قتل 158 شخصاً على الأقل بينهم 35 أجنبياً، في سلسلة اعتداءات متزامنة استهدفت اليوم (الأحد) ثلاث كنائس وأربعة فنادق ومبنى في سريلانكا. ووقع انفجاران في كنيسة سانت أنتوني بكولومبو وكنيسة سانت سيباستيان في بلدة نيغومبو إلى شمال العاصمة. وأصيب ما لا يقل عن 160 شخصاً في الاعتداء على كنيسة سانت أنتوني ونقلوا إلى مستشفى كولومبو الوطني، بحسب ما أعلن أحد مسؤولي المستشفى لوكالة الصحافة الفرنسية. وقتل شخص على الأقل في فندق «سينامون غراند هوتيل» القريب من المقر الرسمي لرئيس الوزراء في كولومبو، وفق ما أوضح مسؤول في الفندق، مشيراً إلى أن الانفجار وقع في مطعم. وبالإضافة إلى كنيسة نيغومبو، استهدفت كنيسة ثالثة تقع في باتيكالوا (شرق)، وقال مسؤول في المستشفى المحلي إن 300 شخص أصيبوا بجروح فيها. وبعد ساعات على التفجيرات الستة، استهدف تفجير سابع فندقاً قرب حديقة الحيوان الوطنية، الموجودة في منطقة قريبة من العاصمة كولومبو، بينما قتل انتحاري ثلاثة شرطيين حينما فجّر نفسه في مبنى بالضاحية الشمالية للعاصمة كولومبو. ولم تعرف في الوقت الحاضر طبيعة التفجيرات، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. لكن قائد الشرطة الوطنية بوجوت جاياسوندارا حذر أجهزته قبل عشرة أيام بأن حركة متشددة هي «جماعة التوحيد الوطنية» تخطط لتنفيذ «اعتداءات انتحارية على كنائس كبرى والمفوضية الهندية العليا». وظهرت هذه الحركة العام الماضي بقيامها بأعمال تخريب ضد تماثيل تابعة للديانة البوذية التي تعد غالبية سكان الجزيرة. وأعرب الرئيس مايثريبالا سيريسينا عن إحساسه بالصدمة، فيما أعلن وزير المال مانغالا ساماراويرا على تويتر أن الهجمات أوقعت «العديد من الابرياء» مرجحا أن تكون «محاولة منسقة للتسبب بالقتل وإثارة الفوضى». وجاء في نداء بالإنجليزية نشرته كنيسة سانت سيباستيان في نيغومبو في صفحتها على «فيسبوك»: «اعتداء على كنيستنا، نرجوكم أن تأتوا لمساعدتنا إن كان أفراد من عائلتكم فيها». وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70 في المائة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12 في المائة من الهندوس و10 في المائة من المسلمين و7 في المائة من المسيحيين. ويعتبر الكوثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية. غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009. وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 ما بين 80 ألف قتيل ومئة ألف بحسب الأمم المتحدة. وبعد عقدين على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للجزيرة، قام البابا فرنسيس بزيارتها في يناير (كانون الثاني) 2015، وأحيا فيها قداسا حضره مليون شخص تجمعوا في كولومبو. واعتبرت الشرطة التي أوردت عدد المليون آنذاك، أنه أكبر حشد خلال حدث علني، فيما أفاد الفاتيكان من جانبه بحضور أكثر من نصف مليون شخص. وشدد البابا في عظته على حرية المعتقد من دون قيود في بلد عانى من توترات إثنية ودينية.
مشاركة :