إذا كنت تحاول التوصل إلى أفضل خطة لإثبات وجود كائنات فضائية، فهناك الكثير من الخيارات. بطبيعة الحال، هذا يتطلب استراتيجية تمنحك فرصة كبيرة للنجاح، وهذا من أجل كسب الوقت والمال وربما الفوز بجائزة نوبل. منذ حوالي 70 عاما فضل أغلب العلماء البحث عن إشارات البث اللاسلكي، وهو النهج الكلاسيكي بالنسبة لأبحاث الذكاء الخارجي، وبصراحة الأمر منطقي للغاية لأن البث اللاسلكي قادر على اجتياز السنوات الضوئية بسهولة، وهي تكنولوجيا تم اختبارها، لذا فهي معروفة بشكل جيد. ولكن هل البحث عن الإشارات هي الخطة الأفضل؟ وهل من الممكن الوقوع في خطأ ما؟ هناك بديل هام وهو البحث عن القطع الأثرية المادية، الهياكل الغريبة ونحن لا نقصد هنا الظواهر الغريبة هنا على الأرض، وإنما الإنجازات الهندسية الضخمة التي شيدها مجتمع متقدم في مكان ما في الفضاء. للمزيد: أين تعيش الكائنات الفضائية؟ مخلوقات فضائية؟ علماء يلتقطون مزيداً من الإشارات الغامضة من مجرة بعيدة لماذا البحث عن القطع الأثرية؟ لأنّ هذا يلغي الحاجة التي اختارتها الكائنات الفضائية للتواصل وإرسال إشارات لاسلكية بنفس الطريقة التي نقوم بها. إذا لم تكن متأكدا بأنك الأفضل في مجتمع درب التبانة، فأنت لا تريد المراهنة من خلال افتراض على أن الكائنات الغريبة لديها نوايا طيبة. وهنا يمكن أن يكون للصمت قيمة من أجل البقاء. هناك نقطة أخرى: التقاط بث حضارة أجنبية يتطلب أن تصل الإشارة إلى التلسكوب الخاص بك في نفس اللحظة التي يتم توجيهها. هذه هي مشكلة "التزامن" المعروفة لدى أبحاث الذكاء الخارجي، والتي تمّ تشبيهها بإطلاق رصاصة يجب الاعتراض لها برصاصة أخرى، وهذا أمر غير محتمل. في معظم تجارب البث في أبحاث الذكاء الخارجي يكون مقدار الوقت الذي نقضيه في الاستماع لأي تردد معين بضع دقائق فقط. كان الكون موجودا منذ ما يقرب من عشرة آلاف تريليون دقيقة، لذا فإن جهود أبحاث الذكاء الخارجي تشبه إلى حد ما الدخول إلى الفناء الخلفي في الوقت المناسب للقبض على راكون يحاول سرقة طعام القطط. يمكنك أن تعتقد أن المخلوقات الغريبة تملك أسبابا وجيهة لقضاء الكثير من الوقت في إرسال أمور ما إلى الأرض، ولكن إذا كانت تلك المخلوقات على مسافة قصيرة "من الناحية الفلكية"، فلن يعلموا أنّ هناك من يترصد إشاراتهم إذا لم يكن هناك ما يكفي من الوقت لإشارات الرادار والتلسكوبات التي نملكها. في المقابل، قد تكون القطع الأثرية مخفية في الفضاء في انتظار اكتشافاتنا. إن سور الصين العظيم والأهرامات المصرية من الإنشاءات الأرضية التي كانت قائمة منذ قرون، والعثور عليها لا يتطلب الكثير من التزامن. هل وجدنا هياكل ضخمة أجنبية؟ في العام 2015 أبلغت عالمة الفضاء تابيثا بوياجيان وزملاؤها عن نجم يبعد عن الأرض بنحو 1400 سنة ضوئية. وأشار الفريق إلى أن النجم يخفت في بعض الأحيان. في الواقع، لقد خفت كثيرا وهذا لم يكن سلوكا فضائيا طبيعيا. من بين التفسيرات قيل إن النجم كان محاطًا بمجال دايسون. الفكرة، التي اقترحها عالم الفيزياء فريمان دايسون منذ سنوات، هي أن الكائنات الغريبة المتقدمة حقا سوف تبني سربًا كرويًا ضخمًا من الألواح الشمسية في مدار خارج كوكبها، وهي نفس الطريقة التي تضع من خلالها يديك حول شمعة من أجل الدفء. كان السرب يجمع ما يكفي من ضوء النجوم لتنشيط أنماط المعيشة للكائنات الغريبة، ويمكن أن يحصل في بعض الأحيان في طريق الضوء من النجم، مما يتسبب في تعتيمه بشكل متقطع كما يظهر من بعيد. التفسير الخاص بنجم "طابي" يبدو أقل احتمالا اليوم خاصة مع ظهور القياسات الفلكية التي تشير إلى أنه يصبح أكثر احمرارًا عندما يخفت، مما يشير إلى أنه محاط بالغبار المنتج بشكل طبيعي، وليس بمجموعة ضخمة من مجمعات الضوء. لكن من المعقول تصديق وجود مجالات دايسون في مكان ما. في الماضي، كان علماء الفلك يبحثون عن أدلة على مثل هذه المشاريع الهندسية الضخمة من خلال النجوم التي تظهر فائضا من الأشعة تحت الحمراء. هناك طريقة أخرى تتمثل في التمشيط من خلال بيانات من تلسكوب غايا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية للعثور على النجوم التي يكون نورها أضيق مما كان متوقعًا، وذلك ببساطة بسبب تألقها جزئيًا. مؤخرا قدم عالم الفيزياء في جامعة شيكاغو دانييل هوبر فكرة جديدة للبحث عن القطع الأثرية الغريبة ذات التقنية العالية. يلاحظ أن الكون يتوسع، وأن المجرات تنمو متباعدة أكثر من أي وقت مضى. لذلك قد ترغب المجتمعات الغريبة في انتزاع النجوم من المجرات القريبة بينما يمكنهم الوقوف في أحيائهم الكونية كوقاية من ندرة الطاقة في المستقبل. هذا أقرب إلى تخزين البنزين إذا كنت قلقًا بشأن النقص المتزايد. في حالة وجود مجموعات من النجوم المتآكلة، فسيكون من السهل اكتشافها في سياق أبحاث علم الفلك السائدة. إن البحث عن إشارات خارج كوكب الأرض له تاريخ طويل، ولا شك أنه مستقبل واعد، والجهود المبذولة للعثور على مجالات دايسون لم تعطِ نتائج ملموسة ولكن المستقبل قد يكون مختلفا.
مشاركة :