نيفين ابولافي – اثارت المقاطع المتداولة لشباب مراهقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يتعاطون المخدرات في احدى الحدائق العامة، موجة من الاستياء والخوف معا من الاهالي وعدد كبير من الناشطين على «السوشيال ميديا»، وعلى الرغم من ان كل الاحصائيات الرسمية التي تناولت هذا الموضوع تشير الى ارتفاع نسبة الشباب والمراهقين الذين وقعوا في فخ المخدرات، فان هذا الفيديو اشعل فتيل الغضب من الناس تجاه عدة جهات، محملين اياها المسؤولية في ضرورة مراقبة الاماكن العامة وتشديد الرقابة على المدارس، الى جانب رسائل التوعية والارشاد عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة. تلفزيون الكويت جهة رسمية تمثل الدولة، وهي معنية بشكل مباشر في توجيه حملات ورسائل اعلامية منظمة لمكافحة ظاهرة المخدرات لمحاولة انتشال هؤلاء الشباب من هذا السم القاتل، وعلى الرغم من وجود «فلاش» يبث بين الحين والاخر عبر قناة دولة الكويت، فاننا بحاجة لبرامج اكثر عمقا من حيث الشكل والمضمون، ونستذكر هنا على سبيل المثال برنامج «سلامتك» الذي بثه التلفزيون في الثمانينات والتسعينات، من انتاج مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث كان من انجح البرامج التي اثرت ايجابا في المجتمع من خلال بث رسائل صحية توعوية، وفي قضية مهمة كقضية المخدرات نحتاج لبرامج مشابهة او مقاطع تمثيلية يقدمها فنانون شباب، على سبيل المثال، تكافح هذه الظاهرة وتكون مقربة الى نفوس المشاهدين، وتكون اكثر فاعلية في التاثير الايجابي. في شهر رمضان تكون نسب المشاهدة عالية لما يعرضه تلفزيون الكويت من برامج، وان استغل تلفزيون الكويت هذه الفرصة لبث رسائله التوعوية لمكافحة ظاهرة المخدرات بين الشباب والطلاب فستكون ناجحة وستصل الى عدد كبير من الشريحة المستهدفة، لان الشباب من اكثر المتابعين للبرامج التلفزيونية في رمضان. حول هذا الموضوع تحدثنا الى سعود الخالدي الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون في وزارة الاعلام حيث قال: قضية مكافحة المخدرات تشغل حيزا كبيرا من اهتمام وزير الاعلام الذي امر بتشكيل لجنة تضم متخصصين، وبدأت فعلا منذ شهر بعمل كل ما يمكن عمله لمكافحة هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على الشباب والمراهقين، وقد بث التلفزيون «فلاشات» توعوية بهذا الشان، وهناك المزيد وفق خطة عمل تم وضعها. وعند سؤاله عما اذا كان من الممكن استغلال خارطة البرامج الرمضانية لتقديم رسائل توعوية اكثر عمقا لكونها فترة مشاهدة جيدة، قال: هذه فكرة مميزة وبالتأكيد سنعمل كل ما يمكن ان يقدم للناس، وخصوصا ما يمكنه حماية ابنائنا وبناتنا وتوعويتهم بالمخاطر التي قد تحيط بهم، الى جانب مكافحة كل الظواهر التي يمكن ان تؤثر سلبا في حياتهم ومستقبلهم، وسنعمل جاهدين في هذا الاتجاه.