حوار: نجاة الفارس أكد محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد إحدى وسائل الدبلوماسية الثقافية التي ندعمها في الدائرة لتحقيق المزيد من التقارب والتفاهم ما بين الشعوب. وأضاف في حوار ل«الخليج» تكريماً للشاعرة «فتاة العرب» نخصص ركناً لعرض إصداراتها وشعرها في ركن خاص في جناح الدائرة، كما نخصص ندوة تلقى الضوء على شخصيتها وأدبها خلال المعرض، وسيتم تقديم أركان تفاعلية جديدة لأول مرة، وهي ركن النشر الإلكتروني، وركن القصص المصورة، والركن الترفيهي، سعياً إلى توفير تجارب مختلفة ومميزة للتعلم والابتكار وقضاء وقت مميز للجمهور من كل الأعمار. * كيف ترون دور معرض أبوظبي الدولي للكتاب في تنشيط الحركة الثقافية في أبوظبي خاصة، والإمارات عامة؟ - يلعب المعرض دوراً محورياً في تعزيز الحركة الثقافية في أبوظبي، ومما لا شك فيه أن نشاطه ينعكس على المشهد الثقافي العام في الدولة، فخلال أيام المعرض تتحول العاصمة إلى ورشة ثقافية مفتوحة يشارك فيها كل أفراد المجتمع، ويتم خلالها طرح ومناقشة العديد من القضايا التي تتعلق بالثقافة والفكر والأدب، في لقاءات مباشرة تجمع بين الكتاب والمفكرين والفنانين والقراء، ما يجعل المعرض ليس فقط مكاناً للتزود بأحدث الإصدارات والكتب من ناشرين من حول العالم، بل تتم تحت سقفه مناقشة القضايا الفكرية والأدبية والاجتماعية أيضاً، بينما تطرح خلال المعرض ورش عمل مهنية تقدم أحدث الممارسات في عالم صناعة الكتاب ما يجعله منصة متكاملة تجمع كل الأطراف المؤثرة في عالم الكتاب، بما في ذلك القراء الباحثون عن متعة المعرفة. * وإلى أي مدى يسهم المعرض في تعزيز التبادل الثقافي عربياً وعالمياً؟ - في كل عام يشارك في المعرض أهم دور النشر العربية، بما فيها الدور التي تعمل من خارج المنطقة العربية، جنباً إلى جنب دور النشر الدولية وغيرها من العارضين الذين يعملون في قطاع النشر، ومما لا شك فيه أنها بيئة خصبة للعاملين في المجال الثقافي لتحقيق التواصل فيما بينهم، وتبادل الخبرات والمعارف والاتفاق على مشاريع مشتركة، خاصة أن المعرض يعد إحدى وسائل الدبلوماسية الثقافية التي ندعمها في الدائرة لتحقيق المزيد من التقارب والتفاهم ما بين الشعوب، ومد جسور الحوار مع الآخر. * ما هي أهم العوامل التي دفعت إلى اختيار الشخصية المحورية للمعرض في هذا العام؟ - يحرص المعرض على تكريم الشخصيات والرموز الثقافية والفكرية، والاحتفاء بإنجازاتهم التي تشكل نموذجاً للأجيال المقبلة، وتدفعهم إلى مزيد من الجهد للنهوض بالواقع الثقافي، وقد تم اختيار الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي، الشهيرة ب «فتاة العرب» شخصية محورية في المعرض، لكونها رائدة من رواد الشعر النبطي في الإمارات، تقديراً لمسيرتها الأدبية وعطاءاتها الثقافية الحافلة بالإنجازات والمؤلفات، التي شكلت إضافة قيّمة إلى خزانة ومنجز الشعر النبطي في الدولة، والمنطقة العربية، وتكريماً لها نخصص ركناً في جناح الدائرة لعرض إصداراتها وشعرها، كما نخصص ندوة تلقى الضوء على شخصيتها وأدبها خلال المعرض. * في كل عام يتم اختيار دولة ضيف شرف، هل لنا أن نتعرف إلى آلية وطرق ومبررات اختيار دولة ما لتكون ضيف شرف ؟ - نسعى في كل دورة إلى تسليط الضوء على ثقافة دولة لها إنجازات ثقافية عالمية، وتحل «الهند» ضيف شرف الدورة الجديدة للكتاب لتسلّيط الضوء على عراقة إرثها الغني والمتنوع وإنتاجها الثقافي والأدبي والتعريف بتراثها ومستوى نموه وأصالته الحضارية، ويأتي هذا الاختيار تأكيداً على عمق العلاقات التي تربط بين جمهورية الهند ودولة الإمارات من جهة، والعالم العربي من جهة أخرى، إلى جانب المخزون الثقافي والحراك الأدبي والعلمي والفني على الساحة الهندية التي تتعايش فيها 24 لغة رسمية، ومئات اللهجات، ولا تقتصر قوة الهند على اقتصادها، أو على صناعة السينما المعروفة، إنما تكمن مصادر قوتها في كونها عملاقاً ثقافياً، فهي تزخر بنحو 16 ألف دار للنشر. كما نطمح إلى أن ينتج عن هذا التلاقي الثقافي صناعة نشر مشتركة تستفيد من إمكانات سوق النشر في البلدين، وتقدّم فرص تطوير مهني وإنتاج معرفي فريدة لمثقفي وكتّاب الدولتين الصديقتين. * كيف أثرت جائزة الشيخ زايد للكتاب في المعرض؟ - على مدى السنوات الماضية أسهمت الجائزة في إثراء البرنامج الثقافي للمعرض عبر مشاركتها في ندوات متخصصة تسهم في تقريب المسافة بين المفكرين والكتاب والأدباء العالميين الفائزين بها، وبين الجمهور المحلي. * ما هي المعايير التي تضعها اللجنة المختصة للإصدارات المشاركة في المعرض؟ - يلتزم المعرض بقوانين الإمارات المنظمة لقطاع النشر، كما يلتزم بشكل صارم بحقوق الملكية الفكرية، بما فيها حقوق المؤلف والترجمة والنشر والطباعة، ولا يقبل المعرض أي اختراق لهذه الحقوق أثناء انعقاد المعرض. * ما هو جديد المعرض هذا العام وما أهم الأنشطة والبرامج التفاعلية التي ستقام خلال أيام المعرض؟ نسعى في هذه الدورة من المعرض إلى تقديم أركان تفاعلية جديدة لأول مرة، وهي ركن النشر الإلكتروني، وركن القصص المصورة، والركن الترفيهي، سعياً إلى توفير تجارب مختلفة ومميزة للتعلم والابتكار، وقضاء وقت مميز للجمهور من كافة الأعمار. ويحتضن المعرض مجموعة مختارة من المؤلفين والأدباء والفنانين الأكثر تقديراً وشهرةً في العالم، والذين يشاركون في برنامج ثقافي حافل ومتنوع يتناسب مع الجميع، من بينهم بن أوكري - المؤلف والشاعر الذي يحظى بتقدير دولي، والحائز جائزة بوكر العالمية، كما يشارك في المعرض سارو بريرلي - مؤلف كتاب السيرة الذاتية الأكثر مبيعاً في العالم «طريق طويل إلى البيت»، الذي تم اقتباسه في فيلم سينمائي ترشح لجائزة أوسكار، وسعيد القرقاوي - أحد ألمع العقول الشابة في الإمارات ومدير أكاديمية دبي للمستقبل، ويوجين روغان - مؤرخ مرموق وأستاذ في جامعة أكسفورد، ويعتبر أحد أبرز خبراء التاريخ العربي في العالم، وعبد الله الجمعة - مؤلف ورحالة سعودي شاب يكتب عن أسفاره التي يقوم بها، وعفراء عتيق - شاعرة وفنانة إماراتية شابة موهوبة تمزج بين الشعر والأداء المسرحي، وزينة هاشم بيك - شاعرة لبنانية الأصل تقيم في الإمارات، وتؤلف قصائدها باللغة الإنجليزية، وضياء الدين يوسفزاي - والد ملالا ومؤلف كتاب السيرة الذاتية الاستثنائي «دعها تطير»، وكارمين جالو - رائدة في استراتيجيات الاتصال الفعال في العالم ومؤلفة الكتب الأكثر مبيعاً «تحدث مثل خبراء حوارات تيد»، و«سر راوي الحكايات»، وهزاع المنصوري وسلطان النيادي - أول رائدي فضاء إماراتيين.
مشاركة :