يجأر أهالي القرى والمحافظات التابعة لمنطقة المدينة المنورة بالشكوى من وضع مزارع الدواجن في محيط النطاق العمراني للتجمع السكاني إذ إن أصحاب مشاريع الدواجن يعتمدون على أن تكون مشاريعهم قريبة من النطاق العمراني لتخفيض أسعار التكلفة خاصة في الطاقة الكهربائية، حيث تعد المعضلة الوحيدة التي تواجههم رغم أن قرب مواقع المشاريع من المساكن يشكل خطرا بيئيا على سكان المنطقة. أهالي قرية شجوى (90 كيلو شمال المدينة المنورة) يعترضون على مشاريع الدواجن التي تشرع المديرية العامة للزراعة في ترخيصها، لقربها من القرية دون النظر للأضرار التي يتخوف منها المواطنون، فيما لا تزال شكاوى ومطالبات الأهالي حائرة بين الأمانة والزراعة. يقول المواطن محمد الجهني: لا ينحصر ضرر مشاريع الدواجن في رائحة ما يخلفه المشروع، بل يتعدى ذلك إلى الأضرار التي تلحق بالأرض التي يقام علىها المشروع وما جاورها، يضاف إلى ذلك كميات المياه التي سوف تستنزف في هذه المشاريع، مع الوضع في الاعتبار شح المياه الجوفية التي يعتمد عليها السكان في سقيا مزارعهم ومواشيهم ومنازلهم، ورغم ذلك فإن مديرية الزراعة لا تضع الجانب الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين في الاعتبار قبل ترخيص مثل هذه المشاريع، والمفترض أن يتم الترخيص لهذه المشاريع في أراض تبعد بشكل كاف عن التجمعات السكانية، خاصة أن هناك مساحات كبيرة من الأراضي الخالية خارج النطاق العمراني، إلا أن الملاحظ أن أصحاب المشاريع يعمدون إلى إنشائها بالقرب من التجمعات السكانية ليستفيدوا من الخدمات العامة كالكهرباء والمياه وما يتطلبه المشروع من احتياجات أخرى، بالإضافة إلى سهولة انتقال العمالة من وإلى الأسواق وتوفير مصاريف النقل والشحن، فيما اعتبر الأهالي أن سكن العمالة العاملة في هذه المشاريع في الأحياء المجاورة مشكلة كبيرة تؤرق الأهالي وتظل هاجسا يقلق سكان قرى شجوى والمليليح وبواط وغيرها من القرى والمراكز. ويؤكد عيد الحربي في قرية بواط أن هناك مشاريع دواجن في المنطقة أنشئت منذ وقت طويل، والآن تتعرض لزحف سكاني باتجاهها، مطالبا زراعة المدينة بالتريث في منح تراخيص لهذه المشاريع والعمل على إبعادها عن النطاق العمراني بأقصى الحدود، مناشدا الجهات الحكومية بالتدخل بحزم لمنع هذه المشاريع من الزحف على المناطق السكنية ووقف هذه الحالات لمصلحة المواطن، والوقوف على الطبيعة في مثل هذه المواقع لكشف حجم الأضرار التي تخلفها هذه المشاريع في الأحياء السكنية. في المقابل أوضح لـ«عكاظ» مدير الإدارة العامة للزراعة بالمدينة المنورة المهندس ابراهيم الحجيلي أن اختيار مواقع إقامة مشاريع الدواجن يتم بعد تطبيق المعايير اللازمة لذلك، مؤكدا أن هناك تعليمات واضحة في هذا الصدد، ويتم ذلك عن طريق لجنة مكونة من عدد من الإدارات الحكومية ذات العلاقة تعمل على دراسة المواقع المقترحة واختيار المناسب منها، فيما يتم منح التراخيص للمواقع التي تنطبق عليها الشروط بكل دقة، واضعين في الاعتبار ألا تكون مصدر ضرر للمواطن أينما كان.
مشاركة :