استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الروائيين الستة الذين رشحت رواياتهم لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2019. وذلك يوم الإثنين 23 أبريل الساعة العاشرة صباحاً بمقر الاتحاد بجانب المسرح الوطني في أبوظبي، للحديث عن وراياتهم وتجاربهم، والتحاور مع الجمهور حولها، ادارت الجلسة الحوارية الكاتبة والإعلامية الإماراتية عائشة سلطان. التي أفتتحت الحوار بشكر الاتحاد والحضور والكتاب وقالت، أن الثقافة في الإمارات والرواية وصلت إلى مصافي الدول الكبرى وإلى العلو وأخذت على عاتقها سياسة الأنفتاح والأبداع والمكرمون ينتمون إلى كافة البلدان وإلى كافة الطوائف والمذاهب والبوكر أعاد الرواية العربية للمشهد الثقافي بقوة وباهتماماً كبيراً عربياً وعالمياُ، كما بثت الجائزة فيه روح المنافسة والقراءة وشراء الكتب. وقالت هذه المجموعة التي سنحاورها اليوم، كما قال الاستاذ حبيب كلهم هي قامات كبيرة ولهم شهرة واسعة ومعروفين بين سياسي وأديب وناقد شاركها اصحاب الروايات الست التي عرفت عنهم وعن روايتهم بنبذة مختصرة وحاورتهم كل بروايته، فالأردنية كفى الزعبي “شمس بيضاء باردة” ، والمصري عادل عصمت “الوصايا”، والسورية شهلا العجيلي ” صيف مع العدو”، و العراقية إنعام كجه جي “النبيذة” ، والمغربي محمد المعزوز “بأي ذنب رحلت؟”. واللبنانية هدى بركات .برواية “بريد الليل” التي لم تستطع الحضور لظروف طارئه. وكانت قد أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، اليوم، الاثنين، عن القائمة الطويلة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة بدورتها للعام 2019، والتي تتضمن 16 رواية صدرت خلال الفترة بين يوليو 2017 وحتى يونيو 2018، حيث جرى اختيارها من بين 134 رواية ترشحت للجائزة. وجائزة البوكر هي جائزة أدبية عالمية تختص بالأدب العربي، أنشئت في عام 2007، في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوجد مقرها، وتم تنظيمها بتمويل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبدعم من مؤسسة جائزة بوكر البريطانية[1] وتمنح الجائزة في مجالالرواية حصرًا ويتم ترشيح قائمة طويلة يستخلص منها قائمة نهائية (قصيرة) من ست روايات لتتنافس فيما بينها على الجائزة وتمنح الرواية الفائزة خمسين ألف دولار أمريكي بالإضافة إلى عشرة الاف لكل رواية من .الروايات الستة ضمن القائمة القصير فالاستاذ محمد المعزوز هو رجل سياسي وعضو لمكتب سياسي يسعى إلى السلطة، و رجل يكتب روايته مركزاً على ثلاثة اشياء ركز عليها الفلاسفة معظمهم واحتفوا بها وهي الأخلاق والجمال والفلسفة، كما حاولت الرواية نقد الفعل السياسي العربي ونقد التوتر والتذبذب ما بين لغتنا وهويتنا، حيث إن أكثر من 60% من العرب يتحدثون مع أبنائهم الإنجليزية أو الفرنسية، رغم أن اللغة العربية هي أثرى من اللغات الأخرى، موضحاً أن لغة روايته تعمد أن تكون لغة مستفزة نوعاً ما. وأضاف أن موت بطلة الرواية هو موت رمزي فهي عازفة بيانو اعتنقت اللغة العربية واهتمت بتراثها السياسي وكيف انتقت فكرة الحرية بكل أبعادها وهي حالة السبعينات والثمانينات ، والعالم العربي إذا استمر بتقليله لشأن الفن والثقافة فهو قتل رمزي سياسي، فالسياسات قتلت راحيل بطلة الرواية، موضحاً أننا يجب أن نميز