قام باحثون في المجال الطبي باكتشاف مذهل وغير مسبوق، مفاده أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بموعد وفاة مبكرة لأي إنسان عبر دراسة مخزون هائل من البيانات الطبية. وقام علماء من جامعة نوتنغهام البريطانية مؤخراً ببرمجة نظام جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وعلى بيانات طبية كان قد تبرع بها أكثر من نصف مليون شخص يعيشون في بريطانيا. وبعد الانتهاء من عملية البرمجة، عمل طاقم العالم ستيفن ونغ، من جامعة نوتنغهام، على مراقبة "عمليات التنبؤ بالوفاة المبكرة"، تاركين القرار للخوارزميات التي ركّبوها. بحسب ونغ، فإن نسبة الدقة في توقعات حالات الوفاة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً عن تلك التي تمّت في الماضي من دون اللجوء إلى آلات يدخلها الذكاء الاصطناعي.نوعان من الـ AI عمل الباحثون على نوعين من الذكاء الاصطناعي من أجل تبيان حالات الوفاة المبكرة. الأول يعتمد على منطق "التعلُّم العميق" حيث تقوم الآلات المزودة بهذه التكنولوجيا بدراسة كل المعلومات الطبية المتعلقة بالفرد وبالعلم بشكل عام، وكلها موجودة ضمن شبكة واسعة على الإنترنت، تساعد الكومبيوتر في الوصول إلى كمية المعلومات التي يحتاجها. أما نوع الذكاء الاصطناعي الثاني فهو أقل تعقيداً ويسمى "الغابة العشوائية"، يجمع احتمالات عدّة، ويحاول تقدير النتائج الطبية المتعلقة بالفرد. وفيما كان العلم يعتمد على قاعدة/ إحصائيات "كوكس موديل" لدراسة عوارض ما قبل الوفاة، وتقدير مرحلة وقوعها، تبدو النتائج الحالية، بحسب ونغ دائماً، أكثر دقة، مقارنة بالماضي.التوقعات صدقت بنسبة 74 بالمئة اعتمد الباحثون بشكل رئيسي على قاعدة البيانات الطبية المفتوحة في بريطانيا "بيوبانك" (Biobank) التي تضم معلومات طبية وجينية وبيولوجية لأكثر من 500 ألف شخص. واستمرت الدراسة في الفترة الممتدة بين 2006 و2016، وقام الذكاء الاصطناعي بدراسة تلك البيانات العائدة لأفراد، والتنبؤ بقسم لا يستهان به من حالات الوفيات المبكرة التي حدثت. في الواقع، توفي 14.500 شخص من أصل 500 ألف خلال السنوات العشر، ونجح البرنامج الذي يعتمد على منطق "التعلم العميق" بتوقع 76 بالمئة من حالات الوفيات، بينما نجح البرنامج الذي يعتمد على نظام "الغابة العشوائية" بتوقع 64 بالمئة من حالات الوفيات. هذه الأرقام تتفوق بقوة على الطريقة القديمة التي تعتمد على نظام "كوكس موديل" وتبلغ نسبتها 44 بالمئة فقط.عوامل إضافية اعتمدت إحصائيات "كوكس موديل" على عدّة عوامل، منها الجنس، العمر، التدخين، أو الإصابة بالأمراض، والتعب الجسدي، أو حتى الانتماء العرقي، من أجل محاول التنبؤ بموعد الوفاة المبكرة. وبالمقارنة مع الأسلوب القديم، أعطت خوارزميات الذكاء الاصطناعي الأولوية لأمور أخرى، منها السمنة الزائدة، أو المفرطة، أو النظام الغذائي المتبع، ولون البشرة، تلوث الهواء، المخاطر في مجال العمل، كمية الكحول المستهلكة، واستهلاك بعض الأدوية.أبحاث أخرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي في العام 2017 استطاعت أكثر من مجموعة علمية من استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بحالات الإصابات بمرض ألزهايمر. وبحسب صحيفة "لايف سيانس"، تمكنت البرامج المزودة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بتلك الإصابات بنسبة 84 بالمئة. وفي سياق الأبحاث الطبية دائماً، أجريت دراسات أخرى عبر اللجوء إلى التكنولوجيا نفسها، حول أمراض أخرى منها مرض التوحد لدى الرضع، والسكري والسكتة القلبية. أيضاً على يورونيوز:إختبارٌ جيني يحدّدُ الأطفالَ المعرّضين للإصابة بالسمنة المفرطة في المستقبللنجعل عقولنا أكثر مرونة، نكن أكثر ابداعا
مشاركة :