التوثيق لكل أمر من جوانب الحياة أمر فيه فائدة كبيرة ليكون مصدراً ومرجعاً للعودة إليه كلما بحثت عن معلومة تريد الحصول عليها لأنها كتبت من مصدرها الحقيقي والواقعي، وبالتالي نحن بحاجة لكتابة تاريخنا الرياضي أولاً بأول وتوثيق كل أسرارها قبل فوات الأوان بعد مرور السنوات الطويلة فبتنا نتعب حتى نحصل على معلومة واحدة للرياضيين السابقين الذين قضوا حياتهم ونجاحاتهم في الرياضة دون أن يقوم أحد بكتابة تاريخهم وتوثيقه في كتاب يحفظ للأجيال ما قدموه للوطن وللناس وللرياضيين هنا في البحرين. الرياضيون في الألعاب الكثير منهم سجلوا نجاحات كبيرة محلياً وخارجياً ومن الضروري توثيق مسيرتهم وكتابة تاريخهم وحفظه في كتاب يتذكره جيل بعد جيل ولكي لا ينطمس ذكرهم في زحمة التقدم التكنلوجي المتطور الذي لا يجعل ماضي هؤلاء له حيز لأنه لم يكتب ولم يدوّن حتى تكون له أرشفة ومحل في التقنية الحديثة والتكنولوجيا، وبالتالي يضيع كل ذلك المشوار الطويل الذي كتبه الرياضي بعرقه وجهده ولكن لم يوثق فضاع هذا الجهد هباءً منثورا، واذا لم نتدارك الامر من الآن ونقوم بعملية التوثيق لكل الرياضيين خصوصاً من يمتلك التاريخ الناصع والذي يحتاج لتوثيقه في كتاب يضمن لهم حفظه. نحن كلما تذكرنا هؤلاء نتأسف كل الأسف بأن يمضوا عنا هؤلاء ولا أحد يقوم بكتابة تاريخهم، والله يحفظ الجميع ويطيل في أعمارهم. النجم الكبير السابق والمدرب الوطني الكبير سلمان شريدة مرَّ بعدة تجارب تدريبية بعد اعتزاله الكرة والذي أجبرته الإصابة على الاعتزال. شريدة له تاريخ حافل يحتاج لكتابته وحفظ مشواره بدءًا من التدريب في المحرق مرورًا بالأندية المحلية منها حقق معها الإنجاز وأخرى أنقذها من الهبوط وله تجربة تدريبية في الخارج في الامارات وعمان، وهو المدرب الوحيد في البحرين الذي خرج عن نطاق الوطن، وحصل على ثقة الاندية من خارج حدود البحرين. تجربته في باكستان فقط تحتاج لكتابة كتاب له وما عمله من جهد بدأه من الصفر، هناك وزرع أساسيات الكرة في نفوس المحبين لكرة القدم وجعلهم يعشقونها، وبدأت الكرة الباكستانية تنتعش وأدخلها المنافسات الآسيوية عبر تشكيل منتخب ودوري علمهم فيه المنافسات القوية وسط حضور جماهيري غفير، وهذا يعود فضله الى هذا المدرب الكبير، وهذا بحد ذاته يحتاج الى توثيق، سلمان شريدة أيضا أول مدرب كروي يحقق بطولة خارجية مع المحرق عندما أضاف الى خزينة نادي المحرق كأس الاتحاد الآسيوي، وهذا يكفي الجهات المعنية في الرياضة لتقوم بما طالبنا فيه في مقالنا هذا، حصوله على وسام الشرف الملكي قصة أخرى لهذا النجم الكبير كلاعب وكمدرب، وهناك الكثير من أسرار مشواره من الممكن نكتشفها عبر الجلوس معه لكتابة تاريخه قبل أن تضيع معالمه. هذا النجم الكبير لو أراد أن يقوم بالمهمة فلن يستطيع القيام بها لأنه هذا الجهد يحتاج الى المال ولا نعتقد بأن شريدة قادر على ذلك، وبالتالي يا حبذا تقوم وزارة الشباب والرياضة او اللجنة الأولمبية او حتى المجلس الأعلى للشباب والرياضة وأن تكون البداية من هذا النجم الكبير سلمان شريدة والذي نتمنى أن يكون التحرك عاجلاً وقبل فوات الأوان. وهناك الكثير من الرياضيين الذين يحتاجون الى توثيق مشواره الرياضي مثل نبيل طه، الذي هو الآخر لديه تاريخ حافل بالعطاء والجهد فمشكوره الذي أيضا يحتاج الى توثيق، وهناك ممن لا نعرفهم يحتاجون أيضا لتعريف عبر هذا التوثيق مثل المدرب الوطني محمد عبدالملك الذي اكتشف الكثير من المواهب الكروية وغيرهم من الأسماء اللامعة، رحل عنا جاسم المعاودة ذلك المدرب الذي أسس للمدربين واللاعبين أساسيات التدريب بالعلم الحديث في الزمن الذي يعيشه، وأعطى الكرة البحرينية الكثير من فكره التدريبي والتطور الكبير في منهجية التدريب، فترجل عنا ولم نعبأ بوجوده بيننا ولم نلتفت الى كفاءته للاستفادة منها إبان وجوده معنا، فرحل ورحلت معه أسراره. وقبل أن يرحل آخر عنا علينا التحرك من الآن ونقوم بعملية التوثيق التي تحتاجها الكرة البحرينية والتي هي الأخرى تعاني من كتابة تاريخها خلال 50 سنة مرت وجيلنا الجديد