بين مفهوم المعيش والواقع، فالنص القوي هو في كيفية الصياغة الفنية للاقتراب من الواقع، أما اليومي فهو ماكر بفعل سياسي أو بفعل النخب، والمشكلة ليست أن تكتب أحداثاً متشعبة ولكن كيف ترصد ما يؤسس لوجدان الإنسان ويلخص قلقه مثل علاقة الإنسان بالمرض أو سؤال الموت أو الخوف من الغد، مثل هذه الأسئلة هي التي تشكل الواقع فمن قتل راحيل هو السياسات. فالرويات الست تحسبها انها على نفس التيمة . وقالت انعام كجه جي، التي تصل للمرة الثالثة إلى جائزة البوكر إن بطلة روايتها صحفية تعيش في العراق، منذ تأسيس الدولة سنة 1921 وتشهد بداية الحياة السياسية السليمة والحضارية التي استمرت لغاية السبعينات، ثم جاءت الحروب والسياسات الطاغية التي قسمت البلد، وما يحصل اليوم كارثة، مضيفة أنها أرادت أن تروي لأبنائها وللجيل كيف عاشت وتريد أن توثق ما كان. ومن هذ الواقع جاءت روايتها والشخصيتان تاج الملوك ووديان شخصيات حقيقة ، وتأخرت بالكتابة عنهن خوفاً على أهلي في العراق، كما كنت أخشى أن أكتب عن العلاقات بين الرجال والنساء ، وفي الأدب هناك إنعكاس في العلاقة فنساء الرواية حادات وحرات.كما أنني كنت أعرف تاج الملوك شخصياً وتوفيت عن عمر 94 بعد أن استلمت نسختها الأصلية. وأضافت جميعنا في رواياتنا تشاؤم وسوداوية لكنها سوداوية الواقع، ونحن نعطي القارئ جرعة من التمتع بنص أدبي وهذا نوع من الانتصار للجمال؛ فالكتابة هي ضد اليأس. وقال عادل عصمت إن بطل روايته الجد الذي يرى أن الوصايا تنفع الحفيد؛ فالرواية فيها أفق أخلاقي للإنسان، من أجل حياة طيبة ولكن على الجيل الجديد أن يكتب وصاياه كذلك، موضحاً أنه متتبع لأثر التحديث على الحياة ويتابع بدقة ما يحدث فهو ضد الهدم للقديم ما دام بالإمكان الحفاظ عليه، وهو مغرم بمراقبة التحول، فالحنين سمة بشرية لأن الزمن أكبر من الجميع، والماضي دائماً يغطى بلمسة من السحر، كما أن سمة الحفاظ على القيم هي من أساسيات تراث الأسرة المصرية، فالحياة لا تقوم إلاّ بالإطار الأخلاقي. وقالت شهلا العجيلي: في روايتي مجموعة من الأعداء الذين يسرقون منا آباءنا تحت الاعتقالات وأعداء الحي وأعداء الوطن، موضحة أن روايتها تتحدث عن العائلات الأصلية التي بنت مدينة الرقة وصنعت التاريخ وصنعت حالة حداثية، ثم جاء وافدون من ثقافات أخرى وعاثوا فيها، فالرقة حضارة عمرها 10 آلاف سنة، وكانت حاضرة من حواضر الشعر والأدب.الرواية هي موازية للحياة، والثيمة الأساسية في النص هي اللاجئين والتقاطع في القصص الإنسانية، فهي معالجة لما يحدث الآن. وقالت كفى الزعبي: مهمة الأدب كشف الواقع وتكثيفه وتقديم رؤية نقدية للواقع بكل بؤسه وسوداويته، وتناولت في روايتي المثقف العربي واغترابه ، فالمثقف العربي بحاجة إلى إعادة النظر في فعله من أجل التغيير. وقال الشاعر والكاتب الصحفي حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” محل اعتزاز الكتاب الإماراتيين والعرب، لجهة تأثيرها المطرد على كتابة وانتشار الرواية العربية في السنوات الأخيرة، ولاسهامها في تكريس عالميتها، موجهاً الشكر إلى الأمانة العامة للجائزة ودائرة الثقافة والسياحة على هذا الجهد، ومشيراً إلى أن استضافة روائي القائمة القصيرة ل “البوكر” أصبح اليوم تقليداً سنوياً ضمن الأنشطة الثقافية الخلاقة لاتحاد الكتاب.
مشاركة :