أعلنت شركة «شلمبرجيه» تضرر نتائج أعمالها الفصلية في الربع الأول نتيجة تباطؤ أنشطة التنقيب عن النفط الصخري لتتساءل «أويل برايس»: إلى أي مدى شهد إنتاج الخام الصخري بأميركا الشمالية انخفاضاً في الآونة الأخيرة؟ وأفاد المدير التنفيذي لـ»شلمبرجيه» بال كيبسجارد بأن الإيرادات الفصلية للشركة انخفضت في الربع الأول بنسبة 4 في المئة إلى 7.9 مليارات دولار، مما يعكس التراجع المتوقع في أنشطة التنقيب في أميركا الشمالية وأيضاً على الصعيد العالمي خصوصاً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. كلمة السر في الإنفاق شهد تراجع أنشطة إنتاج النفط الصخري في أميركا الشمالية توازناً مع الأجواء عالمياً وسط توقعات باستمرار التحسن في السوق على مدار عام 2019 بدعم من اتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج بالتعاون مع منتجين مستقلين. وعلى الرغم من أن كيبسجارد أشار إلى أن تراجع وتيرة الإنتاج لدى «شلومبرجيه» دولياً – نتيجة أربع سنوات من خفض الاستثمارات – سيصبح أمراً واقعاً، فإن هذا الأمر سيسفر عن دعم الإنفاق الذي يتوقع أن يشهد ارتفاعاً على مستوى العالم بين 7 و 8 في المئة هذا العام. ولعل موقف النفط الصخري الأميركي مختلف، فرغم الإنفاق بكثافة لدعم الإنتاج الذي بلغ مستويات قياسية بالفعل، لم تحقق العديد من شركات الإنتاج في الولايات المتحدة العائد المالي المطلوب. ونتيجة لذلك، ربما تتعرض صناعة الخام الصخري في أميركا إلى ضغوط بفعل تراجع الاستثمارات مع إطلاق توقعات بشأن خفض الإنتاج عن المستويات الحالية. وفي حين يزداد التفاؤل بشأن صناعة النفط الصخري عالمياً، فإن التكهنات حيال الصناعة في أميركا سلبية بالتزامن مع ارتفاع التكاليف الرأسمالية وتراجع الاقتراض وتطلع المستثمرين إلى تحقيق العائد. وعلى أثر ذلك، تتوقع «شلمبرجيه» انخفاض الاستثمارات في التنقيب وإنتاج النفط الصخري براً في أميركا الشمالية بنسبة 10 في المئة عام 2019 مع وجود مشكلات تتعلق بتكنولوجيا الحفر الصخري والتحديات الفنية مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تباطؤ نمو الإنتاج في السنوات القادمة. تباطؤ النمو لم تسؤ الأمور بعد، فقد ارتفع عدد أطقم التنقيب عن الخام الصخري في أميركا الشمالية بنسبة 12 في المئة هذا الشهر منذ يناير، والإنتاج لا يزال في ارتفاع حتى لو بوتيرة بطيئة. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة ارتفاع إنتاج أميركا من النفط الصخري بثمانين ألف برميل يومياً في مايو – وهو ما يقل عن الزيادات الشهرية المسجلة في العام الماضي. كما توقعت الوكالة في مارس زيادة في إمدادات الخام الصخري من السبعة حقول الرئيسية في أميركا بحوالي 282 ألف برميل يومياً من ديسمبر إلى مارس، لكن تم خفض التوقعات بشأن هذه الزيادة إلى 42 ألف برميل يومياً. ولا تزال التوقعات تشير إلى دخول عدد من خطوط الأنابيب الجديدة بولاية تكساس الخدمة عامي 2019 و2020، مما يبشر بزيادة أخرى في أعمال التنقيب والإنتاج. وتجذب حقول النفط الصخري استثمارات لا بأس بها، لكنها شهدت تراجعاً في السنوات القليلة الماضية، وهذا ما أكدته شركة «هاليبيرتون» في توقعاتها بتراجع الاستثمارات 10 في المئة هذا العام. خطوط الأنابيب تواجه صناعة النفط الصخري تحدياً في «تكساس» نظراً إلى أن الكميات المتدفقة من إنتاج الخام الخفيف في الولاية قد تخطت القدرات الاستيعابية في خطوط الأنابيب. وأسفر نقص خطوط الأنابيب في «تكساس» عن عرض المزيد من الخصومات في أسعار الخام في السنوات الأخيرة نتيجة تخمة الإنتاج كما أن مصافي التكرير تواجه مشكلة في معالجة الكثير من الخام المتدفق عليها. بالطبع لن تؤدي الخصومات التي تعرضها شركات إنتاج النفط الصخري على مصافي التكرير للتعامل مع إمداداتها إلى تعثر الصناعة، لكنها بالطبع ستشكل تحدياً إضافياً وتساؤلات بشأن مدى قدرتها المالية في مواجهة قائمة من التحديات.
مشاركة :