منافسة أمريكية - صينية للهيمنة على التجارة في قمة «آسيا - المحيط الهادئ»

  • 10/9/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بذلت الولايات المتحدة أمس في قمة دول آسيا - المحيط الهادئ، جهودا جبارة لإبرام اتفاق حول إقامة منطقة واسعة للتبادل الحر بسرعة، لكنها تتعثر بالصين التي شجعها غياب الرئيس الأمريكي باراك أوباما. واختتمت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ أبيك أمس في جزيرة بالي الإندونيسية، ببيان ختامي يؤكد الضعف المفرط للنمو العالمي واستمرار المخاطر المحيطة بالاقتصاد. ودعت الدول الـ 21 الأعضاء التي تمثل أكثر من نصف الثروة العالمية بتشجيع نمو مستدام في المنطقة، ولم يتقرر أي إجراء عملي كما يحدث عادة في اجتماعات القمة هذه، لكن المنتدى كرر التزامه تحرير التجارة والاستثمارات بحلول 2020م. إلا أن هذا الطموح الطويل الأمد يشكل موضوع منافسة بين مشروعين آخرين للتبادل الحر، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير نشرته أمس. فمن جهة، تنوي الولايات المتحدة إبرام اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الذي سيضم 12 بلدا باستثناء الصين، قبل نهاية العام الجاري. ولا تستبعد بكين بالكامل الانضمام إلى هذا الاتفاق يوما ما لكنها تفضل مشروعا منافسا آسيويا محضا يجمع 16 دولة من دون الولايات المتحدة. وهذه المبادرة تدافع عنها رابطة جنوب شرق آسيا، وستكون في صلب المناقشات في قمتها التي ستفتتح اليوم في بروناي قبل قمة شرق آسيا في السلطنة نفسها. وأكد الرئيس الصيني شي جينبينج في اليوم الأول من قمة آسيا - المحيط الهادئ أن الصين ستعمل على بناء إطار للتعاون الإقليمي عبر المحيط الهادئ يعود بالفائدة على جميع الأطراف. وقالت وسائل الإعلام الصينية إن هذه الملاحظة تشكل انتقادا مباشرا لاتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ. وكتبت صحيفة تشاينا ديلي أن هذه الاتفاقية تعتبر إلى حد كبير جهدا جديدا للولايات المتحدة من أجل الهيمنة على اقتصاد آسيا المحيط الهادئ. وفي خطاب في قمة آسيا المحيط الهادئ أمس الأول، حاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إقناع شركائه، ساعيا في الوقت نفسه إلى التعويض عن غياب باراك أوباما الذي منعته أزمة الميزانية من السفر. وكانت مشاركة الرئيس الأمريكي مقررة بهدف وضع كل ثقله لدفع مشروع اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ قدما. وقال كيري: نحتاج إلى قواعد حديثة في عالم متغير، قواعد يمكن اتباعها بالسرعة التي تسير فيها الأسواق حاليا، مشيرا بذلك إلى معايير ذهبية تريد اتفاقية الشراكة فرضها خصوصا في مجال الملكية الفكرية. والتقى كيري بعد ظهر أمس الأول في بالي على هامش القمة ممثلي الدول الـ 11 الأخرى المشاركة في المفاوضات حول الاتفاقية، لكن لم ترشح أي معلومات عن مضمون المحادثات التي جرت في جلسة مغلقة. ويفترض أن تضم اتفاقية الشراكة، التي تمثل 40 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي للعالم، كل من: أستراليا، بروناي، كندا، تشيلي، الولايات المتحدة، اليابان، ماليزيا، المكسيك، نيوزيلندا، بيرو، سنغافورة، وفيتنام. لكن الاستعجال الأمريكي أثار استياء إندونيسيا، البلد المضيف للقمة، لكنه لا يريد الانضمام إلى اتفاقية الشراكة. وقال مسؤول حكومي إندونيسي طلب عدم كشف هويته: هذا يزعجنا في الواقع. لا نرغب في أن يؤثر أي شيء في أعمال (أبيك). وفي مواجهة هذه الخلافات، شكك مسؤولون في إمكانية إقرار اتفاقية الشراكة قبل نهاية السنة كما تريد واشنطن. وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق أمس الأول: نشعر أن الأمر سيستغرق وقتا أطول. وتأثرت جهود واشنطن بغياب أوباما الذي أثار شكوكا في قدرته على جعل آسيا محور سياسته الخارجية كما وعد. وأكد كيري مرارا ألا شيء يمكن أن يؤثر في التزام الرئيس أوباما حيال إعادة توازن مع آسيا. لكن لا شيء منع الرئيس الصيني من شغل الفراغ الناجم عن غياب نظيره الأمريكي. وقد سرق شي الأضواء في قمة أبيك بخطاب مميز جدا أمس الأول، أشاد فيه بقدرات الأسرة الكبيرة التي تشكلها منطقة آسيا المحيط الهادئ الموحدة والمزدهرة.

مشاركة :