سلطان بن أحمد: مجتمعنا قارئ يعشق الكتاب

  • 4/23/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، رئيس لجنة احتفالات العاصمة العالمية للكتاب: «يشهد اليوم اجتماع العالم بمؤسساته وهيئاته ومثقفيه وكتّابه، على تكريم الثقافة والمعرفة، من خلال تتويج الشارقة العاصمة العالمية للكتاب».وأكد الشيخ سلطان بن أحمد، أن هذا التكريم الذي جاء استحقاقاً لتراكم منجزات مشروع الشارقة الثقافي الذي بدأ منذ تأسيس الإمارة برعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومشاركة كافة المؤسسات، هو رسالة من الشارقة للعالم تقول: «إن الكتاب حامل التاريخ ووعاء المعرفة وصانع الوعي، قادر بما يمثله من إنتاج وجداني على تعزيز المشترك بين بني البشر وتأسيس لمرحلة جديدة من التعاون والحوار البنّاء لتجاوز تحديات المرحلة وفي مقدمتها التطرف والكراهية وما يترتب عليها من تدمير للمنجزات والمكتسبات الإنسانية».وتابع الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: «إن تنصيب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، هو منجز رسمي ومؤسساتي واجتماعي، فقيادة الإمارة ممثلةً بصاحب السمو حاكم الشارقة ومؤسساتها ومجتمعها، تجتمع على قاعدة واحدة وهي أن المعرفة والعلوم والوعي أساس التنمية والاستدامة والتقدم، ومحرك المشروع الحضاري الشامل ورابط متين للعلاقات المستدامة، إلى جانب كونها محفزاً للإبداع والابتكار». وأوضح أن المكانة العالمية الثقافية الرفيعة لصاحب السمو حاكم الشارقة، سهلت بناء الشراكات بين المؤسسات والهيئات الثقافية في الإمارة من ناحية، والمؤسسات الثقافية الدولية من ناحية ثانية، وأشار إلى أن الشارقة اليوم باتت تعرف من خلال عنوان أساسي وهو الكتاب بكل ما يمثله من معانٍ سامية. وأكد رئيس لجنة احتفالات العاصمة العالمية للكتاب، حرص الإمارة ومؤسساتها على توضيح البُعد الاجتماعي لهذا اللقب، وتسليط الضوء على أنه نتاج لعمل جماعي وليس نخبوياً، موضحاً أن مجتمع الشارقة هو مجتمع قارئ يعشق الكتاب والفنون وينظم الفعاليات التي تجعل منها مظهراً اجتماعياً متواصلاً، إلى جانب أنه شكّل على امتداد تاريخ الإمارة، حاضنة للمثقفين والكتّاب العرب بمختلف جنسياتهم، وسنداً لكل صاحب مشروع ثقافي. ولفت الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إلى أن الإمارة نجحت ببناء رأس مال فكري من خلال الاستثمار بمهارات الإنسان ووعيه والتزامه بالمصلحة الوطنية العليا لشعبه وأمته، وأشار إلى أن رأس المال الفكري هو الباقي والمستمر، في زمن يستشعر فيه العالم خطورة تلاشي الثروات المادية، وقال: «بالتركيز على رأس المال الفكري نضمن تحقيق هدفين استراتيجيين، الأول استعادة مكانة الإنسان في معادلة العمل والإنتاج والتنمية، والثاني هو تقديم عقول مبدعة للعالم قادرة على حفظ الموارد المادية واستغلالها بالشكل الأمثل لخدمة البشرية جمعاء». ونوّه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، بأن هذه النظرة لأهمية المعرفة في حفظ المكتسبات البشرية، تمثل جوهر الاهتمام المحلي والعالمي، وأشار إلى أن العالم اليوم يسعى بجهد لبناء الاقتصاد القائم على المعرفة ومجتمع المعرفة، لما يشكلانه من رافعة للمنجزات ومحطة للانتقال إلى واقع أكثر تقدماً منها. وحول احتفالات العاصمة العالمية للكتاب في عام اللقب، قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: «تنظم الإمارة هذا العام مجموعة من فعاليات ثقافية وفنية وتراثية، وستحمل الفعاليات جميعها رسالة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، وسيلمس متابعو هذه الفعاليات أنها تحمل أبعاداً جديدة لتكون مميزة عن غيرها، كما سيكون هناك إطلاق لبرامج ومبادرات جديدة ومستدامة، تخلد ذكرى عام اللقب وتدعم مشروع الشارقة الثقافي بشكل عام». وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إلى أن الاحتفالات ستبدأ بعرض «الفصل الأخير.. ألف ليلة وليلة»، وقال: «الفصل الأخير هو أكثر من عرض وأبعد من الخيال الذي صنعته حكايات (ألف ليلة وليلة)، ويحمل من دقة الأداء وانسجام الفنون والمؤثرات والرسائل، ما يجعله الأول من نوعه على مستوى المنطقة». وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: «حرصنا على أن يكون عرض (ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير) رسالة معرفية وثقافية سامية، تجمع بين التركيز على أهمية التعددية والشراكة في صنع الإبداعات وأهمية الفن كونه يمثل جزءًا كبيراً من المشهد الحضاري لكل أمة، وذلك من خلال الجنسيات والفنون المختلفة المشاركة في العرض، والتنوع الحضاري الذي يتجسد في العروض الفنية، وتاريخ التراث الإنساني الذي يحضر في كتاب ألف ليلة وليلة». وتابع: «أردنا من خلال العرض أن نؤكد أهمية الاستمرار في إنتاج الأدب الإنساني المشترك، ونأمل أن يساهم هذا العرض في إلهام الكتاب والمفكرين في إخراج كتب جديدة على غرار (ألف ليلة وليلة)، تجمع تجارب الشعوب وثقافتها، وتقدمها للعالم كإثبات على وحدة وجدان الشعوب وطموحاتها وأحلامها». وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إلى أن الشارقة ترحب بأي جهد يأتي في سياق التواصل الثقافي والمعرفي، وقال:«فخرنا بمنجزاتنا يجعلنا نسعى نحو المزيد، وسنركز خلال المرحلة القادمة على تعزيز المشترك بين مشروعنا الثقافي العربي من ناحية وبين المشاريع الثقافية لشعوب العالم كافة، وذلك ترسيخاً لمكانة الشارقة كمركز معرفي ثقافي عالمي له تأثيره وبصماته الكبيرة في تعزيز النسيج الاجتماعي الإنساني، وسنعمل ترجمةً لهذا التوجه على طرح مبادرات تعزز الروابط بين عواصم الكتب العالمية والمدن التي تتشابه في مشروعها الثقافي مع الشارقة، وذلك بهدف بناء وتأسيس إطار عالمي يشكل جبهة ثقافية قوية، تحمل مشروعاً وحدوّياً في مواجهة المشاريع الظلامية. وأوضح الشيخ سلطان بن أحمد، أن التجربة الصعبة التي مر بها العالم خلال السنوات القليلة الماضية، أنضجت الوعي الشعبي بأهمية المعرفة في مواجهة الجهل والتطرف، ما يسهل قيام مشروع عالمي إنساني مشترك، وقال: «على الرغم من المآسي، سنظل نؤكد أن الفرح ممكن ومباح، وأن الأمل في طيّ صفحة الحاضر، والانتقال لمستقبل مستقر أساسه العدالة والعيش المشترك، لن يغيب، وأن الكتاب قادر على منح البشرية أدوات تفوقها وانتصارها على كل ما يهدد أمنها ووجودها».

مشاركة :