أعلنت الحكومة السريلانكية أمس الاثنين، أن تنظيماً إسلامياً محلياً هو «جماعة التوحيد الوطنية» (يعرف اختصاراً بالحروف أن تي جيه)، يقف وراء اعتداءات أحد الفصح الدامية التي أوقعت قرابة 300 قتيل.وقال المتحدث باسم الحكومة راجيثا سياراتني، إن الحكومة تحقق فيما إذا كان للجماعة «دعم دولي».وقال: «لا نعتقد أن تنظيماً صغيراً في هذا البلد يمكنه القيام بكل ذلك». وأضاف: «نحقق في مسألة وجود دعم دولي لها وصلاتها الأخرى وكيف جندت انتحاريين هنا وكيف صنعت قنابل مثل هذه».ولا يعرف الكثير عن هذه الجماعة المتشددة المتهمة بتخريب تماثيل بوذية. وقال مصدر في الشرطة لفرانس برس، إن جميع الموقوفين وعددهم 24 شخصاً على خلفية الاعتداءات، ينتمون لجماعة «متطرفة» دون مزيد من التفاصيل.وقال خبراء أمنيون الاثنين، إن التفجيرات المنسقة تحمل بصمات الجماعات الإسلامية المتشددة مثل تنظيمي «داعش» والقاعدة، بالنظر إلى مستوى التعقيد الذي نفذت به. وقال الخبراء إن استهداف الكنائس والفنادق التي يرتادها سائحون أجانب في سريلانكا «تطور جديد ومقلق» في الدولة ذات الأغلبية البوذية، بالنظر إلى أن الكثير من التفجيرات الانتحارية التي شهدتها البلاد من قبل كانت تستهدف مسؤولين ومنشآت حكومية خلال الحرب الأهلية.وقال ألتو لابتوبون خبير مكافحة الإرهاب الذي أجرى أبحاثاً عن التنظيمين المتشددين لنحو عشر سنوات: «تلك الهجمات المتزامنة خارجة عن المعتاد في سريلانكا. بالمقارنة مع هجمات مماثلة في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، لها سمات الهجمات التي ينفذها داعش والقاعدة».وقال مسؤول آسيوي كبير في مجال مكافحة الإرهاب طلب عدم ذكر اسمه، إن الهجوم نفذته على الأرجح جماعة لديها «قدرات عملية كبيرة وقادة مهرة».وقال مكتب الرئيس السريلانكي إنه سيطلب مساعدة خارجية لتعقب الصلات الدولية لمنفذي الهجمات الانتحارية. وأضاف المكتب في بيان، أن تقارير المخابرات تشير «إلى أن منظمات إرهابية أجنبية تقف وراء الإرهابيين المحليين. ولذلك سيطلب الرئيس المساعدة من دول أجنبية».وقال روهان جوناراتنا، وهو خبير أمني في سنغافورة، إن الجماعة السريلانكية قد تكون فرع «داعش» هناك، وإن الجناة كانت لهم صلات بسريلانكيين سافروا للشرق الأوسط للانضمام لصفوف التنظيم المتشدد في سوريا والعراق.ويقول الخبراء إن هجمات الأحد تشكل تحولاً نحو استهداف الكنائس والأماكن المرتبطة بالمصالح الغربية.وأضافوا أن تاريخ الصراع في البلاد يعني أنه من المحتمل أن يكون منفذو هجمات الأحد، تمكنوا من الوصول إلى أسلحة ومتفجرات لكن من المرجح أيضاً أن يكون الأمر قد تم بضلوع عناصر أجنبية. وقال الخبراء إنهم لا يعتقدون أن محليين فحسب هم من نفذوا الهجوم، بالنظر إلى نطاق الهجمات. وهناك على الأرجح ضلوع لجماعات أجنبية أو أفراد بما يشمل أشخاصاً يدخلون ويخرجون من الهند أو باكستان.وخوفاً من حدوث أي توتر إثني أو ديني لم تكشف السلطات تفاصيل عن الموقوفين، لكنها أوضحت أنهم ينتمون إلى مجموعة متطرفة واحدة.ودانت منظمتان للمسلمين في بيانين الهجمات، إحداهما «جمعية علماء عموم سيلان» ومجلس العلماء المسلمين الذي دعا إلى «فرض أقصى عقوبة على كل شخص متورط في هذه الاعتداءات الجبانة». وأضاف: «باسم المسلمين السريلانكيين نعبر عن تعازينا للمسيحيين ونمد يد الصداقة لهم تضامناً معهم».وأعن علماء الدين أنهم سيلتقون أسقف كولومبو الكاردينال مالكولم رانجيث.أما «مجلس الشورى الوطني» الذي يضم 18 منظمة للمسلمين، فقد عبر عن تعازيه وقال إنه على الحكومة «ألا تألو جهداً في اعتقال المذنبين أياً كانوا وإلى أي مجموعة من السكان ينتمون».وتشهد سريلانكا منذ عقود نزاعات إثنية ودينية، من بينها نزاع استمر 37 عاماً مع المتمردين التاميل، تلته في السنوات الأخيرة مواجهات بين البوذيين والمسلمين. (وكالات)
مشاركة :