في سجلات الرياضة العربية هناك القليل من الإشراقات على المستويات العالمية.. والكثير من التحديات.. وتجارب بدأت ولم تكتمل، وأخرى ظهرت ولم تنضج، ومحاولات انطلقت مبكراً بقوة نحو الصدارة لكنها لم تحافظ على قوتها الدافعة.. الأمثلة كثيرة، والسطور طويلة، والصفحات بالمئات في كتاب «الشهد والدموع» عن رياضتنا العربية. ولكن من بين تلك الصفحات وهذه السطور، تبرز أمامنا تجربة جديدة.. فريدة من نوعها هي رياضة الجو جيتسو في الإمارات، التي انطلقت بقوة في العقد الأول من الألفية الثانية، ومع كل يوم تزداد توهجاً وإبداعاً، وتكسب أرضاً جديدة، وتدخل في جذور الحياة اليومية للأسر والعائلات، وترسي قيماً وتبني أجيالاً وتصنع رجالًا، تحت شعار واضح هو البحث عن «الرقم واحد» في العالم. في الإمارات مشروع الجو جيتسو ليس مجرد رياضة لكنه ثقافة وبناء، وقيم وولاء، ومتعة وانضباط وإنجازات، وصدارة قارية، وذهبيات عالمية، وإدارة احترافية، وبرامج مدرسية.. في الإمارات الجو جيتسو أصبح حياة.. النجاحات متلاحقة في أوقات قياسية، وقمة الهرم العالمي أصبحت حقيقة وليست ضرباً من ضروب الخيال، وكلمة المستحيل ليس لها وجود، إن ما يصنعه هذا المشروع في الرياضة العربية سيتوقف أمامه التاريخ طويلًا، لأنه يقدم تجربة مضيئة في أرض المبادرات وموطن الإبداع، ويحافظ على انطلاقته نحو القمة بمعدلات يعجز أمامها الآخرون في الداخل والخارج. في السادس والعشرين من نوفمبر عام 2015 صدرت إشارة من أبوظبي، تعكس اقترابها من الوصول إلى العالمية في لعبة الجو جيتسو. وأكدت عزم الاتحاد على اختصار الزمن، ففي هذا اليوم وفي إطار احتفالات اليوم الوطني، نجح الاتحاد في دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأكبر حصة تدريبية في تاريخ الرياضات القتالية، وليس في الجو جيتسو فقط، حيث شارك فيها 2481 لاعباً ولاعبة بمركز المعارض بأبوظبي، وبذلك حطمت الإمارات الرقم المسجل باسم الصين وهو 2212 لاعباً ولاعبة. واستغرقت الحصة 35 دقيقة، حيث قادها من على المنصة مجموعة من المدربين البرازيليين، وأشرف على تنفيذها مدربو الجو جيتسو بالاتحاد والبطل العالمي فيصل الكتبي. كانت البداية مع الإحماء والإعداد البدني لمدة 5 دقائق، ثم تحولت إلى الحركات المنفردة لربع ساعة تحت إشراف المدرب البرازيلي بيدرو داماسينو، ثم تلتها الفقرة الأخيرة وهي التي شهدت الاشتباك بين اللاعبين والتي قادها المدربان ومعهما فيصل الكتبي بطل العالم. كان المشهد العالمي في رياضة الجو جيتسو يستعد لتقبل الجديد، للاعتراف بأن أبوظبي أصبحت عاصمة الجو جيتسو العالمي، حيث إن بطولتها العالمية للمحترفين حققت قفزة نوعية هائلة في النسخة السابعة، شارك فيها 2800 لاعب ولاعبة من أكثر من 90 دولة حول العالم، واستضافت كونجرس الاتحادين الآسيوي والدولي، ووضعت على هامشها خطة انطلاق اللعبة قارياً وعالمياً، واقتنع مسؤولو الاتحاد الدولي أن القفزة الحقيقية لا بد أن تكون من هنا، من المدينة التي تنظم أقوى بطولة في العالم، وتقدم أكبر وأغلى جوائز في