ليبيا تكشف من يقف مع الإرهاب ومن يحاربه

  • 4/21/2019
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

ما يحدث في ليبيا وما يرافقه من اصطفاف إقليمي دولي يكشف بوضوح من يقف مع الإرهاب ومن يقف ضده، وذلك من خلال الموقف من الحملة العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير (خليفة حفتر) لتحرير مدينة طرابلس من المليشيات الإرهابية التي تحكم سيطرتها على المدينة منذ سقوط نظام (القذافي)، وهي مليشيات القاعدة وداعش والإخوان المسلمين وجماعات أخرى تتاجر بالبشر واللاجئين الأفارقة.. ففي الخندق المدافع عن هذه المليشيات الإرهابية في طرابلس تقف بريطانيا وإيطاليا وتركيا وقطر، وفي الخندق الآخر الذي يريد التخلص من هذه المليشيات ودحرهم في ليبيا تقف فرنسا ومصر والإمارات العربية المتحدة، ومؤخرا انضمت إليهم (أمريكا) التي أوضحت في اتصال هاتفي جرى بين الرئيس ترامب والمشير (حفتر) أنها تؤيد جهوده في مكافحة الإرهاب. وهذا يؤكد ما كنا نقوله سابقا من أن (الإرهاب) صنيعة استخباراتية شكلتها دول لتستفيد منه سياسيا في مناطق تطمع في اقتصادها وثرواتها.. وهذه الجهات الدولية والإقليمية هي التي صنعت (داعش) في العراق وسوريا واستثمرت وجود الإرهاب هناك لكي يكون لها موضع قدم في كلا البلدين، ومن ثمَّ أصبحت إيران هي المستفيد الأكبر من وجود (داعش) في العراق، ولذلك تم لها السيطرة على القرار السياسي والعسكري من خلال نفوذ «الحرس الثوري الإيراني» في تمويل وتدريب مليشيات (الحشد الشعبي) الموالي لإيران في العراق.. مثلما أصبحت تركيا لها نفوذ كبير في تشكيل الوضع السياسي في سوريا. الآن انتقل الصراع الدولي والإقليمي إلى (ليبيا)، وكل دولة أعلنت موقفها من تحرير (طرابلس) من الإرهابيين، حتى حكومة الوفاق الوطني برئاسة (السراج) في (طرابلس) انحازت إلى المليشيات الإرهابية واستخدمتهم لصد هجوم قوات الجيش الوطني الليبي بزعامة (حفتر).. وبناء عليه فإننا سنكون أمام ساحة عربية جديدة مشتعلة بالنيران، مثلما كان الحال في العراق وسوريا، ولا تنسوا أن (ليبيا) تثير شهية اللاعبين الدوليين لكونها غنية بالنفط والثروات المنجمية الأخرى، وهو سر الصراع الدائر حاليا الآن بين فرنسا وإيطاليا على الأراضي الليبية.. النفط ثم النفط ثم النفط.

مشاركة :