لا يعرف أسرارها وبياناتها ومعلوماتها، فلا اتحاد الكرة ولا جهة أخرى قامت بهذا الدور المهم حتى بتنا غرباء في الحصول على مثل هذه المعلومات. لدينا الرمز الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة علينا أخذ المعلومة وأسرارها منه، والله يطيل في عمره ونستفيد مما يختزنه في صدره وعلى المسؤولين والقائمين على الرياضة المحلية بالتحرك عاجلاً ليكون لدينا أرشيف يحمل في طياته المعلومة الحية والسليمة بعيداً عن التوقع في رصد المعلومات الحقيقية. أملنا وثقتنا كبيرة في شخص المسؤولين من أن يقوموا بهذا الجهد المشكور عليه مقدماً، ونحن بانتظار هذه الخطوات المهمة. صعود الأهلي والدرس المستفاد منه في البداية وقبل كل شيء نود هنا مباركة المسؤولين في النادي من الرئيس مروراً بأعضاء مجلس الادارة والى الجهازين الفني والاداري واللاعبين والجماهير، متمنين لهم التوفيق والنجاح في الموسم المقبل. صعود النادي الاهلي الى دوري ناصر بن حمد للممتاز في الموسم المقبل قبل نهاية الدوري بأسبوعين أثلج صدور الرياضيين والكرويين في البحرين لما يتمتع به هذا الصرح الكبير من تاريخ حافل منذ انطلاقة مباريات الدوري والذي لم يعرف الأصفر أقل من المركز الثالث لأكثر من عشرين سنة وأكثر حتى دخل الألفية الثانية بوضعية أجبرته بالهبوط مرتين للدرجة الثانية لأن المسؤولين في النادي الاهلي آنداك لم يضعوا لديهم سيناريو بأن الفريق سيكون يوماً ما في المراتب المتأخرة ووضع الحلول التي تحفظه من الانزلاق الى هاوية الهبوط المرير. لن نرجع بكلامنا لما كان عليه الاهلي في السابق، فقد تكلمنا فيه كثيراً في مقالات أخرى. اليوم نقول الى إدارة الاهلي وعلى رأسها الرئيس الشاب خالد كانو الذي ينتظره عمل كبير وجهد فاعل في وضع خطة عمل مدروسة من الآن ليكون جاهزاً لخوض مباريات دوري ناصر بن حمد لكي يكون منافساً على المراكز المتقدمة لا أن يكون طموحه فقط البقاء، لأننا عرفنا الأصفر من الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي من خلال تواجده مع القطب الآخر المحرق في الصدارة، إذ تحظى جميع مبارياته بالحضور الجماهيري الكبير التي تحظى به قاعدته الجماهيرية في البحرين، وبالتالي من غير اللائق ألا يكون الأصفر بين المنافسين على صدارة الممتاز بل على حصد اللقب. هذه الأمور تحتاج الى توفير الامكانات المالية لجلب محترفين على مستوى عالٍ من المهارة والفنيات، وأن يعملوا الفارق الكبير في النتائج وليس العكس، وألا تقبل الادارة بمحترفين يصرف عليهم المال واللاعب البحريني أفضل منهم وليس لديهم الفارق، فإذا وضع المسؤولون خطة عمل قابلة للتنفيذ بعوامل طبيعية ممن ذكرناه فنؤكد هنا بأن الاهلي سيعود حتماً الى تاريخه البطولي الذي كنا نعرفه من قبل، وسينتعش الدوري بالحضور الجماهيري، وستعود المنافسة القطبية بين الاحمر والأصفر وحينها سيرتفع المستوى الفني للدوري. في لقاء مدرب الفريق عيسى السعدون لحساب (ملاعبكم) ذكر أن تجديد عقده مرهون بشروط منها جلب محترفين سوبر ولاعبين محليين على مستوى جيد يكونوا إضافة للفريق بجانب الموجودين والوجوه الشابة التي ستكون رافداً للفريق مستقبلاً. نأمل من المعنيين في النادي الجلوس مع السعدون لأننا نرى في شروطه مصلحة للنادي وليس مصلحة له مالياً او غير ذلك لأنه لم يطلب زيادة في راتبه لكونه قاد الأصفر الى الصعود، وبالتالي السعدون يعلم مسبقاً حجم هذا الصرح الكبير، وما طلبه من شروط هي للنادي، فنأمل تحقيق كل ما أراده السعدون. ومن جانب آخر، نطالب جماهير النادي مساندة الفريق من أول مباراة له في الدوري، ولا تنتظر حتى يحقق النتائج الإيجابية، وبالتالي أي الفريق بحاجة لجماهيره في مثل هذه الظروف، ولابد من عقد اجتماعات مع الادارة لوضع خطة عمل لجلب الجماهير الأهلاوية للملعب ومساندة الأصفر بكل الأسلحة المشروعة في التشجيع. أخيراً.. نقول بعد هذا الصعود هل استوعب النادي الاهلي الدرس جيداً لتفادي الأخطاء من الآن؟!! فليبدأ العمل الجاد من الآن، ولا يجوز التأخير في وضع خطة مدروسة للموسم المقبل.
مشاركة :