العالم، وتملك أكبر دعم في العالم لتطوير اللعبة، وأفضل مدربين في العالم. بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين ولدت قوية لتبقى وتحلق وتبدع وتلهم الآخرين بقصص النجاح، وتمنح الراغبين إجابات على كل الأسئلة الصعبة، وحلولاً سهلة لكل التحديات والمعوقات، كانت البطولة قد شهدت تصاعداً كبيراً في عدد اللاعبين واللاعبات من مختلف دول العالم، والمواطنين والمواطنات منذ النسخة الأولى وحتى النسخة الحالية في فئة المحترفين، وكذلك تم استحداث العديد من الفئات تدريجياً، وشارك في النسخة الأولى من البطولة 260 لاعباً من 20 دولة حول العالم، وفي النسخة الثانية شارك 320 لاعباً ولاعبة من 25 دولة، من بينهم 50 من الإمارات عام 2010، وفي النسخة الثالثة عام 2011 شارك في فئة المحترفين 400 لاعب ولاعبة من 38 دولة حول العالم، من بينهم 60 لاعباً من الإمارات، وفي النسخة الرابعة عام 2012، شارك 500 لاعب من 45 دولة حول العالم، وفي النسخة الخامسة عام 2013 شارك في فئة المحترفين فقط 702 لاعب من 53 دولة. وفي النسخة السادسة عام 2013 اتسعت رقعة المشاركة في فئة المحترفين لتصل إلى 986 لاعباً ولاعبة من 72 دولة، وفي النسخة السابعة عام 2014 شارك في النزالات 1509 لاعبين ولاعبات من 86 دولة، وفي النسخة الثامنة عام 2015 شارك 1810 لاعبين ولاعبة، بالإضافة إلى كأس العالم للصغار، الذي شهد مشاركة كبيرة أيضاً تجاوزت 1000 لاعب ولاعبة، وفي النسخة التاسعة اقترب العدد من 2000 لاعب ولاعبة في فئة المحترفين، وأضيفت فئة المهرجان إلى جانب كأس العالم للناشئين، وفئة البارا جو جيتسو بما رفع المجموع العام للبطولة ليقترب من 5 آلاف لاعب ولاعبة من 100 دولة، وفي النسخة العاشرة تجاوز عدد المشاركين 7 آلاف، وأقيمت منافساتها على مدار أسبوعين متضمنة فئة «ملك البساط» احتفاء بمرور 10 سنوات على انطلاقها. وقال والتر ماتس، رئيس الاتحاد البرازيلي للجو جيتسو: إن أبوظبي تستحق أن تكون الرقم واحد في العالم، حيث إن البرازيل وبرغم تواجد أكبر عدد من ممارسي اللعبة حول العالم «2 مليون» لاعب ولاعبة، وأكثر من 20 ألف أكاديمية، لم تنجح في توفير عناصر الدعم لتطوير اللعبة لا بداخل البرازيل، ولا قيادة العالم نحو تحقيق النهضة المأمولة، مشيراً إلى أن البرازيل وبرغم أنها من حولت هذه الرياضة الترفيهية إلى بطولة ومسابقة ووضعت لها اللوائح والقوانين، وأقامت لها أول أكاديميات للتدريب في العالم مطلع القرن الماضي، فإنها لم تلهم العالم بالتجربة الناجحة المميزة التي توفر لهم القدوة اللازمة للانطلاق والتميز. وأضاف: أصبح من حقنا كمسؤولين أن نحلم، ومن حق اللاعبين أن يعيشوا الأحلام السعيدة، وأن يشعروا بالنجومية ويصعدوا سلم المجد، ففي بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين وجدت المنصة المبهرة التي تصنع مجد الأبطال، وفيها أصبحت تلاحقهم الأضواء والكاميرات بعد أن كانوا مهمشين، وفيها يجتمع العالم لبحث تحديات اللعبة ووضع آليات تطويرها وقيادتها إلى أعلي المنصات، وهنا