في أواخر موسم 2011 م قامت إدارة الرئيس الهلالي عبدالرحمن بن مساعد بإقالة المدرب الأرجنتيني جابرييل كالديرون بعد خسارته في ذهاب بطولة كأس الملك أمام الاتحاد بثلاثية نظيفة أقلقت مضاجع الهلاليين ورفعت من وتيرة الغضب في مدرجه ليضع أبناء بنو هلال أياديهم على قلوبهم ويبحثون عن مخرج من هذه الأزمة التي أتت في توقيت صعب للغاية ليتقدم ذئب الهلال وإداري كرة القدم حينها سامي الجابر ويتصدى لهذه المهمة الصعبة واضعاً تاريخه العظيم خلف ظهره محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه خصوصاً متى ما علمنا أن الاتحاد لديه فرصة سانحة تاريخية للثأر من الخماسية الهلالية التي أتخمت شباكه في الموسم الذي يسبقه ولو حدثت هذه الكارثة بالتأكيد أنها ستكون وصمة عار في تاريخ الجابر حتى وإن كانت أول مباراة له كمدرب مع معشوقه الأزرق.. ووسط أجواء مشحونة وغيابات بالجملة وتواجد عنصر أجنبي واحد فقط والرغبة الاتحادية للثأر خصوصاً أنه منتصر في الذهاب بفارق مريح تقدم الهلال في الشوط الأول قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي ليظهر المدرب البلجيكي ديمتري بتصريحه الشهير: "مباراة الإياب مع المدرب سامي كانت أصعب من مباراة الذهاب.. تذكرت هذه القصة وتلك التضحية وأنا أشاهد تغريدات الجابر حول حديث رئيس ناديهم الحالي محمد بن فيصل وهجومه على سامي بالمقابل كان حديث الجابر مليئاً بالحكمة والرزانة والابتعاد عن مكامن الاختلاف ومحاولة نبذ الخلافات وعدم استغلال جماهيرته الطاغية وثقة مدرج ناديه فيه تجاه إدارة الهلال..  شاهدنا سابقاً الخلاف الشهير ما بين رئيس النصر فيصل بن تركي ولاعب النصر السابق الدولي فهد الهريفي ومدى انعاكسه وتبعياته على الكيان والمدرج فقدان البطولات طوال ثلاثة مواسم كان الخاسر فيها هو النصر..  الفائدة والسؤال: كم نجم سابق يستطيع احتواء أزمات ناديه ولم يفعل؟ وكم نجم أثار الخلافات وكان السبب الرئيسي فيها لتصبح كيانات ناديه هي الخاسرة بالتأكيد؟.. بل وكم يوجد لدينا شخص يبحث عن المصلحة العامة بعيداً عن البحث عن انتصارات شخصية لرأي أو تجاه شخص معين؟  من يقرأ المشهد بتأنٍ سيدرك بأن الجابر اليوم في موقفه الأخير ضحى بكل شيء حتى "بوجهة نظره" في سبيل التوافقية ولم شمل البيت الهلالي مطالباً الجماهير الزرقاء بدعم الكيان والنظر لبطولتي الدوري والكأس مؤكداً بأنه بدأ كمشجع وعاد للمدرج مشجعاً.. لأستذكر الآن مقولته الشامخة التي ترن في أذني دائماً:  "الهلالي لا يهزم الهلالي"... وليجعلنا نتمنى أن نرى سامي آخر في جميع الأندية.. بل وحتى المنتخب الأخضر  همسة: الجميع يعرفون التضحية لكن هناك من يضحي لك.. وهناك من يضحي بك.