كشفت صحيفة «lalsace» الفرنسية، أن مؤلفَي كتاب «أوراق قطر»، الذي يكشف تورط الدوحة في دعم الإرهاب بأوروبا، حصلا على المئات من الوثائق الداخلية لـ«مؤسسة قطر الخيرية»، عن طريق شخص قدّم لهما تلك الوثائق على وحدة تخزين بيانات «فلاشة - USB»، وقام المؤلفان بترجمتها والتأكد من دقتها قبل نشرها. وأشارت الصحيفة إلى أن الصحافي في «لوفيغارو» جورج مالبرنو، والصحافي في الخدمة الدولية في إذاعة فرنسا كريستيان شينو، كلاهما متخصص في الشرق الأوسط، وقد كانا احتجزا كرهائن في العراق عام 2004. وقال مالبرنو، في تصريحات لصحيفة «lalsace»، نشرتها على موقعها الإلكتروني، إن وحدة التخزين (الفلاشة) كان عليها المئات من الوثائق الداخلية لـ«مؤسسة قطر الخيرية»، بما فيها التحويلات والشيكات والرسائل المتبادلة، و90% من المعلومات كانت باللغة العربية، وكان من الضروري أولاً ترجمتها حتى يتعرفا إلى ما تحويه الوثائق والتحقق منها قبل نشرها، وهو ما تم بالفعل، موضحاً أن قطر وتركيا تتشاركان في السعي إلى ترسيخ ما سماه «الإسلام السياسي وتطويره في أوروبا»، في إشارة إلى دعم الدوحة وأنقرة لتنظيم «الإخوان» الإرهابي. وكان الصحافيان الفرنسيان كشفا في كتاب «أوراق قطر»، الصادر عن دار النشر «ميشيل لافون»، عن أنشطة تنظيم «الحمدين» المشبوهة في أوروبا، وتمويل «مؤسسة قطر الخيرية» لمدارس ومراكز في فرنسا، بنحو 4.2 ملايين يورو عام 2014، عبر دعم مباشر من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتحويلها إلى بؤر لنشر الفكر المتطرف. وفي تصريحات سابقة لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، قال مالبرنو، إن «قطر ليست دولة ديمقراطية، ولا يمكن أن يتم أي شيء فيها دون السيطرة المباشرة من قبل تميم». وأكد أنه من المفترض أن رأسمال هذه المؤسسة من الزكاة والصدقات، لكن التمويل الرئيس يأتي من الخزانة القطرية وإسهامات آل ثاني، وهي مجرد ستار، حيث يتم توزيع هذه الأموال بطرق خلفية ملتوية على مشروعات تهدف إلى توسيع نفوذ تنظيم «الحمدين» خارج البلاد، وتغذي التطرف في أوروبا. وموّلت «قطر الخيرية» 26% من بناء المركز الإسلامي في «فيلنوف داسك»، المعروف بصلته بتنظيم الإخوان في فرنسا، بأموال بلغت قيمتها مليون و200 ألف يورو، عام 2016، كما قدمت مساعدات لمدرسة «ابن رشد الإسلامية الثانوية» في مدينة ليل، وصلت إلى ثلاثة ملايين يورو، إضافة إلى 1.2 مليون يورو لمركز إسلامي في «فيلنوف داسك»، ونقل الكتاب شهادة إخواني منشق كان يرتاد المدرسة بانتظام، والذي قال إن «أيديولوجية التنظيم الإرهابي تسيطر على المدرسة، وتحديداً بعد أن بدأت مؤسسة قطر الخيرية تمويلها». وحذر الكتاب من خطورة «مؤسسة قطر الخيرية»، التي تمكنت من التوغل في ست دول أوروبية، أبرزها فرنسا وإيطاليا وسويسرا، وإنفاق أمير قطر ملايين الدولارات على عملائه في أوروبا، وعقب صدور الكتاب كشفت مذكرة صادرة عن وكالة مراقبة الأموال، التابعة لوزارة الاقتصاد الفرنسية والمخابرات الفرنسية، أن حفيد مؤسس «الإخوان» (المتهم في قضايا اغتصاب بفرنسا)، طارق رمضان، حوّل أموالاً من قطر إلى أوروبا عبر حسابات بنكية شخصية، وصلت إلى 590 ألف يورو، في يوليو 2017، كما كان يتلقى 35 ألف يورو شهرياً راتباً كمستشار لمؤسسة قطر الخيرية.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :