انقرة – القبس – في أول موقف علني من نوعه لرئيس الوزراء التركي السابق، انتقد أحمد داوود اوغلو في بيان مطوّل له من 15 صفحة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مستغلاً حالة السخط الصامتة لدى عدد من أعضاء الحزب وأنصاره نتيجة التراجع الذي شهده الحزب مؤخراً في الانتخابات البلدية والأداء الضعيف الذي تمّ تقديمه. وشمل انتقاد أحمد داوود أوغلو للحزب عدّة مواضيع أهمّها التغييرات السياسية التي تمّ إجراؤها قبيل الانتخابات بفترة وجيزة، وتحالف حزبه العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية، وانتقل داوود اوغلو بعد ذلك ليضيء على مساحة أكبر من الانتقادات شملت السياسات الاقتصادية التي يتّبعها الحزب والقيود التي يتم فرضها على وسائل الإعلام المحليّة، بالإضافة الى الإجراءات المضرّة التي تمّ اتّباعها والتي أدّت الى فصل المؤسسات بعضها عن بعض. وانتقد داوود أوغلو من خلال الإدراج الذي وضعه على صفحته الشخصية كذلك الجمع بين صفة رئيس الجمهورية ورئيس الحزب، مشيراً الى أنّه يجب أن يتم تقييم هذا الوضع الذي يتم فيه دمج السلطات المختلفة للمنصبين في شخص واحد بشكل مستقل، معتبراً أنّ رئاسة الجمهورية تفترض الوقوف على مسافة واحدة من الجميع فيما يتطلب الموقع الحزبي انغماساً في السياسة المحليّة. وكشف رئيس الوزراء الأسبق، المستشار السابق لرجب طيب أردوغان حينما كان الأخير رئيساً للوزراء، أنّه قام في السنوات الثلاث الماضية بالتعبير عن مخاوفه وقلقه على مستقبل البلاد والحزب، وذلك بشكل شفوي ومكتوب معاً ومباشرة الى رئيس الجمهورية. كما أشار داوود أوغلو في انتقاده الى أنّه لا يمكن ترك حزب العدالة والتنمية لحلقة ضيّقة ومجموعة صغيرة ممّن يقودون أنفسهم، مضيفاً أنّ الحزب بدأ يستهلك نفسه وطاقته بشكل يتجاهل الارادة الوطنية، مما أدى الى زعزعة الانسجام الداخلي للحزب وتضييق الطاقات الذاتية المعنيّة بانتاج وتطبيع الرؤى -الاستراتيجية. وتكهنت وسائل الإعلام مرارا خلال السنوات القليلة الماضية بانشقاق سياسيين بارزين، مثل داود أوغلو، عن حزب العدالة والتنمية لتأسيس حزب سياسي جديد، لكن لم يحدث تطور كهذا ولم يشر داود أوغلو في البيان إلى أي احتمال لتشكيل حزب جديد. بل وشدد على الحاجة للإصلاح داخل الحزب. وأكّد ضرورة فهم الرسالة النابعة عن نتائج الانتخابات الأخيرة بشكل جيد، لاسيما مع تراجع الدعم الشعبي واتخاذ التدابير المتعلقة بها من أجل مستقبل الحزب والبلاد، داعياً الى اتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة بهذا الصدد.
مشاركة :