فيصل بن تركي والأسبوع الصعب

  • 3/15/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

للمكان أثر وتأثير في النفس فهو مرتع الصبا وتتشكل منه الخبرات الأولى في الحياة، ولكون الذاكرة تختزل الكثير من الذكريات المفرحة والمحزنة التي كانت في بواكير الأيام، يظل الارتباط العاطفي معه وبه كبيرا ودائما؛ غير أن النفوس التي تتوق إلى تحقيق مجد أو تحقيق حلم لا يحكمها نظام وطبيعة تحكم سواها، "فالإرادة القوية" تطوي المسافات، ففيصل بن تركي كانت مرحلة شبابه على الساحل الشرقي غير أن أشواق فؤاده تتجه غربا صوب "الرياض والنصر"، فكسر أثر المكان وبدأ يشكل أثر الفعل والحب ليبدأ تشكيل "قصة أمل وتحقيق مجد" متمثلا البيت القائل: عاشق بأقصى الشرق يشكر للصبا تحملها منه السلام إلى الغرب القريبون من النادي يدركون ويعرفون خفايا هذه العلاقة وتاريخها، ولأن الحياة أولويات والتخطيط الجيد يعطي السبق "للأهم وليس المهم" سافر يحمل عشقه معه إلى الولايات المتحدة الأمريكية يقضي فترة دراسته وجزءا من حياته الوظيفية ليعود بعد فترة من الغياب ليجد الفارس ليس كما كان فقواه قد ضعفت والجمع تفرق والفارق الفني بينه وبين منافسيه كما الفارق بين "السرور والفجيعة"، وبات مسمى فارس نجد علما على أطلال؛ فتقدم بقوة وشد عزمه على إعادة البناء من جديد ونفخ روح البطولات في شرايينه وكأنه يقول: فحرك مني باعث الشوق ساكنا وكلفني صبرا ومن أين لي الصبر تعثرت البدايات .. لم تكن النتائج بقوة الزخم المصاحب .. لكنه لم ينكسر فكر بهدوء... وذهب يضع الخطط ويحرك أدواته .. يقدم واحدا ويرجع آخر حتى اكتملت الكتيبة بوصول المبدع كارينيو، تحقق الحلم وعادت البطولات وعادت أهازيج النصر تقود فريقها من بطولة إلى بطولة. رجع المدرج قويا, حضور كثيف, وتفننوا في صناعة التيفو وبه تميزوا. ولأن "هزة أقدام" الصعود قوية و"سطوة المنافسة" في عهد الاستثمار وقُبيل التخصيص "نتائجها موجعة" استشعر المنافسون الخطر فقرروا عدم تركه وشأنه وعدم ترك الساحة له وحده؛ فبطولتان في موسم و"حضور جماهيري طاغ مع تناغم إعلامي يرادف كل ما سبق جعل الارتباك حاضرا لدى البعض وبات الحراك أمرا لا بد منه، تغيرت أشياء كثيرة حضرت أسماء وغابت أخرى؛ ودخلت الغيرة في ذات الخط فنازعه من أهل الدار القرار و"الكتابة سلاحهم" ليس حبا في النصيحة، بل رسالة مفادها نحن النصر وسيبقى "رهين ما نقول لا ما تفعلون". هذه قصة رئيس النصر في موسمين مضيا وموسم ما زال يصارع فيه قوة الأمل وإرادة النجاح مع منافسين منهم من يريد إسقاطه لأخذ البطولة منه وهو حق مشروع وآخر خف الضوء عنه فلا يريد بقاءه؛ يعرف فيصل بن تركي كل هذا ويدرك حجم فقدانه لأهم أسلحته التي كانت مصدر قوته المدرب القتالي الذي لا يقبل بأنصاف الحلول فقد كانت طاقات اللاعبين تتفجر في كل دقائق المباراة وحين خاب أمله في كندينو لم يكن داسيلفا بأحسن حال منه فهو متردد كثير التفكير لا يستطيع قراءة المباراة بالشكل الجيد ولكن ليس باليد حيلة فالموقف الصعب فرض عليه أن يكون القائد والأخ والصديق فأخذ الفريق معه بعد مباراة الوحدة يحادث هذا ويمازح هذا ويصارح الجميع ويحفزهم بقوة لأسبوع هو الأصعب والأقسى ويخفي داخله جرحا وخوفا من انكسار يذهب بكل ما قدم وعمل ويفتح باب الشامتين والمتربصين؛ ولأن المدرج هو مصدر التحفيز والقوة أخذ يرسل إليه رسائل التذكير والدعوة كي يعود صوته قويا كما كان، ولقد تحقق أمام العروبة شيء من الأماني؛ حضور قوي وبداية أعادت روح البطل الذي يضرب بقوة وينشر الرعب في المنافس الذي يشاهد اللقاء بعد أن يكون قد ضمن نقاط المباراة. جماهير النصر تعرف بقوة وقدرة رئيسها وبأنه متى غاب لن يجدوا بديلا عنه؛ فقد رحل الكثير وما زال البعض يشد رحاله بعيدا عن الوسط الرياضي؛ فهي تعشقه وتريد بقاءه ولكنها تهمس عسى أن يصل صوتها، لماذا ملف التعاقدات الخارجية دائما أقل من المأمول؟ فالقوة في التعاقدات الداخلية، لماذا لا تواكب كل هذا العمل والجهد حتى تكتمل الصورة ويبتعد الفريق عن مثل هذه المواقف المحرجة, فهل وصل الصوت؟ الخاتمة: يقول ابن سيناء العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها. قوة لا يكون مبعثها القلب تكون ضعفا.

مشاركة :