الصفيان : ٥ آلاف ريال عقوبة لبس السراويل القصيرة في الأسواق والعبارات العنصرية في “الجوال”

  • 4/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

– البعض لا يحترم الطابور ويخدش الذوق بسلوكياته داخل بلادنا وإذا سافروا إلى الخارج “انضبطوا”. – إذا أردنا أن يحترم الآخرون ثقافتنا وتقاليدنا فلا بد أن نكون نحن محترمين لقيمنا أولًا. – رؤية المملكة ٢٠٣٠ وأميرنا المحبوب محمد بن سلمان رسمت لنا رؤية واضحة لمجتمع مكتمل. – التجاوزات في المجتمع ليست مرتبطة بالمواطن أو المقيم أو الرجل أو المرأة وإنما سلوكيات وتصرفات فردية خاطئة. – الكلمات الهابطة والخادشة في الإعلانات والأغاني والمقاطع تُعَرّض مرتكبها للعقوبات. – نطالب بهيئة سعودية تُعنى بالذوق لأخذ زمام الأمور والارتقاء به في مجتمعنا. – ليس النظافة العامة فقط بل الآداب والسلوكيات هي التي تعبّر عن حقيقة ثقافة المجتمع. – لا بد من العمل بشكل جِدّي وصارم والوقوف ضد المتجاوزين والمستهترين في الأماكن العامة. – من المهم وجود الخِزَانات الكافية لوضع الأحذية أمام المساجد وتوفير سلال المهملات في الحدائق والطرقات. – هويتنا السعودية نشأت على كل ما هو ذوق وأخلاق عن طريق موروثنا الديني وقدوتنا فيها الرسول الكريم. يقول أمين عام “ذوق” الجمعية السعودية للذوق العام خالد الصفيان: إن موافقة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين على لائحة المحافظة على الذوق العام؛ هو لعكس الصورة المثلى للهوية السعودية التي تمتلك الموروث الديني المعتدل، والموروث الاجتماعي المستقر. ويؤكد في حواره أن الذوق العام هو مصطلح شامل يضم الأخلاق الحسنة، والنظافة العامة، ومجموعة الآداب والسلوكيات التي تعبّر عن ثقافة وقيم المجتمع ومبادئه وهويته. ويطالب بوجود هيئة سعودية تُعنى بالذوق لأخذ زمام الأمور والارتقاء به في مجتمعنا؛ موضحًا أنه لا بد من العمل بشكل جِدّي وصارم، والوقوف ضد كل ما هو غير صحيح أو سليم، ولا بد أن نتعامل مع التجاوزات فيما يخدش الذوق. ويتناول الحوار عددًا من المحاور المهمة حول أهمية المحافظة على الذوق العام في المجتمع، وأبعاد تطبيق لائحة المحافظة على الذوق العام. ** مؤخرًا وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين، على لائحة المحافظة على الذوق العام، ماذا يعني ذلك؟ إن الحديث عن اللائحة التنظيمية للمحافظة على الذوق العام؛ إنما هو الحديث عن لَبِنة أساسية في بناء حضارتنا المشرقة ومستقبلنا الواعد ورؤيتنا القادمة في المملكة العربية السعودية. وستكون هذه اللائحة بمثابة التنظيم الذي سيحافظ -بمشيئة الله- على مجتمع متكامل أراد أن يسير قُدمًا لأخذ مكانته المرموقة بين شعوب العالم من حيث التحضر وعكس الصورة المثلى للهوية السعودية التي تمتلك الموروث الديني المعتدل، والموروث الاجتماعي المستقر، ويكون رافدًا مكملًا لما حققناه من إنجازات على المستوى العالمي من حيث الثقل السياسي والاقتصادي والعلمي والرياضي؛ فبالتالي ستكون هذه اللائحة أيضًا مكملة لما يتطلبه الاستثمار في الذوق العام من ضرورة العمل على توعية مجتمع وتوجيه لكل ما هو ذوق، وتأتي اللائحة التنظيمية رافدًا لتعزيز مفهوم التكامل بين التوعية والجزاءات لكي نحافظ على رسم خارطة الطريق للذوق العام وبشكل واضح ودقيق ومستدام، ويحافظ عليه من الخدش أو الاجتهادات التي لا تخدم الأهداف، والأصل في اللائحة أنها تسري على مرتادي الأماكن العامة.. وهنا لا يفوتني أن أنتهز هذه الفرصة بتقديم