أبوظبي: أحمد السيد على الرغم من الهدوء النسبي في صراع القمة بدوري الخليج العربي لاقتراب الشارقة من ملامسة درعه السادسة، وتبقي 5 نقاط تفصله عن إعلانه بطلاً رسمياً للمسابقة بعد التعادل المخيب بالنسبة للجزيرة أمام دبا (2-2) أمس الأول، والذي صعد به وصيفاً، فإن دبا الفجيرة أشعل القاع، بعدما أصبح على بعد ثلاث نقاط فقط من مركز البقاء. على الصعيد الفني، لم يكن الجزيرة مقنعاً في الميدان، خاصة خلال النصف الأول من المباراة، للهيبة التي انتابت الهولندي داميان هيرتوج مدرب الجزيرة من رغبة دبا في الفوز والهجوم بضراوة، ما اضطره لعدم الدفع بمهاجم صريح، والاكتفاء بالكثافة في منتصف الملعب مع الإسناد الهجومي الذي قدمه فارس جمعة الذي لم يظهر في توظيف واضح من الهولندي في الميدان، والذي تارة شارك في دور الليبرو خلف العطاس وخليفة الحمادي، وتارة أخرى في منتصف الملعب والهجوم. خرج الجزيرة من المباراة بقناعة مؤكدة بضرورة إيجاد بديل ومنح فرصة للوجوه الشابة في الفترة الحالية وخاصة زايد العامري مهاجم المنتخب الأولمبي للمشاركة وتعويض غياب علي مبخوت الذي يقود هجوم الجزيرة بامتياز ويواجه الفريق مشاكل حال غيابه وصعوبة في زيارة مرمى الخصوم. وفي المقابل، لعب دبا بواقعية كبيرة، ووفق إمكانياته، معتمداً على المرتدات التي كادت تجلب له فوزاً ثميناً من أرض الجزيرة، لولا سوء الطالع الذي لازم اللاعبين في الطلعات الهجومية. وجاءت نتيجة التعادل في الختام عادلة بين الفريقين عطفاً على ما قدماه وتقاسمهما الأفضلية والفاعلية. استياء ومن جانبه، أعرب هيرتوج عن سعادته بالصعود إلى المركز الثاني وعدم رضاه عن الأداء والمستوى واستيائه من الحالة الفنية التي ظهر عليها اللاعبون، وتأثر البعض للدفع بهم اضطرارياً في غير مراكزهم الأصلية. وقال: «هدفنا في الدوري هو تحقيق الفوز في جميع المباريات، وكنا الأقرب لحصد النقاط الثلاث، ولكن فقدان التركيز أفقدنا نقطتين في غاية الأهمية، ولست سعيداً بالأداء والنتيجة أصابتني بالإحباط». وأوضح أن إيقاع الأداء لدى فريقه كان بطيئاً للغاية، وأعرب هيرتوج عن سعادته بإحراز زايد العامري أول أهدافه في الدوري في مباراة أمس الأول، مؤكداً أنه يستحق دقائق لعب أكثر والدفع به في الشوط الثاني لا يقلل أبداً من أدائه أو دوره المهم مع الفريق. ورفض التعليق على الأنباء التي تم تداولها في الفترة الأخيرة عن تعاقد النادي مع لاعب أردني للاستعانة بخدماته وقيده خلال فترة الميركاتو الصيفي، مؤكداً عدم توفر معلومات لديه في هذا الشأن. تعادل رابح وفي المقابل، أكد محمد الخديم مدرب دبا أن التعادل رابح أمام الجزيرة ومهم لفريقه في الفترة الحالية ضمن الصراع الدائر في منطقة قاع الترتيب، مشيراً إلى أن الفريقين استغلا الفرص وترجماها لأهداف لتنتهي المباراة بالتكافؤ بينهما والنتيجة الأكثر عدلاً لهما. من جهته، شدد عبدالله رمضان لاعب الجزيرة أن فريقه كان طامحاً للخروج بالعلامة الكاملة. وقال: «كنا نطمح للفوز، ودخول زايد العامري كان نقطة التحول في المباراة بتشكيل عمق هجومي، وسعينا لتأمين النتيجة بهدف ثالث، ولكن دبا كان يقظاً في الدقائق الأخيرة، ونجح في خطف نقطة ثمينة في حاجة شديدة لها لإنقاذ موقفه والهروب من شبح الهبوط، وأتقدم بالتهنئة لهم على أدائهم القوي». وأرجع الفضل في الهدف الثاني الرائع الذي أحرزه من تمريرات «تيكي تاكا» مع الهولندي ناصر بارازيت إلى جهود زملائه ومساندتهم له في الميدان. بدوره، هنأ إدريس فتوحي لاعب دبا زملاءه على النقطة الثمينة التي خرجوا بها من ملعب الانتصارات، ومن عقر دار الجزيرة الطامح إلى تعزيز موقعه وصيفاً للدوري. وعزا فتوحي صحوة دبا وفوزه على الفجيرة المنافس المباشر في الجولة 20 والتعادل مع الجزيرة إلى الجهود الدؤوبة والمقدرة التي يقوم بها الجهاز الفني بقيادة الخديم منذ توليه المسؤولية، واللاعبون يطبقون أسلوبه بشكل مثالي في الميدان. وأضاف: «حديث المحللين الرياضيين بترشيح دبا للهبوط لم يزد الفريق إلا إصراراً وحماساً على العودة، وهو ما تحقق بالفعل، ونحن سنلعب جميع مبارياتنا المقبلة دون ضغوط، ولا شيء نخسره وتقديم أفضل أداء، لأننا نستحق البقاء في المحترفين».