لا بد أن نعترف بأن أبوظبي تستحق ما وصلت إليه، وأن تكون عاصمة الجو جيتسو في العالم. وتابع: البرازيل من أولى الدول التي باركت نقل مقر الاتحاد الدولي للجو جيتسو إلى أبوظبي، وكانت ولا تزال تقيم أقوى جسور التعاون مع أبوظبي في كل المناسبات، وتعتبر شريكاً يفخر بشركته مع الإمارات في مشروعها الضخم لنشر وتطوير اللعبة، حيث لم نشعر أبداً بالغيرة أو التوجس بالخطر من تجربة الإمارات، بالعكس نحن نستلهم منها عناصر الإبداع، وقصص النجاح، حيث إن مدربينا شهود على تلك التجربة التي نفخر بها جميعاً، ونعلن استعدادنا من جديد على التعاون إلى أبعد مدي مع هذا المشروع لأنه كان سبباً في إسعاد آلاف البرازيليين، ورسم الفرحة والابتسامة على وجوههم بعيداً، فمعظم المنتمين لهذه الرياضة من الطبقات الفقيرة، ومعظمهم كان يلجأ لها ليهرب من همومه، ولكن أبوظبي جعلتها منصة للمجد، وحلماً يغلفه الأمل بالنجومية والشهرة، ومن خلال بطولات أبوظبي راجت صناعة الجو جيتسو في الأكاديميات، واتجهت أنظار الرعاة لأبطال هذه الرياضة، لتدخل مرحلة جديدة. من جانبه، أكد تاكا ماسا، رئيس الاتحاد الياباني أن رياضة الجو جيتسو نشأت في اليابان قبل 900 عام تقريباً. ومصطلح «جو جيتسو» كلمة يابانية تعني «فن المرونة أو الليونة» أو طريقة الإخضاع. وقد ارتبطت نشأتها بعصر الإقطاع وما تبعه من ظهور الساموراي. وتابع: تروي الكتب أن هذه الرياضة أصل معظم الرياضات القتالية في العالم، وكان الهدف منها هو الدفاع عن النفس ضد الظلم، مشيراً إلى أنه وبرغم هذا التاريخ الطويل، فإن اللعبة في اليابان كادت تتحول إلى مجرد تراث، وتراجعت كثيراً أمام لعبات أخرى انشقت منها، لكن أبوظبي وبعد دخول الاتحاد الإماراتي للمشهد، بدأت رياضتنا تسترد عافيتها في اليابان. ويضيف: ثقتي بلا حدود في أن قيادات الإمارات لديهم رؤية ثاقبة باختيار هذه الرياضة كي تكون رياضة الشعب الأولى.. هذه الرياضة تحظى باحترام كبير لدى الشعب الياباني، لأنهم جميعاً يعرفون أنها تصنع الرجال، وتسهم في بناء شخصية الأجيال الجديدة، إنها تعلمهم الكثير من القيم النبيلة، وتكسبهم الحكمة والصبر والتحمل وكل شيم الانضباط وتعزز ثقتهم بأنفسهم. وأوضح: «عندما أنظر إلى تاريخ اليابان في رياضة الجو جيتسو، ثم أتطلع إلى تجربة الإمارات أشعر بأن التاريخ وحده لا يمكن أن يصنع المجد، لأن الماضي الأصيل يحتاج إلى واقع يضمن استمراريته وتطوره الطبيعي، ويوفر فرص النمو الواعدة حتى يتيح الفرصة أمام الأجيال بأن تنطلق وتملك آليات تحقيق الأمل في أيديها». العلوي: تحدٍ لا يقبله إلا الناجحون أعرب إبراهيم سالم العلوي، قنصل الدولة في البرازيل، عن سعادته للتفاعل الكبير من المجتمع البرازيلي مع بطولة أبوظبي جراند سلام للجو جيتسو، وانتظار كل محبي هذه الرياضة للبطولة عاماً بعد آخر، مشيراً إلى أن هذه البطولة هي أهم حدث رياضي في ريو دي جانيرو البرازيل في الوقت الراهن، وكذلك أهم حدث سنوي في كل الألعاب القتالية. وأضاف: «الإقبال الكبير على المشاركة وبالآلاف في جولات