تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»، صورة لشاب في جامعة الزقازيق خلال بيعه وجبات غذائية أمام كلية التجارة، مرفقة بتعليق: «نداء للطلاب، الراجل ده واقف على باب تجارة إنجليزي معاه الساندوتشات والتشيز كيك الجامدين دول، تعالوا اشتروا منه عشان تساعدوه يتخرج». ربما يظن البعض أن ذلك الطالب يبيع منتجاته لمروره بضائقة مالية أو غيرها من ظروفه الخاصة، إلا أنه كشف لـ«المصري لايت» أن النشاط هو ببساطة مشروع التخرج الذي يشاركه فيه 5 من زملائه. أوضح شوكت حلمي، صاحب الصورة، أن صديقه التقطها له كنوع من الدعم فقط، أما الفكرة من الأساس تعود إلى الدكتورة أمال جعفر أستاذة مادة الإدارة الاستراتيجية والمشرفة على مشروع تخرجهم، وكلفت طلابها، البالغ عددهم 6، في تدشين مشروع برأس مال قيمته 300 جنيه لمدة أسبوع واحد. هدفت أستاذة الإدارة من ذلك إلى تعليم طلابها «تأسيس مشروع من الألف إلى الياء» حسب رواية «شوكت»، ليضطر هو وزملائه عايدة سعيد شحاتة، وشروق عماد، وشروق سمير، وشروق علي، وعبدالرحمن إلى البحث عن فكرة تلقى إعجاب الآخرين. يقول «شوكت»، وهو طالب بالصف الرابع بكلية التجارة باللغة الإنجليزية، إن زميلته «عايدة» اقترحت فكرة بيع وجبة سعودية باسم «حلى أصفر»، من واقع عيشها لفترة في المملكة، وهي عبارة عن «بسكويت مكسر بالزبدة، وفي المنتصف طبقة من القشطة والكريمة والزبادي، وأعلاهم يغطيها الكريم كراميل»، وتشبه في مظهرها الـ«تشيز كيك». تسوّق «شوكت» وزملائه لشراء مقادير «الحلى الأصفر»، ثم سلموا ما اشتروه لـ«عايدة» التي تكفلت بإعداد الوجبة السعودية بنفسها، وفور انتهائها وضعتها في علب بلاستيكية، وهو ما لم يكلفهم أكثر من الـ 300 جنيه المحددة لرأس مالهم. بيعت الواحدة من «الحلى الأصفر» بـ 10 جنيهات فقط، وبلغت عوائد المشروع في اليوم الأول 600 جنيه، وازدادت في اليوم الثاني إلى 1200، مستغلين وجود أغلب زملائهم في احتفالية لقرب تخرجهم، ليقرر «شوكت» إضافة سندويتشات «ستريبس» مقابل 15 جنيهًا للواحدة. بلغت الإيرادات النهائية للمشروع 1600 جنيه، وحسب رواية «شوكت» كان «الإقبال تاريخي» حتى آخر يوم، وهو ما دفعهم لاقتراح تكرار نزولهم مجددًا الأسبوع الجاري على أستاذتهم، والتي أظهرت لهم موافقتها المبدئية لكن بعد استشارة بقية الفرق. ينفي «شوكت» فكرة ربط نجاح مشروع التخرج بحجم الإيرادات التي يحققها فريقه، موضحًا أنه متوقف على ما تعلمه إلى جانب زملائه جراء ذلك النشاط: «أنا مثلًا اتعلمت إزاي أكون قائد فريق، وإني أنزل أسأل على حاجة وأفاصل، وأقنع واحد إنه يشتري المنتج». ولم يحدد «شوكت» ورفاقه حتى الآن ما سيفعلونه بالإيرادات النهائية التي جنوها، فتتمحور أفكارهم حول استكمال المشروع بعد تخرجهم وتوسيعه، أو التبرع به لصالح جمعية خيرية، أو الاكتفاء بتقسيمه بينهم.
مشاركة :