الملحن البحريني أحمد سيف للثقافي: لحنت للفنان محمد عبده

  • 4/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طفولتي عادية ليس فيها أي إبداع في ذلك الزمن البعيد! الأسرة هي الشرارة الأولى التي أشعلت بداخلي حب الموسيقى عبر نبض متصل بحنايا الروح صديق الطفولة المرحوم أحمد عيسي بوشقر كان يكبرني سنا وهو من اكتشف موهبتي فنان كأي فنان درس نفسه بانتمائه إلى حب الموسيقى، متقدمًا نحو غاية أدرك ما لها من حنين مؤثر في نفسه منذ كان طفلاً، تنشد عليه أمه أو تسمعه أغاني التراث، ومن تلك النافذة أطل الملحن المخضرم أحمد سيف ليرسم عبر حلمه رسائل الفرح في ظل سباقه مع الموسيقى التي استوطن ظلها، شاعرًا بأنها الفضاء النقي الذي لا يغادره عاشق منتمٍ إلى حب الموسيقى. مع الملحن أحمد سيف أجرينا هذا الحوار، فكانت الرسائل جلية في بوحه الذي أفاض على أسئلتنا بالحب. حاوره: علي الستراوي * أحمد سيف اسم لملحن بحريني كيف كانت مسيرة هذا الفنان؟ - أولًا بسم الله الرحمن الرحيم أشكر جريدة أخبار الخليج الغراء على هذه الفرصة التي أتاحتها لي للتحدث بعد غياب طويل استمر سنوات طويلة، حيث كانت المسيرة طويلة وشاقة معصورة بالألم والمرض والدموع والدماء والسهر بالأمل المعجون بالورود والإصرار الذي تمخض عنه انتصاب قامة عنيدة أسندتني عبر شعلة موسيقية لا تزال يغرد عندليبها وإن حاولوا قتل هذا العندليب بمصيدة اليأس، إلا أنها تظل متقدة ذات اتصال بروحي التي أصرت على الثبات والدفع بماء ساخن عبر شرايين قلبي النابض التي جعلت مني فنانًا أحب الموسيقى منذ نعومة أظفاري، فكان أحمد سيف الذي رغم قسوة الحياة أخذته الموسيقى نحو تطبيب الجراح. * حدثنا عن طفولتك، وهل كانت البداية لارتباطك بالفن والموسيقى؟ - كانت طفولة عادية ليس فيها أي إبداع في ذلك الزمن البعيد كنت مع إخواني الأطفال نغني في المناسبات عندما يغني الكبار كنا نغني معهم كأصداء صوت يردد ما يغنون في الفرجان والبرايح وكانت في الفريج منطقه تسمى (احطبة العبيد) تقام بها الفنون الشعبية من فنون العرضة وفنون الليوة وغيرها في المناسبات وكنت استمع وأهضم بآذان الطفولة الطازجة تلك الشذرات التي قادتني نحو حب الموسيقى. * هل كان لجو الأسرة ما شجعك على حب الفن؟ - لاشك أن لجو الأسرة انطلاق الشرارة الأولى التي أشعلت بداخلي حب الموسيقى عبر نبض متصل بحنايا الروح، حيث كانت في نهاية الخمسينيات وكنا نسكن في (البيت العود) أسرة متكاتفة تربطهم صلة رحم بين خال وخالة وإلى آخره وفي نهاية كل شهر أو نهاية كل أسبوع يؤجرون (جرامافون) ويسهرون مع هذه الاسطوانات ونحن أطفال نسمع هذه الأغاني الجميلة ولكوننا أطفالا يسحرنا الصوت الجميل عبر هذا (الجرامافون) وفي انسجام تام يطير بنا نحو حلم جميل. * من الذي تلقفك وأخذ بيدك نحو الموسيقى؟ - صديق الطفولة المرحوم أحمد عيسي بوشقر كان يكبرني سنا ويحفظ بعض الأغاني ونغني معا فوق سواحل البحر وفي الفريج. * ألم تشعر بأنك قد ظلمت في مسيرتك الفنية؟ - سابقا كنا نحتمي باليد الحانية يد حسن كمال مدير إذاعة البحرين والمديرين الذين تسلموا إدارة الإذاعة من بعده عبدالرحمن عبدالله وحمد بن علي المناعي. أما الآن فيوجد ظلم كارثي وليس أنا فقط من يعاني بل الكثير من الفنانين ظلموا إذ لا تذاع ولا تبث أغانيهم في الأوقات الذهبية الممتازة لا من الإذاعة ولا التلفزيون وبسبب الشللية والانتهازية واستغلال الوظائف من أجل المصالح الشخصية يمكن أن تذاع وتبث في الفترات الميتة وهم بخبرتهم يعرفون هذه الأوقات الذهبية المتميزة