أقام المركز الثقافي الإسلامي في لندن، يومًا ثقافيًّا للاحتفاء بالمخطوط العربي، وتأتي هذه المناسبة في إطار دعوة جامعة الدول العربية من خلال معهد المخطوطات في القاهرة ليوم عالمي سنوي في شهر أبريل من كل عام. واختير عنوان هذا العام ليكون (المخطوطات المهجرة)، وقد شارك في البرنامج هذا العام في شهر أبريل ٢٠١٩م نحو عشرين من الجامعات والمؤسسات الثقافية والفكرية في العالم العربي في مصر والسعودية والعراق وتونس والإمارات وقطر والمغرب والجزائر، وغيرها. وشارك المركز الثقافي الإسلامي بلندن في هذه التظاهرة الثقافية العربية العالمية؛ لاهتمامه بمسؤولية الثقافة العربية ودوره في نشر المعرفة للجيل الجديد وفي الوسط الغربي البريطاني. تضمّن برنامج الحفل كلمة افتتاح، ألقتْها نائبة سفير دولة الإمارات في لندن روضة العتيبي، أوضحت فيها أهمية الموضوع والمسؤولية الثقافية للجميع في العناية بالتراث العربي، وخاصة المخطوط منه، كما شكرت المركز على اهتمامه. تلا ذلك محاضرة للدكتور أكرم حمدان حول انتقال المخطوطات إلى بريطانيا، ودور المستشرقين والقناصل الغربية والرحّالة، كما سرد عددًا من أسماء المجاميع الخطية التي اقتناها المتحف البريطاني من عدد من الشخصيات العلمية. أعقب ذلك محاضرة للدكتور أحمد الدبيان حول "التراث المخطوط .. التحدّيات والفرص"؛ ذكر فيها امتداد التراث عالميًّا ومشكلات تفرُّقه وفهرسته وصيانته، وأسباب انتقاله؛ كالحروب والفتن والسرقات والبيع والشراء والإهداء، وضرب أمثلة على كل ذلك. ثم ذكر مسؤولية الجهات الثقافية والأمة في تأكيد هويّتها من خلال الاهتمام بالتراث المخطوط، وأشاد بمبادرات فرديّة لرجال قدروا هذا التراث واهتموا به، بجوار الاهتمام الرسمي من قبل الجهات الحكومية، وذكر عددًا منهم؛ كأحمد تيمور باشا في تأسيسه لمكتبته الخاصة التي خدمت العلم، والشيخ جمعة الماجد في تأسيسه لمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، الذي خدم في مجال النشر وتصوير المخطوطات بصورة عالمية، والشيخ أحمد زكي يماني في مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن، والتي خدمت في مجال الفهرسة والتحقيق بصورة تدعو إلى الإعجاب، والشيخ عبد العزيز البابطين في الكويت في تأسيس مركز البابطين للتراث، وغيرهم كثير. ورافق الاحتفال معرض لفهارس المخطوطات التي نشرتها مؤسسة الفرقان في لندن، مع ورشة مرافقة للخطاط العراقي بهنام بهريز، عرض فيها بعض اللوحات ومجموعة من الخطوط العربية.
مشاركة :