الدعاء والحب والولاء والشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والحكومة الرشيدة؛ على كل ما يقدمونه من مجهودات جمة في جميع المجالات، والعمل لكل ما فيه خير الوطن والمواطنين ورفعة لهم، واللائحة ما هي الا جزء لا يتجزأ من الاهتمام والأهمية التي يوليها ولاة الأمر في تلمّس جوانب عدة، والتي تضعنا في مجتمع مفعم بالذوقيات، وهنا سيكون للائحة الدور الأمثل بعكس مدى جديتنا في البحث عن المراتب الرفيعة. ** الذوق العام مصطلح أخلاقي ذو دلالات واسعة؛ فما معنى الذوق العام؟ هل هو الأخلاق الحسنة أم النظافة العامة أم غيرها؟ الذوق العام مصطلح شامل يضم بينه الأخلاق الحسنة والنظافة العامة كما ذكرت، وإن كان تعريفه أكثر من ذلك، وربما استطعنا تعريف الذوق العام بعد العديد من ورش العمل والاجتماعات بأنه “مجموعة الآداب والسلوكيات التي تعبّر عن ثقافة وقيم المجتمع ومبادئه وهويته” بحسب الأسس والمقومات المنصوص عليها في اللائحة. ** السلوكيات الخاطئة، هل هي ترتبط بالمواطنين أكثر أم ببعض الجنسيات الوافدة؟ عندما عرّفنا الذوق العام؛ فقد تلمس بأنه مرتبط بالإنسان بشكل عام دون تحديد لا جنس أو جنسية، ولربما تجد ما يخدش الذوق العام في كل مكان أو زمان؛ وإن كان بنسبة متفاوتة بين الشعوب؛ ولكن ما يزعجك هو أن تصل تلك التجاوزات إلى مستوى الظاهرة أو السمة في مجتمع عن غيره، ونحن -ولله الحمد- في المملكة قمنا بخطوة استباقية لمحاربة خدش الذوق العام، وإن كان على مستوى حالات ضئيلة أو فردية أو بسيطة؛ ولكن لا بد من العمل بشكل جدي وصارم، والوقوف ضد كل ما هو غير صحيح أو سليم، ولا بد أن نتعامل مع التجاوزات فيما يخدش الذوق من بداياتها.. وكما يعلم الجميع أن الحكومة السعودية تحتضن أبناءها وكل من وطئت قدمه أراضيها على حد سواء، دون تفرقة في الاهتمام والحرص؛ لكي يكون تواجد الجميع وفق أطر الأنظمة والتعليمات؛ وبذلك فإن الدراسات التي قمنا بها منذ البدايات بأن السلوكيات الخاطئة التي تخدش الذوق العام ليست مرتبطة بالمواطن أو المقيم أو الرجل أو المرأة أو الطفل؛ وإنما هي السلوكيات والتصرفات الصادرة من الفرد اتجاه المجتمع الذي يعيش فيه، وبالتالي اللائحة ستطبق على كل شخص يرتاد الأماكن العامة أو يتعامل مع الآخرين. ** إلى أي مدى يمكن تهذيب السلوك في الأماكن العامة، سواء أكانت مساجد أم حدائق أم طرقات أم أسواقًا؟ بالتوعية والتوجيه والتعليمات عبر الرسائل المكتوبة والمرئية والمسموعة والبرامج الكفيلة بإيصال الرسالة؛ ناهيك عن وجود البدائل والحلول الكفيلة بتقيد الجميع بها؛ كوضع الخزانات الكافية لوضع الأحذية أمام المساجد، ووجود سلال للمهملات كافية في الأماكن العامة على سبيل المثال لا الحصر، والعمل على التفسير الواضح لمرتادي الأماكن العامة، وأيضًا بوضع اللائحة التنظيمية والجزاءات محل التنفيذ. ** ما الذي دفعك عام 2013م لإطلاق فكرة إنشاء جمعية “ذوق” لحماية الذوق العام؟ وما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟ جاءت فكرة #الذوق_العام كمبادرة من خلال وسم في شبكة التواصل الاجتماعي يرصد بعض الممارسات السلبية في المجتمع التي تمس كل ما يخدش الذوق العام في المنطقة الشرقية كرمي النفايات في غير مكانها، وعدم المحافظة على الممتلكات العامة، والمخالفت المرورية بجميع أشكالها، وعدم احترام الطابور أو الآخرين، وغيرها من الأمور الخادشة للذوق؛ مع العلم كنت أتساءل آنذاك: لماذا غالبية من يقومون بخدش الذوق العام بتصرفاتهم وسلوكياتهم داخل بلادنا يعكسون صورًا إيجابية من حيث المحافظة على الذوقيات إذا سافروا إلى الخارج؟ وربما أنك تجد صورًا من التناقضات في هذه الحالة، كما أن هويتنا السعودية نشأت على كل ما هو ذوق وأخلاق؛ وذلك عن طريق موروثنا الديني الذي يحثنا ديننا الإسلامي عليه، وأكد عليه قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والموروث التربوي الاجتماعي أيضًا معزز لهذا التوجه، والذي استقيناه من تربية آبائنا وأجدادنا؛ فمن هنا بزغت تلك الفكرة بأنه لا بد أن يكون لنا إسهام والعمل على المحافظة على الذوق العام. وجاء التفاعل من المجتمع منقطع النظير من حيث التفاعل الإيجابي والداعم لهذه المبادرة، والتي بمجرد أن تكون مبادرة هو الحلم؛ ولكن كبر ذلك الحلم وتجاوز حدود المبادرة بعد توفيق الله ثم احتضان وتبني صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية للفكرة؛ تتويجًا لتلك الجهود؛ بحيث يتم تحويلها لمشروع وطني تكون انطلاقته الأولى من المنطقة الشرقية، ثم تنتشر فروعه على مستوى المملكة قاطبة؛ سعيًّا لتحقيق الجمال والارتقاء بالذوق العام في كل مجالات الحياة وعلى كل الأصعدة والمستويات، وينعكس هذا الجهد الجميل على أرض الواقع، وأن يكون الأثر أعم وأشمل وأقوى، واستمر الدعم والتوجيه واللقاءات بسموه للدفع قُدمًا تجاه تحقيق الاهداف؛ مما تطلبته تلك المرحلة من السير وفق العمل المؤسسي والاحترافي، بعيدًا عن الاجتهادات؛ وبذلك تم الترخيص لهذه الفكرة والمبادرة لتكون جمعية متخصصة ونوعية تحت مسمى “الجمعية السعودية للذوق العام” (ذوق) في عام ٢٠١٦ م. أما بخصوص التحديات؛ فهي تكمن في وضع اللبنات الأساسية للذوق العام؛ كونه مشروعًا نوعيًّا وغير مسبوق؛ فلا بد أن تستحدث التعريف الصحيح للذوق العام، وأن تكون مفاهيم وأهداف ورسالة ورؤية الذوق واضحة وشاملة ومستدامة، كما أن هناك تحديات في وضع الاستراتيجيات الشاملة والكفيلة بالانطلاقة بأهداف الجمعية لمستوى مقنع، ووفق المتغيرات التي نعيشها والأولويات في التنفيذ؛ فتجد طموحنا -كما أسلفت- في تغير بعض السلوكيات التي تخدش الذوق العام من رمي وكتابة على الجدران وما شابه ذلك، حتى وصلنا لتغير تفكير وسلوكيات وتصرفات، وتحسين الشكل العام والمحيط بنا من مرافق وخدمات، مع المحافظة على موروثنا الديني والاجتماعي وتراثنا الشعبي، والتعامل الأمثل مع مختلف الثقافات ووفق رؤية المملكة الواعدة ٢٠٣٠؛ لعكس صورة واقعية وجميلة عنا أمام الآخرين. فهذه ربما بعض التحديات التي عشناها؛ ولكن أقولها بكل تفاؤل: إننا قادمون وبقوة، ومنجزون وبإصرار، ما دمنا نجد كل الدعم والمؤازرة من أعلى سلطة في المملكة، وما الموافقة على لائحة المحافظة على الذوق العام مؤخرًا من قِبَل قائد مسيرة وطننا الغالي الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ إلا أكبر شاهد على الدعم لكل شخص يعمل، وتجد أيضًا لدينا الطموح الكبير الذي استمددناه بعون من الله ثم بما ألهمنا به أميرنا المحبوب محمد بن سلمان، والذي رسم لنا الرؤية الطموحة. ** لبس السراويل القصيرة، وتشغيل الموسيقى وآلات تسجيل السيارات بصوت مرتفع، هل تُعد من السلوكيات العامة التي تخدش الذوق العام؟ نعم، وهذا ما جاء في أحد بنود اللائحة؛ بأن “الظهور في الأماكن العامة باللبس الداخلي أو اللبس غير المحتشم”، أنه مخالف للذوق العام ويُعد مخالفة صريحة يعاقب عليها مرتكب المخالفة. ** يلاحظ ارتداء البعض “التشيرتات” في الأماكن العامة تحمل صورًا أو عبارات باللغة الإنجليزية غير مفهومة، هل يُعد ذلك تجاوزًا على لائحة الذوق العام؟ نعم وضع عبارات أو صور غير لائقة على الملابس أو السيارات أو الممتلكات وما في حكمها؛ هي مخالفة صريحة في أحد بنود اللائحة. ** فرض عقوبات 5 آلاف ريال على مَن ينتهكون القيم والأخلاق في الأماكن العامة، هل هو كفيل بردع من يتجاوز؟ لم توضع العقوبات أو الجزاءات إلا بعد دراسات مستفيضة من قِبَل اللجنة التي حملت مقترح ملف الذوق العام في مجلس الشورى؛ وبذلك وضعت الأطر المنظمة والغرامات وفق دراسة ومقارنات لمثل هذه الحالات؛ فهنا تكمن قناعتنا بأنها ستكون كفيلة بردع الخادشين والمتجاوزين على الذوق العام. ** كيف يمكن احترام الثقافة والتقاليد السعودية؟ سؤال جدًّا في غاية الأهمية.. فإذا أردنا أن يحترم الآخرون ثقافتنا وتقاليدنا؛ فلا بد أن نكون نحن متقيدين ومحترمين ثقافتنا وتقاليدنا وقيمنا، ولنصل إلى مرحلة متقدمة في هذا المجال؛ لا بد أن نقوم بالعديد من الخطوات، والتي يأتي أهمها: (١) الاستثمار بالنشء، ومحاولة زرع تلك القيم والمفاهيم الذوقية لدى النشء منذ الطفولة عن طريق مناهجنا التعليمية، وإيجاد القدوة المحفزة. (٢) وضع اللوائح والأنظمة الرادعة للمحافظة على الذوق العام. (٣) العمل على حملات توعوية وتثقيفية في مجال الذوق العام ولجميع فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين. ** التلفظ بالأقوال، وإخافة الناس وتعريضهم للخطر في الأماكن العامة، هل يعرّض مرتكبه للعقوبات؟ نعم يعرّض أي شخص نفسه للعقوبات إذا استخدم الكلمات والعبارات الهابطة والخادشة للحياء العام؛ من خلال الهواتف أو البرامج والمقالات ومقاطع الإعلانات والأغاني والأناشيد والأفلام، أو التنكر بكافة صوره، أو إطلاق عبارات خادشة أو عنصرية. كما أن ممارسة أي صورة من صور المضايقات أو التحرش بالمارة ومستخدمي الطرق أو المرافق العامة يُعد مخالفة يتعرض مرتكبوها للعقوبات. ** ما الذي تحتاجه جمعية “ذوق” لحماية الذوق العام؟ من التسارع في تبنّي الفكرة، وإيمان الجميع بضرورة تفعيل لائحة الذوق العام، وثبوت مدى حاجتنا للذوق العام لكي يكون سمة من سمات الشعب السعودي، ولكي تقوم الجمعية بدور أقوى وأشمل ويغطي جميع مجالات الحياة في وطننا الغالي، ووفق رؤية ٢٠٣٠؛ فإنني أرى أن تكون لدينا هيئة سعودية تُعنى بالذوق العام، وتكون مسؤولة، بالتنسيق مع الجهات المعنية لأخذ زمام الأمور؛ للارتقاء بالذوق العام في مجتمعنا، وتكون مسؤولة عن تنفيذ اللائحة، ووضع الاستراتيجات المستقبلية، والإشراف العام على هذا المشروع الوطني الواعد.. وهذا طموحي الشخصي كمؤسس مبادرة “الذوق العام”، والذي طالما حلمنا به نحن منذ البدايات كفريق عمل مؤسس للذوق العام. ** ما دور الإعلام في دعم توجهات المحافظة على الذوق العام في المجتمع؟ مما لا شك فيه أن للإعلام بجميع مجالاته ووسائله المختلفة دور كبير ومكمل للمحافظة على الذوق العام، وربما هو أحد العوامل الهامة التي يعوّل عليها على المستوى التوعوي أو التثقيفي أو الرادع لكل التجاوزات المحتمل وقوعها من خادشي الذوق، والإعلام لعب دورًا محوريًّا في إيصال فكرتنا لأكبر شريحة من الرأي العام، حتى وصلت لما نحن فيه الآن ولله الحمد، ونحن دائمًا في الذوق العام نستفيد من كل الآراء والمقترحات المطروحة في وسائل الإعلام المختلفة أو التواصل المباشر؛ لقناعتنا بأن الذوق هو اللبنة الأساسية في بناء الحضارات؛ وبالتالي نلتقي مع الإعلام في جوانب عدة، ونحمل رسالة صادقة في خدمة وطننا.

مشاركة :