يحل علينا في هذا اللقاء الزميل الإعلامي والمعلق الرياضي السعودي المتكامل بقناة البحرين الرياضية الأخ علي آل محسن ضيفا على صفحات أخبار الخليج الرياضي، وهو الذي قادته موهبته التي حباها الله تعالى إياها، وقبلها دماثة خلقه الرفيع، إلى استيطان قلوب الرياضيين ومستمعيه، في فترة وجيزة بحسب قياس الزمن، جراء الكاريزما الخاصة التي يتمتع بها في تعليقه الرياضي، مما حدا بزميلنا الإعلامي المخضرم علي الباشا إلى قوله عنه: «في الحقيقة أن أسلوبه في التعليق الرياضي يجب أن يدرس» حاولنا في هذا الحوار ان نحصر ضيفنا العزيز معنا في أجواء الكرة الطائرة البحرينية، نظرا لمعايشته لها، وقد تقبل ما طرحناه عليه من أسئلة بصدر رحب، وقابلها بردود يتمناها هو شخصيا أن تثلج صدور المتابعين والقراء معا، فإلى تفاصيل هذا الحوار. ‭}‬ كيف تقيمون تجربة تعليقكم على منافسات الكرة الطائرة المحلية من خلال ردة فعل الجماهير والمتابعين؟ - أستطيع تقييم تجربتي، فهذا يتوقف بشكل كبير على المشاهدين، فهم من يقيمون التجربة بشكل أدق، ولكن ما أستطيع قوله أن هناك ردت فعل جميلة، وأعتز بها سوى من الأندية التي أتعامل معها، أو بعض الجماهير الرياضية التي أتواصل معها واقعياً وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وأتمنى أن أقدم ما يرضي طموحات المشاهدين لأن الكرة الطائرة في البحرين تحظى بمُتابعة من محبي اللعبة على مستوى الخليج العربي بأكمله. ومثل هذه الحوارات تعتبر من وسائل الاتصال مع الجمهور، فالبعض لا يعرف إلا أصواتنا فقط. والبعض لديه رأي، ولكن لا يكتبه بل يحتفظ به، وبرأيي الشخصي إن المعلق يحتاج للاستماع إلى النقد من أجل تطوير نفسه بشكل مستمر، لأن معرفة ما يستهويه الجمهور يجعل الوصول لقلوبهم أقرب. ‭}‬ ما الأشياء التي تراها في منافسات الكرة الطائرة المحلية? تنفرد بها عن منافساتها في المنطقة من خلال تجربتك؟ - التنافس الكبير بين الأقطاب الأربعة الأهلي والمحرق ودار كليب والنجمة يساهم في زيادة عدد اللقاءات الجماهيري، وهذا يمثل عنصر جذب للمشاهدين، سواء داخل الصالة أو خلف الشاشة، وأضف إلى ذلك الشغف الجماهيري الكبير يجعل اللعبة متطورة لأبعد الحدود، وشخصياً أقضي أوقات ممتعة مع تفاعل الجماهير وصرخاتهم، فحتى نوعية الأهازيج تجعل اللاعب يقاتل ليس للفوز فقط بل لانتزاعه وإهدائه لجمهوره الوفي. ‭}‬ بصفتك زميلا إعلاميا... هل تجد الكرة الطائرة مساحة مناسبة لها في الصحافة ومواقع التواصل الرياضية؟ - نعم مناسبة جداً، وحضور ممثلي وسائل الإعلام في الصالة بأجهزتهم المحمولة يساهم في إعطاء اللقاءات طقوسا جميلة خصوصاً ا أننا نتحدث عن تغطية منافسات محلية. أستطيع أن أقول إن الصحافة جزء لا يتجزأ من عملية التطوير والاهتمام في الكرة الطائرة البحرينية. وأتمنى أن تنال الألعاب المختلفة مساحة كافية في الصحف الورقية والإلكترونية ومحطات التلفزيون والبرامج المتخصصة في دول الخليج العربي فهي تستحق ذلك، على اعتبار أن الرياضة لا تنحصر في كرة القدم فقط. ‭}‬ نستشعر أنك بيننا? من خلال علاقاتك ومعارفك الرياضيين كأنك بين اهلك ومحبيك... ما تعليقك؟ - هذه حقيقة لا أجامل فيها أحدا، فكل الأحبة في البحرين هم أخوة كسبتهم في هذه الحياة، وأشعر بالحفاوة في كل مرة ألتقي بهم. وهناك حقيقة تقول (السعودية والبحرين جوار ومودة وتاريخ مشترك في أبهى صور التلاحم) وربما هذه الحقيقة تعبر عما يعيشه كل سعودي في مملكة البحرين، فكلنا أهل وأحبة وما يجمعنا شيء كبير واعتز بكم أهلي في البحرين. ‭}‬ المحرق تصدر الدوري... ودار كليب فاز به.. كيف تقرأ المعادلة من خلال متابعتك؟ - ربما ليست الأولى من نوعها، وقد لا تكون الأخيرة في ظل التقارب الكبير في مستويات الأندية المنافسة على البطولات، ولا أنسى أن التحضير في الأدوار النهائية مختلفة جداً عن عملية التحضير في الدور التمهيدي، ولا أنسى أن مهارة إنهاء اللقاءات تحتاج إلى تركيز ذهني حتى النقطة الأخيرة، فبعض الأوقات تجد فريقا هو الأكثر تميزا في شوط أو شوطين، ولكن بمجرد أن يفقد التركيز تنقلب المباراة رأساً على عقب. وأعتقد أن دار كليب استفاد من جمهوره الذي كان واحدا من العناصر المؤثرة في تحقيق بطولة الدوري.، والمحرق فريق كبير وربما لم تساعده الظروف في تحقيق اللقب وهذا لا يلغي قوة هذا النادي العريق. ‭}‬ ما الذي ينقص منافسات الكرة الطائرة المحلية من خلال تجربتك؟ - أعتقد أن كل العوامل مهيأة لكي تذهب الطائرة البحرينية الى مكان بعيد، خصوصاً في البطولات الخارجية، فهذه المنافسة المشتدة نتمنى أن نرى أثرها في صفوف المنتخبات، وأقصد بالعوامل المهيأة الممثلة في وجود منافسة محلية قوية في البطولات المحلية بوجود قرابة اربعة أندية من العيار الثقيل، وتغطية إعلامية في الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي ونقل مباشر لغالبية المواجهات من قبل قناة البحرين الرياضية الفضائية، ناهيك عن تواجد جمهور ذواق ومحب للعبة، زد على ذلك استضافة البطولات الخارجية والعالمية من قبل اتحاد اللعبة شاهدنا ذلك في 2017 وهناك استضافة قادمة في 2019.,فضلا عن وجود خامات على طراز عال، وأعتقد أن الفرق مطالبة بالعناية بشأن موضوع التعاقدات الأجنبية، فالمنافسات لا تحتمل أنصاف المحترفين. ‭}‬ هل هناك مباراة أو اكثر تفاعلت معها تفاعلا استثنائيا؟ وما الأسباب؟ - أعتقد مباراة الموسم الماضي في نهائي الدوري الثاني بين الأهلي والمحرق في المباراة التي امتدت إلى خمسة أشواط، وأتذكر حينها أن اللقاء امتد الى ساعتين وخمس وخمسين دقيقة، فتلك المباراة كانت جماهيرية لأبعد حد، وكسبها المحرق بعدما تفوق الأهلي في النهائي الأول. ففي ذلك اللقاء كانت هناك لمحات فنية راقية. حتى أن أحد المشاهدين قال لي: (هذه أفضل مباراة في الموسم بلا منازع) وأحدهم ربما بالغ وقال لي: هذه مباراة العقد، عموماً أعتز بهذه المباراة، وأعتبرها إضافة إلى رصيدي في التعليق. ‭}‬ ما الفريق المحلي الذي تميل إليه، ويطربك أداءه؟ وما الذي يميزه؟ - لا يوجد فريق معين، ولكن أميل إلى لى كل لاعب يتحمل المسؤولية في النقاط الحرجة، فالشجاعة في هكذا لحظات تبقى خالدة في ذاكرة الجمهور حتى لو خسر الفريق. وهذه اللحظات أستطيع أن أقول عنها أنها تكشف معدن اللاعب وقدرته، كما أنني أحب أن أقول أن أهازيج الفرق البحرينية تجذبني في التعليق أثناء اللقاءات، فهي أهازيج من عالم آخر بحسب? تعبيره. ‭}‬ هل هناك لاعبون معينون تراهم متميزين. وما الذي يميز كل واحد منهم؟ - في الحقيقة أن المميزين كثر، ولكن سأقتصر على َذكر ثلاثة لاعبين? هم: محمد عنان من الأهلي ويظهر تميزه في النقاط الحرجة، إذ يعتمد على التنوع والذكاء في تصويباته، وغالباً ما يعتمد أنصار القلعة الصفراء على صحوته، والآخر هو محمد يعقوب من دار كليب فهو مثل الريشة، ويملك ارتقاء عاليا، ويمتلك قدرات خرافية من الخط الخلفي، وفي مركزي 2و4.والثالث هو فاضل عباس من المحرق فهو نجم بحق متى ما ركز تفكيره على المباراة بعيداً عن أي عوامل أخرى، يعجبني فيه أنه لاعب مؤثر في كل لحظات اللقاء، وجميع أشواطه وهو (خبرة) بكل ما تعنيه الكلمة. ‭}‬ هل ترى أن المحترفين في الدوري المحلي لهم بصمتهم ومؤثرين أم يستوي وجودهم كعدمهم؟ - ذكرت في إجابة سابقة أنه يتطلب من الأندية عمل دراسة مستوفية لملفات المحترفين، وعدم التسرع في التعاقد معهم، وللأسف بعض المحترفين جيدين نوعاً ما، ومع ذلك لا يرتقون لمستويات هذا الدوري، يجب أن يكون مستوى اللاعب المحترف أعلى من اللاعب المحلي، أو في المستوى نفسه على الأقل، فالمحترف السوبر يشكل عامل جذب حتى للمشاهدة. ‭}‬ ومن أفضلهم في رأيك؟ - اعتقد ان مستويات المحترفين متذبذبة. جاكسون ريفيرا في المحرق صاحب إمكانات عالية، ومن اللاعبين الذين يراجعون أنفسهم باستمرار. وهو من أفضل المحترفين وكذلك البرازيلي ويليان من دار كليب ‭}‬ هل هناك سلوكيات رأيتها ولم تروق لك أثناء المباريات من اللاعبين او الجماهير؟ - أعتقد أنه في كل ملاعب العالم، وفي مختلف الألعاب الرياضية نجد بعض المواقف التي تحصل، وهذا ناتج عن الضغوطات وارتفاع وتيرة الإثارة في اللقاءات، على الصعيد المثالي نتمنى أن ينتهي موسمنا بلا أحداث خارجة عن النص، ولكن على الصعيد الواقعي الأمور مختلفة، وأعتقد أن التنافس الموجود، وحتى التعصب يعتبر في حدود التعصب الطبيعي وهناك احترام بين روابط الجماهير بين بعضها البعض فالأمور تنتهي بمجرد الخروج من الصالة. كلمة أخيرة لمن توجهها؟ وماذا تقول فيها؟ كلمة شكر لا تكفي الأخوة في قناة البحرين الرياضية على المجهودات التي يقومون بها في خدمة الحركة الرياضية في مملكة البحرين، وهنا أشيد برئيس القناة مريم بو كمال على مجهوداتها الواضحة، وأشكر بشكل خاص المنسق عقيل أبل فهو من الجنود المجهولة في القناة، وعمله يتحدث عنه، وهو متعاون معنا لأبعد الحدود والشكر موصول لبقية الأحبة في القناة، وأتمنى أنني كونت إضافة وصوتا جديدا خلال تواجدي من العام الماضي، ويشهد الله أنني في كامل الارتياح بتواجدي في البحرين والتعامل مع الشخصيات الرائعة في الوسط الرياضي. كما لا أنسى أن أشكرك شخصيا وصحيفة أخبار الخليج على اختياري في هذا الحوار الذي يعد الحوار الأول في صحف البحرين التي أتابعها بشكل يومي، وأتمنى أن يكون حوارا جميلا يروي ذائقة القراء الأعزاء.