"أبوظبي للكتاب" تتويج لنهضة ثقافية وإنسانية

  • 4/22/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يمثّل معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ29، الذي ينطلق الأربعاء، تتويجا لنهضة الثقافة الإماراتية، وتأكيدا على المكانة الهامة التي تحتلها عالميا. ويسعى المعرض عبر فعالياته المتنوعة إلى الارتقاء بصناعة النشر والكتاب في الإمارات والمنطقة لتقدّم نموذجا عربيا متقدّما وفعّالا في ما يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية، إسهاما في تعزيز علاقة الناشئة من الشباب والطلبة بالأنشطة الثقافية والإبداعية ليكونوا عماد الغد المزدهر فكرا وعلما وأدبا وثقافة، وليكونوا صنّاع قرار شعوبهم في مسيرة النهضة الثقافية المستدامة. تتويج للنهضة حقق المعرض على مدى الـ28 دورة الماضية قفزات نوعية نحو الاحترافية في صناعة الكتاب وبناء منصة ثقافية تجمع الناشر بالمؤلف، وتقلّص المسافة بين الكتاب والقراء وتمدّ جسور التلاقي والتواصل الثقافي بين دور النشر العالمية والمترجمين، وتطرح النقاش المستجد حول الواقع الثقافي العربي والعالمي. ويعكس تنامي أعداد زوّار المعرض والمشاركين فيه والكمّ الكبير من الإصدارات التي يعلن عنها خلاله حجم التأثير والمكانة التي بات يحتلها المعرض، كما يؤكد على مدى التقدّم والازدهار الذي حققته إمارة أبوظبي في مجال صناعة المعارض وقدرتها على استقطاب الفعاليات العالمية الكبرى في مختلف القطاعات، مستفيدة من الموقع المميّز الذي تمتلكه وقدرتها على تلبية كافة متطلبات واحتياجات مثل هذه الفعاليات الضخمة.ويسعى المعرض منذ بداياته في عام 1981 إلى ترسيخ ثقافة القراءة والاطلاع ورفع الوعي وتوسيع المدارك وتعزيز المعرفة لدى الجميع، وأصبح اليوم جزءا من الاستراتيجية الهادفة إلى تحويل أبوظبي إلى مركز رئيسي في عالم النشر إضافة إلى كونه نافذة الإمارات إلى المعرفة والابتكار. في هذا الإطار أكد الروائي الإماراتي والكاتب الصحافي علي أبوالريش أن المعرض يمثّل عرسا ثقافيا للاحتفاء بتلاقي الأفكار والعمل الإبداعي لجميع الشعوب، كما أنه يأتي كتتويج لنهضة معرفية إنسانية تزدهر بها الإمارات وقد أصبحت عاصمتها أبوظبي نقطة تلاقي لجميع التجارب والإبداعات الثقافية من كافة أصقاع الأرض. ويقول “هي دعوة عامة تقدّمها أبوظبي إلى الفرح والسعادة والتقاء للعقول والأفكار التي ستنثر أريج علمها ومعرفتها في كل اتجاه”، موضحا أن الاحتفاء بمعرض الكتاب هو احتفاء بالإنسان أيضا، فالعلاقة ما بين الكلمة والإنسان علاقة أزلية. وأضاف أن المعرض أصبح بمثابة ملتقى دولي لكل المثقفين والمفكرين في العالم، مشيرا إلى أن اختيار دولة الهند كضيف شرف في هذه الدورة يعتبر تأكيدا على هذه الصبغة الدولية والريادة العالمية. من جهته يقول الكاتب الروائي سعيد البادي إن المعرض يعدّ تظاهرة ثقافية دولية تقدّمها الإمارات للعالم وتجمع بين جنباتها كبار الكتاب والمثقفين من جميع دول العالم لتبادل الخبرات والتجارب. ويلفت إلى أن المعرض يرسّخ ثقافة القراءة والاطلاع ويرفع الوعي والمعرفة لدى جميع أفراد المجتمع، كما يعزز علاقة الناشئة والطلبة بالأنشطة الثقافية والإبداعية ليكونوا رجال الغد المزدهر. ويؤكد البادي أن المعرض بات يمثل وجهة حضارية لدولة الإمارات تعكس سياسة