كشفت المنظمة الدولية للمعوقين وجود عشرات الآلاف من الأطفال المصابين نتيجة الحرب في سورية، مشيرة إلى أن غالبيتهم يحتاجون إلى تدخل جراحي عاجل حتى لا تتفاقم إصاباتهم وتتحول إلى إعاقات دائمة. وناشدت المنظمة المجتمع الدولي التحرك الفوري لتقديم المساعدة إلى هؤلاء الأطفال الذين باتوا أول من يدفعون ثمن الحرب المجنونة التي يشنها نظام بشار الأسد على شعبه. وحذرت المنظمة في تقرير من أن تتحول إصابات هؤلاء إلى إعاقات دائمة إذا لم يحصلوا على العلاج اللازم بصورة فورية، مشيرة إلى أن هذه الحرب في سورية ستخلف جيلاً من المصابين والمشوهين، إذا واصل العالم تقاعسه، أو تأخر في تقديم الدعم المطلوب. وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان كشفت في أحدث إحصاءاتها وفاة قرابة 70 ألف طفل نتيجة الغارات التي يشنها نظام الأسد على أماكن المدنيين، إضافة إلى إصابة 280 ألفا آخرين، كثير منهم تحولت إصاباتهم إلى إعاقة دائمة، كما اعتقلت القوات النظامية نحو 9500 طفل، قتل منهم أكثر من 95 تحت التعذيب. ونزوح 4.7 ملايين طفل بينهم 2.9 مليون لاجئ، ما أدى إلى حرمان أكثر من ثلاثة ملايين طفل داخل وخارج سورية من التعليم. من جانبه، يقول المتحدث الإعلامي باسم مركز توثيق الانتهاكات في سورية بسام الأحمد إن الأطفال السوريين ومنذ بداية الحراك السلمي للثورة السورية كانوا عرضة للانتهاكات التي تجلت في ظاهرة تجنيد الأطفال التي تعتبر انتهاكا آخر لا يقل خطورة عن الاعتقال، وهو أمر تورطت فيه معظم أطراف النزاع، وفي مقدمتها النظام السوري وتنظيم داعش، وقد استطاع المركز توثيق 228 طفلا مقاتلا في سنوات النزاع بسورية.ويشير الأحمد إلى أن السلاح الكيماوي الذي استخدمه الأسد ضد المدنيين في غوطة دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس 2013 قتل أكثر من 400 طفل، كما حصدت قذائف الهاون العشوائية أرواح آلاف الأطفال في كثير من المناطق. من جهة أخرى، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، جون برينان، أن الولايات المتحدة لا تريد في الوقت الحالي انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن من شأن هذا الأمر أن يخلي الساحة للجماعات المتطرفة، لاسيما تنظيم "داعش". وقال برينان أمام مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك "آخر ما نريد رؤيته هو السماح للدواعش بالسير إلى دمشق، لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة". وتابع أن المجتمع الدولي يؤيد حلاً أساسه حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر أنحاء البلاد".