أحرز يوفنتوس لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للموسم الثامن على التوالي؛ لكن مدربه ماسيمليانو أليجري يرى أن الفريق، الذي ضم الصيف الماضي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، يحتاج تطويرًا وليس ثورة، في بحثه المتواصل منذ 23 عامًا عن لقبه الثالث في دوري أبطال أوروبا. ففي صيف 2018، انتقل رونالدو من ريال مدريد الإسباني إلى فريق «السيدة العجوز»، في صفقة بلغت قيمتها نحو مائة مليون يورو، ونُظِر إليها على نطاق واسع، أنها محاولة من يوفنتوس ليضيف إلى ترسانته لاعبًا يتمتع بخبرة لا تقارن في المسابقة القارية الأم، دوري الأبطال. ورونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، هو الهدّاف التاريخي للمسابقة القارية، ومتوج بلقبها خمس مرات مع فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2008، وريال مدريد أعوام (2014، 2016، 2017، و2018). وكانت الظروف متوافرة ليوفنتوس الباحث عن تتويج قاري، بعد لقبيه عامي 1985 و1996، وتعويض الخسارة خمس مرات في المباراة النهائية؛ منذ وضع للمرة الأخيرة يديه على الكأس «ذات الأذنين الكبيرتين»، التي تعد دُرة تاج مسابقات الأندية في العالم. لكن «اليوفي» ومدربه، الذي قاده إلى الثنائية المحلية في مواسمه الأربعة السابقة، سقط قاريًا مجددًا عند محطة مبكرة؛ بخروجه من دور الثمانية أمام شبان أياكس أمستردام الهولندي. وبعدما أصبح يوفنتوس- أمس السبت- أول فريق في البطولات الوطنية الأوروبية الخمس الكبرى (إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا)، يحرز اللقب المحلي ثماني مرات على التوالي، بدا أن أليجري وضع نُصب عينيه سريعًا اللقب الأوروبي مجددًا، لاسيما بعدما حصل على نبأ سار بعد الفوز بنتيجة 2-1 على فيورنتينا، من خلال تأكيد بقاء رونالدو ضمن صفوف الفريق. وقال أليجري، الذي تولى منصبه في 2014-2015 وقاد الفريق إلى 11 لقبًا في مختلف المسابقات، أن يوفنتوس لا يحتاج ثورة، ولكن المطلوب هو تطوير نوعية كرة القدم التي يقدمها، وأن يتعلم الفريق التعامل بشكل أفضل مع الأحداث غير المتوقعة، لأن هذه اللحظات كفيلة بتغيير مجرى البطولات. وأضاف: «الخروج من دوري الأبطال كان مؤلماً، لكن لقب الدوري الإيطالي يقول كل شيء عما تمكنا من القيام به، لأنه اللقب الثامن على التوالي، مع تبقي خمس مباريات لنهاية الموسم.. الآن دعونا نحتفل، وبعدها سأجتمع بإدارة النادي وسنتحدث ونحلل الأمور، التي حدثت هذا الموسم». في المواسم الأخيرة، اصطدم يوفنتوس بعقبات معقدة في دوري الأبطال.. ففي 2017 بلغ النهائي قبل أن يخسر أمام ريال مدريد المتوّج باللقب ثلاث مرات تواليًا بين 2016 و2018، وفي الموسم الماضي، تواجه مجددًا مع الفريق «الملكي» في دور الثمانية؛ حيث كان رونالدو هو العامل الحاسم ذهابًا على ملعب أليانز ستاديوم في تورينو، سجل هدفين أحدهما من مقصية خلفية رائعة ومنح فريقه الفوز 3-0، وإيابًا في سانتياجو برنابيو سجل ركلة جزاء مثيرة للجدل في توقيت قاتل، ومنح فريقه الهدف الوحيد الكافي لإيقاف «ريمونتادا» مذهلة لفريق إيطالي عاد من مدريد فائزًا 3-1. أما هذا الموسم، فقد وقع يوفنتوس في دور الثمانية أمام جيل شاب في أياكس يحقق للفريق نتائج هي الأفضل منذ أعوام طويلة، بدليل تمكنه في ثمن النهائي من إقصاء حامل اللقب ريال مدريد (1-2 في أمستردام، 4-1 في مدريد). وحمل أليجري البالغ من العمر 51 عامًا، الذي توج بالأمس بلقبه الخامس تواليًا في الدوري الإيطالي، والسادس إجمالًا بعد أول ألقابه، الذي حققها مع ميلان عام 2011، سلسلة الإصابات التي عانى منها فريقه لاسيما في الأسابيع الماضية، جزءًا من المسؤولية. وغاب الأرجنتيني باولو ديبالا، والألماني سامي خضيرة، والكرواتي ماريو ماندزوكيتش، والبرازيلي دوغلاس كوستا، عن الفريق في عدة جولات هذا الموسم، ما وضع الفريق في خضم أزمة إصابات عديدة وأحداث غير متوقعة، حسبما يرى أليجري. وبعد الإقصاء من دوري الأبطال، أكد أليجري التزامه مع النادي ورئيسه أندريا أنييلي، مؤكدًا أنه اجتمع به وأبلغه بأنه سيبقى في يوفنتوس، كما أنه سيجتمع مع الإدارة للتفكير في المستقبل، وأكد أنه لو لم يكن يتمتع بالحافز لكان قال ذلك مباشرة، لكن الوضع ليس كذلك، مشيرًا إلى أنه عمل بشكل جيد خلال الأعوام الخمسة الماضية، وأن اللاعبين تقدموا. ومع ترقب وصول الويلزي آرون رامسي من آرسنال الإنجليزي في الموسم المقبل، والحديث عن الاهتمام بضم ماتياس دي ليخت من أياكس، ستكون مسألة تقدّم اللاعبين من النقاط، التي يركز عليها أليجري في المستقبل القريب، لاسيما في ظل هالة الحضور الطاغي لرونالدو على الآخرين، لا سيما أنه يسجل العديد من الأهداف في المراحل الحاسمة. والدلائل على ذلك بادية للعيان، ففي دوري الأبطال، سجل رونالدو كل الأهداف الخمسة لفريقه في الأدوار الإقصائية، وفي الدوري الإيطالي هو هدافه الأول 19، بفارق كبير عن ماندزوكيتش الثاني، الذي يملك ثمانية أهداف فقط. أما أكبر الغائبين هذا الموسم، فكان ديبالا هداف يوفنتوس في الدوري الإيطالي الموسم الماضي برصيد 22 هدفًا، لكن الأرجنتيني اكتفى بخمسة أهداف حتى الآن هذا الموسم، ويواجه أيضًا صعود نجم اللاعب الشاب مويز كين. في ظل ذلك، ألمح أليجري إلى أنه يدرس تجربة لاعبين في أدوار مختلفة، باولو ديبالا قدم موسمًا جيدًا لكن حتى يناير الماضي فقط، لأنه لم يكن من السهل اللعب بجانب كريستيانو رونالدو وماريو ماندزوكيتش، وأضاف: «بالطبع إذا كان رونالدو إلى جانبك، ستلعب بطريقة مختلفة».
مشاركة :