التسامح والانفتاح لديها على جميع شعوب العالم، موضحا أن الثقافة هي إحدى أدوات القوة الناعمة التي تجيد دولة الإمارات تسخيرها لمدّ جسور التواصل مع الآخرين وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية. دورة جديدة تشهد دورة هذا العام من المعرض الذي يقام على مساحة 26 ألف قدم مربع مشاركة أكثر من 1000 عارض من 50 دولة، سيعرضون أكثر من 500 ألف عنوان في مختلف العلوم والمعارف والآداب وبلغات متعددة، إضافة إلى أكثر من 80 فعالية ثقافية وترفيهية وتعليمية، واستضافة مجموعة مختارة من المؤلفين والأدباء والفنانين من مختلف دول العالم.وكشفت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي عن حجز مساحات المعرض بالكامل مع وجود أكثر من 100 ناشر على قائمة الانتظار، إذ يستقطب المعرض في دورته الحالية نخبة من أبرز الكتاب والمؤلفين العالميين ودور النشر المرموقة والفنانين المبدعين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، ومنهم بين أوكري الفائز بجائزة البوكر والمؤلف سارو برييرلي الذي تمّ تحويل قصة حياته إلى الفيلم المشهور “ليون” وزين الدين يوسفزاي والد الحائزة على جائزة نوبل ملالا يوسفزاي وآخرون، الأمر الذي يؤكد مكانة أبوظبي كمركز إقليمي وعالمي للنشر. ويشارك في الدورة الـ29 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب عارضون بأكثر من 30 لغة مع انطلاق أركان تفاعلية جديدة، وهي ركن النشر الرقمي وركن القصص المصوّرة وركن الترفيه، ويتضمن كل ركن من الأركان الجديدة تجارب تفاعلية متميّزة ومبتكرة للجمهور من مختلف الأعمار. ويسلّط ركن النشر الرقمي الضوء على أهمية التكنولوجيا والابتكار في صناعة الكتاب وتطوير خدمات وحلول النشر، حيث يمثّل مركزا لاستكشاف أحدث التوجهات في تطوير المحتوى الرقمي، إذ يقدّم مجموعة من الخبراء عروضا توضيحية حية وأنشطة تفاعلية وحوارات بناءة متعلقة بقطاع النشر. ويحتفي المعرض هذا العام بالشاعرة الإماراتية الراحلة عوشة السويدي، الملقبة بـ“فتاة العرب”، باعتبارها الشخصية المحورية، إذ سيتم تكريمها بتسليط الضوء على عطاءاتها الإبداعية وإسهاماتها في الساحة الثقافية الإماراتية، إضافة إلى أن هذا العام تقدّم الدائرة أركاناً تفاعلية جديدة للمرة الأولى، وهي: ركن النشر الإلكتروني وركن القصص المصورة والركن الترفيهي، سعيا إلى توفير تجارب مختلفة ومميزة للتعلم والابتكار، وقضاء وقت مميّز للجمهور من كل الأعمار. وتحلّ جمهورية الهند هذا العام كضيف شرف على المعرض حيث تشارك مجموعة كبيرة من دور النشر الهندية التي تتميز بكثافة إصداراتها التي تلبي اهتمامات شرائح كبيرة من القراء، فيما يشارك كبار الكتاب والمؤلفون والفنانون الهنود في البرامج التفاعلية التي تم إعدادها بالتعاون مع السفارة الهندية في الدولة، حيث تعطي مشاركة الهند هذا العام زخما مميّزا لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب وذلك ترسيخا لمفهوم التسامح عبر تسليط الضوء على التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه وتحتفي به الإمارات. ونذكر أن المعرض قد احتفى باليوبيل الفضي في دورته الـ25 عام 2015 وجذب أكثر من 1125 دار نشر، حيث شارك أكثر من 100 كاتب في ندواته ونقاشاته، إلى جانب أكثر من 248 ألف زائر.

مشاركة :