والأوقات الميتة. وأرى أن الشللية قتلت الكثير من أحلام الفنانين الذين ليس لهم عون سوى موهبتهم. وأذكر أن القسوة التي جاءت عبر السنة لم تر فينا فنانين وأننا كبار سن ولا توجد لدينا أفكار جديدة. هذا النوع من الأحكام لا شك أنه قاس ومؤلم لأي فنان مبدع. ومن المؤكد أن الموسيقى تعتمد على الخبرات التراكمية وليست ملعب كرة أو مضمار سباقات يعتمد على عضلات الشباب هذه الفكرة خطأ هم أخذوا هذا الكلام من الغرب وتمت ترجمته بالخطأ طبعا. الإنسان الغربي يقرأ من خارج المنهج منذ الروضة حتى يصل إلى التوجيهي نصف مثقف يتخرج في الجامعة ثلاثة أرباع مثقف ثم يصل إلى سن الثلاثين مثقفا متكاملا. *على مستوى المحلي من الفنانون والملحنون الذين استفدت منهم؟ - الفنان الشبه معتزل أحمد الحداد والفنان المرحوم محمد بوشقر وأحمد الجميري وإبراهيم عبدالكريم والمرحوم محمد حسن إدريس والفنان خليفة زيمان والفنان خالد مندي وغيرهم الكثير لا تحضر الأسماء في الذاكرة الآن. * أي الأعوام كانت بالنسبة إليك هي أجمل الأعوام في تجربتك؟ تلك السنوات من عام 1975م إلى سنة 1988م وبعدها توقفت تسع سنوات وبعدها من سنة 1997م إلى سنة 2011م ولكن في بداية العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة كانت الحركة الفنية أقوى أما الآن بعد نمو الشللية القاتلة للفن والإذاعة والثقافة والرائحة والنكهة الوطنية الموسيقية وكأنك تسمع إذاعة عربية لإحدى الدول الأجنبية. أما الرواد وفنانو الحداثة الذين طوروا الأغنية ومازالوا كأحمد الجميري وخالد الشيخ وإبراهيم حبيب تذاع أغانيهم من إذاعة البحرين الشعبية وكأن أغانيهم من التراث ومضى عليها أكثر من مائة سنة وكأنهم فنانون درجة ثانية وهم من درسوا الموسيقى في المعاهد الأكاديمية سنوات وتركوا أهلهم سنوات لكي يرتقوا بالبحرين موسيقيا أو أحيانا تذاع أغانيهم الوطنية فقط من بحرين أف أم في أوقات متأخرة من الليل بعدما ينام الناس وكأنهم فنانو درجة ثانية أو ثالثة. أما الفترات الذهبية من البث تذيع أغاني بما يسمى أغاني الشباب ومعظمها على نغمة واحدة وليس فيها النقلات المقامية العلمية المعبرة وبعض أغانيهم لا يوجد فيها حتى الشجن. وسوف يخرج لك شخص من سلالة مسيلمة الكذاب لتكذيب هذه الأقوال يا أخي علي مات الفن عظم الله أجرك. * هل كان في الأسرة أخ أو أخت أو خال أو عم دفعوا بك نحو الموسيقى؟ نعم كان هناك ابن خالي وهو الفنان علي أحمد المالكي الفنان الذي سطع نجمه في الستينيات من القرن الماضي، له أغان تذاع من الإذاعة وكان يسكن معنا في نفس المنزل (البيت العود) وأحيانا يعزف العود ويلحن ويكتب كلمات وأنا جالس معه استمتع بما أسمع منه فتأثرت بنظرته المستقبلية ولكن لم يؤثر في فنيا بتقليده. وطبعا أنا لا أقلد أي احد على مستوى الفكر الموسيقي والتلحين لأن لي بصمة خاصة ومسيرتي ذات تفرد. * هل تعتبر نفسك محظوظًا كونك لحنت لأكبر المغنين؟ - لا يوجد حظ بقدر ما هو استعداد مسبق + فرصة = الحظ طبعا لحنت لكثير من الفنانين ويتصدر قائمتي فنان العرب محمد عبده وعبدالله الرويشد ولطفي بوشناق وعبدالله بالخير وطلال سلامة واريام ومحمد البكري ومحمد الحمادي وعباس إبراهيم ومحمد علي عبدالله وحسين الحمد وغيرهم الكثير. أنا إنسان طموح جدا وشعلة الطموح لم تنطفئ ولا تزال متقدة في الجوانح. تعاوني مع فنان العرب محمد عبده في ثلاث أغان أضاف لي الكثير وخاصة أغنية المنامة والرياض التي اعتبرها جسرا ثقافيا بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وأنا من يسهر الليل للوصول إلى هؤلاء العمالقة وخاصة بعد لقائي بسمو الأمير خالد بن سعود الكبير آل سعود سنة 2000م الذي أضاف لي الكثير بتعاونه اللوجستي لي وبرفده لي بالكلمات المعبرة. * من المغنون الذين استفدت منهم إلى جانب حبك للحن والكلمات؟ - كثير من المغنين والملحنين من داخل البحرين ومن خارجها، وكل نغمة صادقة تدخل القلب هي استثمار موسيقي ومن سنة 1980م فتحت أذني على موسيقى الشعوب وقدوتي في هذا الموضوع هو الفنان أحمد الحداد الذي أسمعني الموسيقى التراثية الصادقة لتلك الشعوب للحصول على خلطة كيماوية موسيقية لكي تقتات وتتغذى قيثارتي البيولوجية على هذه الفيتامينات الجيدة. *على مستوى المحيط المحلي هل أنت راضٍ عن مسيرة الفن الموسيقي؟ طبعا أنا غير راضٍ، نحن نحتاج إلى فرقة نسجل معها أعمالنا فرقة البحرين الموجودة الآن هي شبه فرقة خاصة بأفراد فقط مع العلم بأنها ملك الدولة والدولة تصرف عليها ولكن تحتاج إلى إدارة من عدة أفراد وليس فردا أو فردين وإذا أردنا تسجيل أي أغنية ندفع لها لكي تسجل المفروض هذه الفرقة تتسلمها وزارة الإعلام وتكون هي الوزارة المعنية بالأغنية وبالموسيقى أو بالأحرى تبني الأرض التي تمتلكها جمعية الفنانين على أن توجد استوديوهات للتسجيل مع هذه الفرقة وتعاد صياغة عقود أفراد الفرقة بحيث تنص على التسجيلات أيضا وعلى كل فناني البحرين أن يسجلوا إبداعاتهم وتفتح أبواب الإذاعة وأبواب التلفزيون للفنان البحريني لتقديم إبداعاته من دون تمييز لكي ينشغل بعض الشباب بهذا الفن الراقي بدلا من انشغاله بمواضيع أخرى غير مجدية. * من اكتشف موهبتك التلحينية؟ اكتشفني هو الموسيقار محمد عبدالوهاب في سنة 1974م كنت أقرأ كتابًا عن سيرة حياة الفنان محمد عبدالوهاب وأنا بطبعي مدمن قراءة فوجدت في طيات الكتاب نفس الخواطر التي تأتي الفنان محمد عبدالوهاب تأتيني أنا فتأكد لي أني موهوب تلحين فبسرعة توجهت إلى دراسة الموسيقى في معهد جاسم العمران التابع إلى وزارة التربية والتعليم والذي علمني النوتة هو المايسترو مجدي عبدالمنعم عدس قائد فرقة وزارة التربية والتعليم آنذاك وطبعا هذا المعهد خرج الكثير والذين أصبحوا الآن دكاترة في الموسيقى وبعد إغلاق معهد جاسم العمران ذهبت إلى إكمال الدراسة في معهد الموسيقي التابع للأخ الفنان عبدالجليل شبر وبعدها أخذت دروسا خصوصية لدى المايسترو مجدي عبدالمنعم عدس والفنان الأردني حسين مصطفى. *هل كان والدك راضيا على أن تكون فنانا؟ - والدي توفي وأنا عمري سبع سنوات وكنت في الصف الثاني ابتدائي، ورعتني والدتي. *- ما الدور الذي لعبته والدتك في حبك للموسيقى؟ والدتي كانت تشجعني وهي تحب الغناء الشعبي كثيرا، فكانت ملهمتي وأول من عرفت علي يديهم حب الفن والموسيقي، من خلال ما تمتلكه أمي من حنان زرع داخلي حبها للفن الشعبي. *- أي الآلات أقرب إلى نفسك بعد آلة العود؟ _ آلة (الأورج) أحبها كثيرا وعندي أورج في البيت ولكن ليس عندي وقت لتعلمها لأني مزعزع وموزع بين إدمان القراءة وإدمان التكنولوجيا وإدمان عزف العود والتلحين. * على يد من تعلمت فن عزف العود؟ على يد المرحوم الفنان أحمد عيسي بوشقر وبعدها صقلني أخوه الأكبر الفنان المرحوم المعروف محمد عيسي بوشقر. * لو طلبت منك تصنيف الفنانين في البحرين على مستوى التلحين مع من تبدأ؟ - طبعا لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال هذا السؤال أكبر مني بدرجات وليس تهربا من السؤال أو إجابة دبلوماسية وإنما صعب جدا فكل ملحن له بصمته الخاصة إذ إن بعض الملحنين يغني ويلحن ويوزع لأن الملحنين مثل الفواكه والورود كل فاكهة لها فيتاميناتها الخاصة ومميزاتها وكل ورد له رائحته الخاصة وبالمناسبة الملحن المغني أكثر شهرة من الملحن الذي لا يغني لأن الملحن المغني الناس تسمعه في الإذاعة وتشاهده في التلفزيون أو في الحفلات والملحن الذي لا يغني خلف الكواليس فأنا خلف الكواليس. * ماذا كانت أمنياتك في مسيرة عطائك الفني؟ -على المستوى الشخصي كانت لي ثلاث أمنيات الأولى الحصول على التفرغ والآن طبعا بفضل الله أصبحت متقاعدا ومتفرغا للفن والأمنية الثانية التلحين لفنان العرب محمد عبده والحمد لله تحققت وبقيت الأمنية الثالثة ولا أستطيع التحدث عنها أنا عملت عليها دراسة من عشرين سنة ولكن الآن لا أستطيع التحدث عنها. * من الذي اكتشف موهبتك؟ - كما ذكرت أعلاه كتاب حمل سيرة الفنان القدير الراحل محمد عبدالوهاب. * على مستوى أكاديمي هل تشعر بأنك أشبعت تجربتك الموسيقية أم مازال الحلم بعيدا؟ - والله مازلت أشعر بجوع وعطش لعلوم الموسيقى ولكن الآن اتجهت إلى تعلم وقراءة المقامات الموسيقية وهي العصا التي يتكئ عليها الملحن، مثلها للبحار كمثل الشراع والمجاديف التي يبحر بها والبوصلة التي يرى بها والخريطة التي يسير بواسطتها والموانئ والمرافئ التي يحتمي بها طبعا المقامات تصور لك الحالة النفسية لكلمات الشاعر لو أخذنا على سبيل المثال الحزن نحتمي بمقام الصبا الحزين وكثير طبعا من المقامات المعبرة. *هل أحد أبنائك أو بناتك أحب الفن الموسيقي؟ - نعم، ابني عبدالرحمن أحمد سيف اللاعب المعروف لكرة الطائرة سابقا لاعب المحرق والمنتخب لديه صوت جميل ولكن ليس لديه طموح أحيانا يشاركني التسجيلات والغناء في البيت فقط ولدي بنت صغيرة صوتها جميل تحب الغناء أحيانا نغني مع بعض في البيت في صالة الجلوس ولكن هي متجه إلى الدراسة والمذاكرة وطبعا أولادي تركت لهم حرية اختيار هواياتهم أما المواهب فهي تخرج وحدها وبعدها هم يقررون تطوير هذه الهوايات والمواهب. * هل ترى أننا في البحرين أعطينا الاهتمام للموسيقى على مستوى التدريس والإعداد ورعاية مواهب الموسيقى والغناء؟ - سابقا نعم أما الآن لدينا بعض المتعلمين ولكن ليس لهم وجود بسبب واقع الشللية التي طغت على الكثير من القائمين على رعاية هذا الفن. * ماذا تريد من الدولة ومن المحبين للموسيقى وهل تتمنى أن تكون لنا جامعات متخصصة في تدريس الموسيقى على المستوى السيمفوني؟ - أتمنى أن توجد معاهد متخصصة أقلها على طريقة دولة الكويت الشقيقة فلديهم معهد منذ 6 يونيو 1976م أو يمكن قبل هذا التاريخ ولدينا الكثير ممن تخرجوا في هذا المعهد لو كانت توجد مثل هذه المعاهد الرسمية لأصبحنا اليوم لدينا نهضة موسيقية كبيرة وحتى فرقة سيمفونية والفرقة السيمفونية تحتاج إلى تفرغ العازف وتحتاج إلى إدارة متفرغة ومسرح سينوغرافيا سيمفوني ولو أرادت الدولة عمل فرقة سيمفونية لاستطاعت النظر إلى سلطنة عمان فلديهم فرقتان سيمفونيتان ونحن الموسيقى لدينا قبل سلطنة عمان ولدينا خريجون قبل سلطنة عمان ولكن لا يوجد التوجه. * مساحة أخرى أتركها لك لتضيف سؤالا وتجيب عليه لم أسألك عنه. يا أخي علي متى ينتهي ليل الفنان البحريني وتخرج الشمس المنيرة عليه؟ أتمنى ولو مرة واحدة يد الدولة تتدخل وخاصة اليد الحانية ولحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليف هذه اليد الحنونة والعطوفة والكريمة ونحن يا صاحب الجلالة من غيرك أيتام. متى سنرى جامعاتنا تخرج أفواجا ترتقي بالفن وتواكب ثقافته العالية كما هي في البلدان الغربية من دون أنصاف الفنانين الذين بشلليتهم أماتوا الفن الراقي.

مشاركة :