أبوظبي جراند سلام يعكس مدى التميز الذي تحظى به البطولة، والنجاح الذي حققه اتحاد الجوجيتسو في الدعاية والترويج لاسم أبوظبي والإمارات خارج الدولة، حيث أن ريو دي جانيرو باتت تعرف الكثير عن الإمارات وعن أبوظبي من خلال هذه البطولة، كما أن محبي هذه الرياضة باتوا يتحدثون عن أبوظبي باعتبارها حلم التطور وأمل الشهرة والنجومية لكل عشاق هذه الرياضة، وهم بالآلاف في هذه المدينة، وبالملايين في البرازيل التي تعد المعقل الرئيسي لهذه الرياضة». وقال: «شعب البرازيل يعشق هذه الرياضة، والآباء يدفعون أبناءهم لتعلمها والتعرف إلى قيمها التي تصنع البطل داخل كل الإنسان، وتعلمه كيف يكون منضبطاً وصبوراً وقوياً وشجاعاً، وفي الوقت نفسه كيف يحترم منافسيه، وكيف يتواضع في أبهى لحظات المجد، ووجود أبناء الإمارات في هذه البطولة دليل على رغبتهم في تطوير مستوياتهم»، مشيراً إلى أن العالم كله يعترف الآن بأن الإمارات وأبوظبي تقود هذه الرياضة إلى القمة، وتحمل طموحات أبنائها إلى عنان السماء، وتوفر لهم أهم المنصات وأقوى البطولات وأغلى المكافآت لتحفيز طاقاتهم، وتحويل أسلوب تفكيرهم من الهواية إلى الاحتراف. وتابع: «رياضة الجو جيتسو نجحت في أن تقدم النموذج من خلال انتشارها الواسع في مجتمع الإمارات، عبر المدارس والأندية ومؤسسات الدولة الرسمية، وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة، والوصول إلى 140 ألف لاعب ولاعبة يمارسون هذه الرياضة في المجتمع الإماراتي خلال أقل من عشر سنوات تحد لا يمكن أن يقبله إلا الناجحون». وتوجه العلوي بالشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على دعمه لهذه الرياضة التي تستثمر في أبنائنا من الأجيال الجديدة، وتوفر للجميع أسلوب الحياة الصحي، وتعزز قيم الانتماء للوطن لدى الجميع، وعندما أجد اسم الإمارات يتردد هنا في معقل رياضة الجو جيتسو أشعر بالفخر والاعتزاز، وفي الوقت نفسه نحن لا نستهين بقدرات أبناء الإمارات الموجودين في قلب الحدث يمثلون أنديتهم، لأنهم قادرون على حصد الميداليات. وأوضح: «رياضة الجو جيتسو حققت نجاحاً منقطع النظير في مد جسور التعاون والتواصل والمحبة بين المجتمعين الإماراتي والبرازيلي، ولا سيما أن 95% من المدربين الموجودين في الإمارات من البرازيل، وهم بالمئات، وجميعاً يشعرون بالفخر والسعادة لوجودهم في مشروع أبوظبي الناجح لنشر وتطوير اللعبة». أوليفييرا: أرقام قياسية في جولة لندن أكد جوستافو أوليفييرا، رئيس الاتحاد البريطاني للجو جيتسو، أن جولة لندن جراند سلام تحطم الأرقام القياسية عاماً بعد عام، مشيراً إلى أن النسخة الأخيرة في مارس الماضي كانت المرة الأولى في تاريخ المملكة المتحدة، التي تقام فيها بطولة للجو جيتسو، يتعدى عدد المشاركين 1000 لاعب ولاعبة، ولذلك فهو يوم تاريخي. وقال: «بالنسبة للحظة التاريخية الثانية فهي المتعلقة بإقامة البطولة في مجمع الملكة اليزابيث الأولمبي، وهو أهم مرفق رياضي في الدولة، والذي تأسس خصيصاً لاستضافة أولمبياد لندن 2012، وهو المكان الذي