على الرغم من التباطؤ الذي حدث أخيرا في النمو الاقتصادي في الأسواق الرئيسة مثل الصين ومنطقة اليورو والولايات المتحدة، فإن سوق السلع الفاخرة ما تزال تبلي بلاء حسنا. ففي السنة المالية 2017، حققت أكبر 100 شركة عالمية للسلع الفاخرة مبيعات إجمالية بلغت 247 مليار دولار، وهو ما يمثل نموا في البيع المركب بنسبة 10.8 في المائة وفقا لنسخة 2019 من تصنيف "جلوبال باور" للسلع الفاخرة، الذي تصدره مؤسسة ديلويت. ووفقا لمؤسسة ديلويت، فإن شركات السلع الفاخرة بدأت تعتمد على طرق جديدة في التسويق لزيادة أرباحها عبر أساليب تحاكي متطلبات الأثرياء الذين يتأثرون بشدة بالتقنية الحديثة، ويستخدمون الشبكات الاجتماعية لاتخاذ قراراتهم الشرائية التي تدفع العلامات التجارية الفاخرة إلى الاستثمار بشكل كبير في التقنيات الرقمية. وللمقارنة، فإن المبيعات الإجمالية لهذه الشركات في السنة المالية 2016 وقفت عند 217 مليار دولار، وبلغت نسبة نمو المبيعات السنوية في ذلك العام 1 في المائة فقط. وأبلَغت ثلاثة أرباع الشركات (76 في المائة) عن زيادة في مبيعاتها من السلع الفاخرة في السنة المالية 2017، وسجل ما يقرب من نصفها نموا سنويا يتكون من رقمين. وفيما يتعلق بفئات المنتجات، هيمن قطاع الملابس والأحذية مرة أخرى على تصنيف السنة المالية 2017، مع 38 شركة في المجموع. واستأثر قطاع المنتجات الفاخرة المتعددة الأنواع بأكبر حصة من المبيعات (30.8 في المائة)، تليها عن كثب المجوهرات والساعات (29.6 في المائة)، مع ريجمونت، وسواتش جروب، وتشاو تاي فوك، ورولكس، ولاو فنج شيانج كمساهمين رئيسين في تحقيق هذه الحصة العالية من المبيعات. والقطاع الأعلى أداء هو مستحضرات التجميل والعطور مع نمو في المبيعات قدره 16.1 في المائة، في حين انخفضت مبيعات الحقائب والإكسسوارات 1.1 نقطة مئوية إلى 6.1 في المائة. ويقول كارين سيزجيدي، الشريك المسؤول والخبير في قطاع الأزياء والرفاهية في شركة "ديلويت سويس"، إن "سوق السلع الدولية الفاخرة ستستمر في النمو، على الرغم من البيئة الجغرافية - السياسية والاقتصادية غير المؤكدة. الشهية للمنتجات الفاخرة من الطبقة المتوسطة، المزدهرة في البلدان الناشئة الرئيسة، لا تزال سليمة. الصين، على وجه الخصوص، ستصبح سوقا أكثر أهمية للمنتجات الفاخرة، ونحن نلاحظ أن معظم الشركات قد كيفت استراتيجيتها التسويقية من أجل الاستجابة بشكل أفضل لخصوصيات هذا البلد". وبلغ مجموع مبيعات الشركات العشر الأعلى في المرتبة وحدها 118.816 مليار دولار، أو ما يقرب من نصف (48.2 في المائة) إجمالي مبيعات المنتجات الفاخرة التي حققتها الشركات المصنعة الرائدة الـ 100 من قطاع السلع الفاخرة. واحتلت المرتبة الأولى بين الشركات المائة، "لوي فويتون" التي تضم 11 شركة، من بينها: كريستيان ديور، وفِندي، وبولجاري، وبلغت المبيعات الإجمالية لهذه الشركة 27.995 مليار دولار بزيادة قدرها 17.2 في المائة خلال عام واحد. تليها في المرتبة الثانية شركة "إسته لودر" الأمريكية للعطور التي تضم ست شركات أخرى، وبلغت مبيعاتها الإجمالية 13.683 مليار دولار بزيادة قدرها 15.7 في المائة خلال عام واحد. وجاءت شركة "ريجمونت" السويسرية في المرتبة الثالثة وتضم ثماني شركات من بينها: كارتييه، وفاشرون كونستانتان، وبياجيه، وبلغت مبيعاتها الإجمالية 12.819 مليار دولار بزيادة قدرها 3.1 في المائة. وصعدت شركة "كيرنج إس آي" التي تضم ثماني شركات، من بينها كوجي، وفان كلييف، وسان لوران، مرتبة واحدة في الترتيب لتحتل المركز الرابع، وبلغت مبيعاتها الإجمالية 12.168 مليار دولار بزيادة قدرها 27.5 في المائة. وجاءت في المرتبة الخامسة شركة "لوكسوتيجا" الإيطالية التي تضم ست شركات من بينها النظارة الشمسية "راي بان"، ودخلت "شانيل" البريطانية لأول مرة قائمة العشر الأوائل في المرتبة السادسة. وهبطت "لوريال لوكس" الفرنسية لمستحضرات التجميل مرتبة واحدة لتستقر في المركز السابع، ويأتي في المركز الثامن مجموعة "سواتش جروب" للساعات التي تضم ست شركات، من بينها: أوميجا، ولونجين، ومجموعة هونج كونج "شو تاي فوك" للمجوهرات في المرتبة التاسعة، وأخيرا مجموعة "بي في إج" الأمريكية التي تضم شركتي "كالفن كلاين"، و"تومي هالفيجر". وبصرف البحث عن الوافد الجديد "شانيل"، فقد احتفظت الشركات الرائدة العشر بمكانها أو تقدمت، أو انحسرت رتبة واحدة، بمعنى أنه لم تحصل هزات أو تغييرات جذرية تجاوزت الصعود أو الهبوط مرتبة واحدة. واحتفظت ريجمونت بمركزها الثالث من خلال عكس اتجاه الانخفاض في المبيعات خلال السنة المالية 2016 لتصل إلى نمو في المبيعات (3.1 في المائة) في السنة المالية 2017، مع زيادة قوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وبقيت ساعة "رولكس" ضمن أعلى 15 شركة أولى على القائمة، ومع ريجمونت، ومجموعة سواتش، تمثل هذه الشركات الثلاث أكثر من 86 في المائة من مبيعات المنتجات الفاخرة من الشركات الفاخرة السويسرية في الترتيب. وعموما، فإن الوجود السويسري بين الشركات المصنفة الـ 100 لا يزال دون تغيير، وتعمل الشركات التسع التي يوجد مقرها في سويسرا بقطاع المجوهرات والساعات الفاخرة، وقد عادت جميعها إلى النمو في 2017 بزيادة 7.7 في المائة في المبيعات السنوية للمنتجات الفاخرة. وتعزو مصادر النمو الرئيسة لـ 20 في المائة من الشركات الـ 100 إلى انتعاش المبيعات في الصين، وتشير الدراسة إلى أنه في حين أن عديدا من الزبائن يفضلون الذهاب إلى متجر لرؤية ولمس المنتجات الفاخرة، فإن الشركات في هذا القطاع لا يغيب عن أنظارها نوع جديد من المستهلكين، ممن يطلق عليهم "عالي الأجر- وليسو أغنياء"، وهو مصطلح جديد يشير إلى الناس ذوي الدخل العالي لكنهم في طريقهم ليصبحوا أغنياء.
مشاركة :