهة أخرى، وثق المرصد مقتل 13 على الأقل جراء "هجوم عنيف شنّه جيش أبوبكر الصديق التابع للنصرة فجراً على حواجز ونقاط تابعة لقوات النظام عند الأطراف الغربية لمدينة حلب" شمالاً، مشيراً إلى "معارك عنيفة لا تزال مستمرة، تترافق مع قصف متبادل بين الطرفين" أسفرت عن مقتل ثمانية من الفصيل الجهادي. بعد شهرين على اختفائه، إثر تعرضه لإصابات خطيرة بانفجارين استهدفا موكبه، ظهر زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني مجدداً في إدلب، وترأس اجتماعاً لأهم 8 قيادات بالفصائل الجهادية أبرزها الحزب "الإسلامي التركستاني" و"حراس الدين" و"جيش العزة"، وأعطى خلاله توجيهات صارمة تتعلق بـ"المعركة المصيرية" في المحافظة. وكشفت مصادر لوكالة "سبوتنيك" أن الجولاني وجه تحذيرات شديدة من تسليم أي منطقة ضمن أي اتفاق، مؤكداً أن الفصيل الذي سيقوم بذلك دون الرجوع إليه، سيصبح هدفاً مشروعاً وسيعامل معاملة العدو والخائن. وأكد الجولاني أن المعطيات على الأرض تشير إلى أن النظام سيقوم بعمل عسكري قريب على جبهات ريف حماة وإدلب، مطالباً برفع الجاهزية، بما فيها العربات المفخخة والانتحاريين، واصفا المعركة بأنها معركة "وجود أو زوال". وبينما انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي اكسوي بحدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستقباله وفداً كردياً بقيادة "قسد"، وتأكيده "استمرار الدعم الفعلي لباريس في مكافحة داعش وإدارة أسراه وعائلاتهم"، أعادت سلطات كوسوفو أمس 110 من رعاياها من سورية، معظمهم نساء تبعن أزواجهن عند التحاقهم بصفوف التنظيم مع أطفالهن.
مشاركة :