تستعد واشنطن، اليوم الاثنين، لتحديد موعد وقف الاستثناءات الممنوحة لست دول لاستيراد النفط الإيراني، وإلا تعرَّضوا لعقوبات أمريكية. ووفقًا لما ذكرته وكالة «رويترز» فقد قال الكاتب في صحيفة «واشنطن بوست» جوش روجين، نقلًا عن مسؤولين اثنين بوزارة الخارجية الأمريكية لم يكشف اسمهما: «إن مايك بومبيو وزير الخارجية سيعلن يوم الاثنين أنه اعتبارًا من الثاني من مايو لن تمنح وزارة الخارجية بعد ذلك استثناءات من العقوبات لأي دولة تستورد حاليًا النفط الخام الإيراني أو مشتقاته». وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد فرض عقوبات اقتصادية على طهران خلال مرحلتين (أغسطس ونوفمبر 2018)، شملت عدة قطاعات منها قطاع النفط، عقب انسحاب واشنطن من جانب واحد من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست دول كبرى، هي: «الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين»، إلى جانب ألمانيا، وهو الاتفاق الذي عرفت أطرافه بـ«مجموعة بي 5 + 1»،. ومنحت واشنطن استثناءات لـ8 دول من العقوبات المفروضة على طهران وسمحت لها باستيراد النفط الإيراني دون التعرُّض لعقوبات لمدة 6 أشهر، وهي: الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان. وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لموارد الطاقة، فرانك فانون، قال منذ أيام: إن الإدارة الأمريكية تهدف إلى وقف الصادرات الإيرانية تمامًا بأسرع ما يمكن. من جانبها، توقعت أنقرة– في وقت سابق- أن تمدد واشنطن الاستثناء الممنوح لها لمدة أخرى، وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين: إنَّ بلاده تتوقع أن تمدد الولايات المتحدة استثناء تم منحه لأنقرة بمواصلة شرائها النفط من إيران دون خرق العقوبات الأمريكية. وكانت صادرات إيران النفطية قد انخفضت، في أبريل الجاري، إلى أقل مستوياتها لهذا العام، بعد توجه المستثمرين لخفض مشترياتهم من طهران. ويأتي انخفاض صادرات إيران النفطية، وسط مخاوف من فرض مزيد من العقوبات الأمريكية المحتملة عليها، مع استمرار التوقعات باستمرار وضع طهران النفطي حتى مايو المقبل؛ حيث بلغ متوسط شحنات النفط أقل من مليون برميل يوميًا منذ بداية أبريل الجاري. وفقًا لـ«رويترز». وتعاني طهران من وضع اقتصادي متردٍّ، حيث تقدم البنك المركزي لديها بمقترح لتعديل النظام النقدي للبلاد، يشمل حذف أربعة أصفار وطرح عملة نقدية جديدة، وذلك بعد تراجع قيمة الريال الإيراني إلى مستويات قياسية بسبب العقوبات الأمريكية. وأوضحت وكالة أنباء «فارس»، أنَّ اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء الإيراني تدرس هذا المقترح الذي يقدّم «التومان» عملة جديدة لإيران، حيث حدد البنك لذلك فترة تحول تدريجي من الريال إلى «التومان» تبلغ 24 شهرًا؛ بهدف سحب الأوراق النقدية القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، من خلال إجراء يتضمن حذف الأصفار الأربعة، لتسهيل وإعادة دور أدوات الدفع في التعاملات النقدية المحلية، وتخفيض كلفة طباعة العملة الورقية، أملًا في استمرارية جدوى النظام النقدي على مدى السنوات القادمة، وتسهيل صرف العملة الوطنية أمام العملات الدولية الأخرى.
مشاركة :