خرجت عائلات الجنود والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة، بحملة إعلامية ضد الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، خلال عيد الفصح، لعدم تحركه لإطلاق سراح أبنائهم. وادعوا أن «الحكومة التي تقيم علاقات جيدة مع (حماس) وتتيح أن تتدفق إلى قادتها عشرات ملايين الدولارات شهرياً من قطر، لا تستغل نفوذها وتتجاهل أبناءنا في المفاوضات».وكشفت والدة أحد الجنود، زهافا شاؤول، أن الخلاف الذي يمنع التوصل إلى صفقة تبادل أسرى هو أن «حماس» تطلب إطلاق سراح 45 أسيراً، وحكومة نتنياهو ترفض ذلك. وقد تكلم ذوو الجنود بكلمات قاسية عن إهمال الحكومة لإعادة أبنائهم، قائلين: «إننا نعيش مأساة في كل يوم، ونعيش كارثة في أيام العيد، في الوقت الذي تلتئم فيها العائلات اليهودية في كل مكان في العالم، وكذلك عائلات قادتها ووزرائها». وقالت زهافا، والدة الجندي أورن شاؤول، الذي سقط في أسر «حماس» في الحرب الأخيرة على قطاع غزة سنة 2014، إنها تشعر بأن «حكومة إسرائيل وجهت لي طعنة بالسكين في الظهر. لقد أهملت ابني أورن، وأهملت هدار (غولدن) ومنغيستو (أبراها). كل وعودها ظهرت كاذبة. وها هو عيد فصح جديد، يقولون إنه عيد الحرية، وابني لا يرى نور الحرية».وقالت زهافا شاؤول، إن الخلاف بين إسرائيل و«حماس» هو الآن على إطلاق سراح 45 أسيراً فلسطينياً. وتساءلت: «هل يعقل أن تكون حكومتنا قد سمحت بفشل المفاوضات مع (حماس) بسبب 45 أسيراً؟». وأضافت أن «(حماس) معنية بإطلاق سراح أبنائنا. إنها لم تغير مطالبها منذ بدء المفاوضات. تطلب إطلاق سراح 45 أسيراً وحكومتنا ترفض بعناد. وأنا لا أستوعب ذلك. قلت لكم إنها طعنتني في ظهري. لا، إنني أشعر بأنها غرزت سكيناً في قلبي، وتحرك السكين وتديره في كل يوم».وهاجم شابي يالو، أحد أقرباء الشاب الإثيوبي الأصل، منغيستو، الذي دخل إلى قطاع غزة بإرادته: «مشكلتنا أننا من أصول أفريقية وبشرتنا سوداء. فقط بسبب العنصرية تجاهنا يهملون قضية ابننا، ليست الحكومة وحدها؛ بل أيضاً الشارع. فلماذا لا يتحرك الشارع للتضامن معنا؟». وقال: «في إسرائيل يحدث أمر مرعب. العنصرية تستفحل ضد ذوي البشرة السمراء. الحكومة والشرطة والناس يتعاملون معنا بتمييز فاضح، وبعنف كلامي وجسدي. في البداية قالوا إن منغيستو هو ابن الجميع، ولكنهم لم يكونوا صادقين. أما اليوم فلا يتكلمون عنه بتاتاً».وعاد ليؤكد أن منغيستو مريض نفسي، وقد غادر إلى غزة من دون وعي، وأن أهله واثقون من أنه حي، ولكنهم قلقون على وضعه الصحي والنفسي.
مشاركة :