"يطيب لي في هذا اليوم أن أتحدث معكم من قلب يحمل لكم كل المحبة والإخلاص متطلعين جميعاً لغد واعد مشرق مزدهر بإذن الله تعالى". بهذه الكلمات الرائعة استهل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - كلمته يوم الثلاثاء الماضي للمواطنين والمواطنات. كانت الكلمة إشارة على مدى اهتمامه وإحساسه بالمسؤولية تجاه هموم المواطنين والمواطنات، خاصة ما يتعلق بحياتهم، كالصحة والتعليم والسكن والاقتصاد. وقد قرأت ما بين السطور خطاباً أعمق وأدق وهو اقتداء الملك سلمان – رعاه لله – بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والسير على هديه، باتباع المنهج التنفيذي وليس التنظيري، والانتقال للتطبيق، والعزم القوي على التنفيذ. لتوضيح المعنى أضرب مثالاً على ذلك .... حديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي) لم يضع رسولنا الكريم خطة استراتيجية ليعلم الناس كيفية الصلاة وإلزامهم بل بدأ بالتنفيذ وهو خير قدوة. هذا تقريباً ما يأمله الملك المثقف المخضرم، التنفيذ وإخراج الاعمال من حيز الفكر إلى حيز التطبيق والواقع. وقد أكد يحفظه الله على جميع المسؤولين بمضاعفة الجهود للتيسير على المواطنين، إذن وضع هدفاً ينبع من فكرة المصلحة العامة ودراسة المشاريع التي تهدف إلى خدمة المجتمع أولاً وكيفية تنفيذها وتحديد مدتها بحيث تصبح واقعاً ملموساً يُقدَّم وليس مجرد تنظير. من وجهة نظري: كان فحو الخطاب مهماً فلا يوجد مكان اليوم لمن يقدم الكلام التنظيري على التنفيذ الفعلي وهذا ظهر جلياً في توجيهه -حفظه الله-بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها، والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، وبما يسهم في القضاء على الفساد، ويحفظ المال العام، ويضمن محاسبة المقصرين. فقد رأيت شمساً قد أشرقت مع أول خطاب موجِّه للشعب من ملك جمع ما بين الخبرة والدراية الكافية في ادارة شئون الدولة، وتمسكه القوى بمبادئ ديننا الإسلامي.
مشاركة :