كنا نحلم من قبل أن نمر من أمامه فقط، وأن يدخله أبطال الجو جيتسو ليلتقطوا الصور فيه، ولكننا الآن، وبفضل دعم أبوظبي وجولات أبوظبي جراند سلام نقيم بطولتنا به، ومع انطلاق المنافسات لهذه الجولة بهذا المكان تسلل إلى شعور بأن رياضتنا قد تم اعتمادها أولمبياً، لأننا نلعب في المكان نفسه الذي أقيمت فيه واحدة من أنجح الأولمبياد في التاريخ، وفي صالة تستوعب 15 ألف متفرج». وتابع: «من المكاسب الكبيرة أيضاً للبطولة أننا ولأول مرة نجحنا في إقامة حملة دعاية وترويج لها، كانت نتيجتها أن الحدث أصبح يحظى بمتابعة وتغطية من أهم محطة تلفزيونية رياضية في بريطانيا وهو سكاي سبورتس، ومن أجل ذلك فقد وصلت رسالتها لكل شرائح المجتمع، وقد رصدنا ذلك عبر وسائلنا الخاصة، ووسائل التواصل الاجتماعي». وأضاف: «دخول سكاي سبورتس معنا كشريك سوف يحدث نقلة في تطوير اللعبة بشكل عام في لندن، لأننا سنجد رعاة بالتأكيد وبدانا نتلقى اتصالات بالفعل في هذا المجال، وهذا سوف يسهم في صناعة الأبطال وتحويل اللعبة من الهواية إلى الاحتراف، وهو هدف في حد ذاته تتبناه أبوظبي والاتحاد الإماراتي». وأوضح: «لدينا مشروع طموح لنشر اللعبة وإدخالها إلى عدد من المدارس بشكل انتقائي أسوة بمشروع أبوظبي الذي يعتبر نموذجاً لكل دول العالم الراغبة في تطوير اللعبة والوصول بها إلى العالمية في وقت قياسي». «أبوظبي جراند سلام».. بين الحلم والحقيقة لحظات عام 2014، ولدت الفكرة الجديدة، هي فكرة يمكن أن تتحول إلى حلم يستجيب لكل طموحات عشاق «فن الترويض» في العالم، إنها «أبوظبي جراند سلام» للجو جيتسو. بطولة دولية تنظمها أبوظبي بنظام الجولات حول العالم وتقام في أهم مدن العالم بمختلف قاراته، تقدم أكبر جوائز في تاريخ اللعبة، تحظى باهتمام وسائل الإعلام المحلية في الإمارات والعالمية الراغبة في تغطية الحدث، وفي الإمارات ما بين الحلم والحقيقة لا تفصلنا سوى لحظات. وفي صيف 2015، كان الموعد مع أول جولة في العاصمة اليابانية طوكيو، بمشاركة 300 لاعب من مختلف دول العالم، شهدوا الانطلاقة، كان بينهم عدد من لاعبي الإمارات. الفكرة استهدفت توفير فرص الاحتكاك القوية للاعبي الإمارات، والاطلاع الدائم على تجارب الآخرين، وعلى المدارس المختلفة في اللعبة، الفكرة ترتبط أيضاً بالرقم واحد، لأن «أبوظبي جراند سلام» كانت ولا تزال البطولة الأولى والأبرز في العالم التي تقام بنظام الجولات في أكثر من مدينة، ففي نسختها الأولى، أقيمت في 4 مدن، هي: طوكيو ولوس أنجلوس وريو دي جانيرو ولندن، وانضمت في النسخة الثانية أبوظبي محطة خامسة، ومثلها مثل بقية البطولات والمبادرات التي يتبناها الاتحاد، فكل مبادرة أو فكرة تعزز مزيداً من الإبداع، لذا لم تتوقف عند البدايات، بل زادت وتطورت، وزاد الإقبال عليها حتى أصبحت جولة رويو دي جانيرو تشهد مشاركة 3 آلاف لاعب ولاعبة علي مدار 3 أيام، وجولة لوس أنجلوس 1500 لاعب ولاعبة، وجولة أبوظبي 2000 لاعب ولاعبة. وقد كان التطور الثاني للجولات هو التركيز على الكيف، والذي بدأ من النسخة