أعلنت سريلانكا أن 7 انتحاريين شاركوا في تنفيذ هجمات منسقة استهدفت كنائس وفنادق فاخرة في البلاد الأحد، موقعة 290 قتيلاً وأكثر من 500 جريح. وأشارت الى تورط جماعة إسلامية محلية بالمجزرة، وضلوع «شبكة دولية»، معلنة حال طوارئ لحماية «الأمن العام». وهزت سريلانكا 8 تفجيرات، 6 منها متتالية، استهدفت 4 فنادق و3 كنائس ومنزلاً. كما عطّلت الشرطة «قنبلة محلية الصنع» على طريق تؤدي الى المبنى الرئيس في مطار كولومبو. وارتفعت الحصيلة الرسمية للاعتداءات إلى 290 قتيلاً و500 جريح. ومعظم القتلى والجرحى سريلانكيون، إضافة الى 37 أجنبياً، بينهم بريطانيون وأميركيون وأتراك وهنود وصينيون وهولنديون وبرتغاليون ويابانيون. وقال ناطق باسم شركة أزياء مملوكة لأندرس هولش بولسن، أغنى رجل في الدنمارك، إن بولسن وزوجته فقدا ثلاثة من أبنائهم الأربعة في تفجيرات سريلانكا. وأفادت الشرطة السريلانكية بأنها عثرت على 87 صاعق قنابل، في محطة للباصات في العاصمة كولومبو. وأعلنت 24 شخصاً، جميعهم سريلانكيون، موضحة ان مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي (أف بي آي) يساعدها في التحقيق. ويُتوقع ايضاً وصول عناصر من الشرطة الدولية (إنتربول) غداً الى البلاد. وأعلنت الحكومة فرض حال طوارئ وطنية منتصف ليل اليوم الاثنين، ما يمنح الشرطة والجيش سلطات واسعة لاعتقال مشبوهين والتحقيق معهم، من دون أمر قضائي. كذلك فرضت حظر تجوّل في كولومبو، من الثامنة مساء اليوم الاثنين إلى الرابعة فجر الثلثاء، وحظّرت مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري. وهناك مخاوف من احتمال أن تؤدي هذه الهجمات إلى عنف طائفي في سريلانكا، بعد إعلان الشرطة عن هجوم بقنبلة حارقة على مسجد في شمال غربي البلاد، وحرائق متعمدة في متجرين يملكهما مسلمون في الغرب. التفجيرات ذكّرت سريلانكيين بهجمات شهدتها بلادهم، خلال تمرّد انفصاليين من أقلية التاميل، دام 3 عقود وأوقع حوالى مئة ألف قتيل. وقال موظف: «نحن شعب مقاوم. شهدنا الكثير من العنف خلال الحرب الأهلية. بالنسبة الى العالم الخارجي قد يبدو ذلك أمراً كبيراً، ولكن بالنسبة إلينا الحياة مستمرة. علينا أن نستجمع أنفسنا ونمضي». وشهدت العاصمة حركة مرور محدودة، فيما نشرت السلطات جنوداً مزودين بأسلحة آلية، لحراسة فنادق رئيسة ومركز التجارة العالمي في الحيّ التجاري الذي تقع فيه الفنادق الأربعة التي استُهدفت الأحد. وأعلن أرياناندا ويليانغا، وهو مسؤول بارز في إدارة التحقيق الجنائي، مشاركة 7 انتحاريين في التفجيرات، اثنان منهم فجّرا نفسيهما في فندق شانغراي-لا الفخم المطلّ على البحر في كولومبو. وقال: «لا تزال التحقيقات جارية». وقال الناطق باسم الحكومة راجيثا سيناراتني إن «جماعة التوحيد الوطنية» السريلانكية نفذت الهجمات، مستدركاً: «لا نعتقد بأن هذه الهجمات نفذها أشخاص موجودون في البلاد. هناك شبكة دولية لم يكن ممكناً أن تنجح هذه الهجمات من دون مساعدتها». وأقرّ رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ بأن السلطات كانت تملك معلومات عن احتمال تعرّض كنائس لهجمات تنفذها الجماعة. وكان تقرير أعدّته أجهزة الاستخبارات الداخلية في 11 الشهر الجاري، أفاد بأن «وكالة استخبارات أجنبية» حذرت من أن «جماعة التوحيد الوطنية» تخطط لهجمات على كنائس وعلى المفوضية العليا للهند في كولومبو. ولفت خبراء أمنيون الى ان التفجيرات في عيد الفصح تحمل بصمات تنظيمَي «داعش» و»القاعدة»، اذ انها معقدة. وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً من السفر إلى سريلانكا، منبّهة الى ان «جماعات إرهابية» تواصل التخطيط لهجمات محتملة. في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أن «الارهاب الاسلامي المتطرف يبقى تهديداً»، وزاد: «نواصل العمل ضد هؤلاء الأشرار. هذه معركة أميركا أيضاً». وأشار الى ان الولايات المتحدة نجحت في تدمير «الخلافة» التي أعلنها «داعش» في سورية، واستدرك: «علينا أن نبقى يقظين. للأسف الشرّ موجود في العالم». أما البابا فرنسيس فوصف تفجيرات سريلانكا بأنها «أعمال إرهابية وغير إنسانية لا يمكن تبريرها».
مشاركة :