تطور ملامح الوجه البشري يتبع النظام الغذائي

  • 4/22/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تلعب العوامل الأساسية في تغيير هيكل الوجه، والتي تشمل الدماغ النامي والتكيفات مع الاحتياجات التنفسية والطاقة، ولكن الأمر الأكثر أهمية، هو أن التغييرات في الفك والأسنان والوجه تجاوبت مع التغييرات في النظام الغذائي وسلوكيات تناول الأكل، فأصبح التطور بحسب ما نأكل، لذلك نجد أن الأنظمة الغذائية تلعب دورا كبيرا في تفسير التغييرات الثورية في شكل الوجه. فأسلاف البشر القدماء أكلوا الأطعمة النباتية القاسية التي تطلبت عضلات فك كبيرة وأسنانا كبيرة كي تهضمها، وكانت وجوههم تبعا لذلك عريضة وعميقة، مع مناطق عضلية ضخمة. نقاط التغيير مع تغير البيئة إلى وضع أكثر جفافا، وظروف ذات غابات أقل، خصوصا في الـ2 مليون سنة الأخيرة، بدأت فصائل الثدييات الأولى باستخدام أدوات لكسر وقطع الأطعمة أو قطع اللحم بشكل روتيني. فنجد أن الأسنان والفكوك تغيرت، حيث أصبحت تلبي احتياجات أقل مع مصادر الطعام، وأصبح الوجه أكثر حساسية ذا ملامح أنعم، فالتغيرات في الوجه البشري قد لا تكون بسبب عوامل ميكانيكية بحتة. نتاج الماضي الوجه الذي نراه في المرآة هو نتيجة لملايين السنين من التطور ويعكس الملامح الأكثر تميزا التي نستخدمها للتمييز والتعرف على بعضنا البعض، متشكلة بحسب حاجتنا للطعام والتنفس والرؤية والتواصل. وهناك 8 من كبار الخبراء في مجال تطور الوجه البشري، بمن فيهم مدير معهد Institute of Human Origins ويليام كيمبيل من جامعة ولاية أريزونا، تعاون في مقالة تم نشرها في مجلة Nature Ecology & Evolution كي يحكي القصة التي يبلغ عمرها 4 ملايين سنة، قائلا: «نحن نتاج الماضي»، «فهم العملية التي أصبحنا بها بشرا يخولنا النظر إلى التشريح الخاص بنا مع التعجب والتساؤل عما هي الأجزاء المختلفة لتشريحنا التي تخبرنا عن المسار التاريخي نحو الحداثة». بدأ التطور قبل 4.5 ملايين سنة قام أسلافنا بالوقوف على ساقين وبدؤوا بالمشي بشكل مستقيم، وكان الهيكل العظمي للكائن الحي ذو القدمين مُشكّلًا بشكل جيد جدًا. وأصبحت الأطراف والأرقام أطول أو أقصر، و لكن البنية الوظيفية للحركة ثنائية القدم قد تطورت. ولكن الجمجمة والأسنان تقدم مكتبة غنية من التغييرات التي بإمكاننا تتبعها مع مرور الوقت، بحيث يتم وصف تاريخ تطور فصيلتنا. تفاعل وتجاوب يلعب الوجه البشري دورا مهما في التفاعل الاجتماعي والعواطف والتواصل، وبعض من هذه التغيرات قد تكون ناجمة جزئيا، من السياق الاجتماعي. فنجد أن أسلافنا واجهوا تحديات مع البيئة وتأثروا بشكل متزايد بالعوامل الثقافية والاجتماعية مع مرور الوقت، وقاموا باكتساب القدرة على تشكيل تعبيرات الوجه المتنوعة التي عززت من التواصل غير اللفظي. الأنواع المنقرضة نجد أن الأقواس الحاجبية الجاحظة تعتبر من الخصائص الخاصة ببعض الأنواع المنقرضة من جنسنا، مثل الإنسان البدائي. وأشار الباحثون إلى أن امتلاك الأقواس الحاجبية القوية تساعد على إيصال فكرة الهيمنة أو العدوانية، في ذلك الوقت كذلك أن الوظائف الاجتماعية المشابهة أثرت على شكل وجوه أسلافنا و أقربائنا المنقرضين. إلى جانب الأنياب الكبيرة والحادة، فإن الأقواس الحاجبية كذلك كانت مفقودة طوال الطريق الثوري الذي انتهى بالوصول إلى فصيلتنا، ربما مع تطورنا أصبحنا أقل عدوانية وأكثر تعاونية في السياقات الاجتماعية.

مشاركة :