الرابعة 2018، وهو انتقاء المميزين في كل فئة، لضمان الجودة في النزالات والمستوى الفني، وفي صيف العام الماضي، أضيفت العاصمة الروسية موسكو للجولات. وقال محمد بن دلموك الظاهري، عضو مجلس إدارة الاتحاد: «إن الجولات حققت العديد من المكاسب لأبوظبي، وللجو جيتسو في العالم، فهي أهم سفير للرياضة الإماراتية حول العالم، ففي طوكيو ولوس أنجلوس وريو دي جانيرو ولندن، ومستقبلاً في موسكو، لا صوت يعلو فوق اسم أبوظبي في الفترات التي تقام بها البطولة، هذه المجتمعات ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالعاصمة الإماراتية، لأنها تفاعلت مع البطولة بشكل لافت للانتباه، وسائل الإعلام تهتم بالحدث، كبار مسؤولي الدول يهتمون بالحضور، الأبطال والمشاهير وعائلاتهم يتقدمون الصفوف سواء على البساط وفي المدرجات لكي يكونوا شهوداً على هذه الحدث المبهر». وتابع: «أكثر ما يسعدني حينما أسافر لتلك البطولة مع وفد اللجنة المنظمة أن اسم أبوظبي، عاماً بعد عام، يعمق مكانته، ويعزز مكاسبه، ويقدم نفسه للعالم باعتباره أرض الفرص وموطن الأحلام.. البطولة أنهت بنجاح موسمها الرابع، وأصبحت منتجاً مميزاً، يحمل اسم أبوظبي، ويمثل الإمارات، ويمد جسور التعاون مع كل الشعوب». البحري: الأبواب مفتوحة أمام كل فكر جديد قال طارق البحري، مدير جولات أبوظبي جراند سلام: «إن في بداية التجربة مع الجولات كانت هناك بعض مشاعر القلق تساور الجميع، خصوصا المنظمين، لأنها تجربة جديدة، في أرض جديدة، وثقافات جديدة، خصوصاً أن الهدف كان الرقم واحد تنظيمياً وفنياً، وإعلامياً وجماهيرياً، ولكن مع مرور الوقت والإصرار على النجاح بدأنا نتجاوز كل التحديات». وأضاف: «من هذه التجربة أقول بأن الجرأة مطلوبة في كل شيء، وكل حلم يمكن أن يتحول إلى حقيقة، لأنني كنت شاهداً على ميلاد الفكرة عند عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحاد، وأصبحت بعد ذلك مسؤولاً عن تطبيقها وتحويلها إلى واقع». وأضاف: «في لحظة ميلاد الفكرة كنت مندهشاً، أفكر وأدقق النظر وأتوقع وأحلم، وكان فريق العمل صغيراً، نبحث عن حلول عندما تواجهنا بعض الصعوبات، كانت كل المشاعر تنتابني في اليوم الواحد من الخوف إلى القلق إلى التوتر إلى الفرحة إلى الأمل والرجاء، وهنا لابد أن أعترف بدور سفارات وقنصليات الدولة في الخارج، كانت ولا تزال عوناً لنا في كل الأمور، وعاماً بعد آخر أصبحت لدينا الخبرة الكافية». وأوضح «لم نكتف بما كان حلماً بل طورناه فأدخلنا البارا جو جيتسو، وأصبح لأصحاب الهمم منصة خاصة بهم، ترسم الابتسامة على وجوههم، وتبعث في نفوسهم الأمل، وأصبح لدينا ملك البساط لدعوة أساطير اللعبة من أجل القتال، وإضفاء المزيد من الإثارة علي الحدث، وأضفنا فئات الناشئين كي نفتح المجال أمام لاعبي الإمارات لاختبار قدراتهم أمام المنافسين من كل دول العالم، ولن نتوقف عند نقطة محددة، فنحن نفتح الأبواب أمام كل فكر جديد يدعم مشروعنا، ويعزز مساعينا لنقل أبوظبي إلى العالمية، وتعزيز مبدأ الوصول إلى الرقم واحد».
مشاركة :