ليلاس سويدان – القبس الإلكتروني تستمر على ما يبدو الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» في اتباع عادتها غير الحميدة، في فشلها بالحرص على تأمين سرية الجائزة وقرار لجنة التحكيم في اختيار الرواية الفائزة، فقد نشر الناقد اللبناني عبده وازن مقالا في «اندبندنت عربية» قبل إعلان الجائزة بخمسة ساعات، بعنوان «هدى بركات تخطف جائزة البوكر العربية بالتصويت.. بعدما رشحتها لجنة التحكيم»، قال فيه المعلومة وردت له عبر «تسريبة سرية قد يكون وراءها دار نشر عربية استُبعدت الرواية التي رشحتها، ومرجعها كما قيل، عضو في لجنة التحكيم هو أوهي على صداقة بالإسم المرشح الذي وصل الى القائمة القصيرة، وعلمت اندبندنت عربية أن الإجتماع الأخير للجنة التحكيم أمس كان شبه عاصف وشهد سجالاً امتد ساعات وانتهى إلى التصويت». إحتجاج وانسحاب الروائية العراقية إنعام كجه جي التي وصلت روايتها «النبيذة» إلى القائمة القصيرة، كان لها موقفاً لافتاً بإعلانها، عبر صفحتها على الفيسبوك، عن مقاطعة حضور حفل إعلان الجائزة احتجاجا على التسريبات، فقد كتبت: «وجدت أن من المناسب الامتناع عن حضور الحفل بسبب التسريبات التي سبقته وتضر بهذه الجائزة، لا يمكنني المشاركة في ما نسميه باللهجة العراقية «عرس واوية»، مبروك للعزيزة هدى بركات فوزها بالبوكر، وهي تستحق ما هو أفضل من هذه الجائزة التي كانت على حق يوم دعتني لمقاطعتها». الإعلان الرسمي إعلان الرواية الفائزة بالجائزة في دورتها الثانية عشرة، تم في حفل رسمي مساء في أبوظبي، وبالطبع فازت بها الروائية هدى بركات عن روايتها «بريد الليل»، وستحصل بموجب ذلك على الجائزة النقدية البالغة قيمتها 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايتها إلى اللغة الإنجليزية. تجربة شديدة الخصوصية وضمت لجنة تحكيم الجائزة كلاً من الشاعرة الأردنية زليخة أبوريشة، والناقد اللبناني لطيف زيتوني، والمستعربة الصينية تشانج هونج يي، والشاعرة السعودية فوزية أبوخالد، ويرأسها الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين، الذي علق بقوله: تعبر رواية «بريد الليل» عن تجربة في الكتابة الروائية شديدة الخصوصية بتكثيفها واقتصادها اللغوي وبنائها السردي وقدرتها على تصوير العمق الإنساني، ويتمثل تحديها الكبير بأنها استخدمت وسائل روائية شائعة وأفلحت في أن تبدع داخلها وأن تقنع القارئ بها. اقتصاد لغوي وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: «في مجموعة مقننة من الرسائل، تتناول «بريد الليل» موضوعها الرئيس باقتصاد لغوي بالغ، يجعل كل كلمة من كلماتها لبنة محكمة تؤدي دورها في بناء فضاءات من المعاني المتقاربة-المتباعدة في آن واحد، يتابع القاريء مسارات السرد في الرواية بأحاسيس متداخلة، تحول دون التسطيح، على الرغم من تمركزها حول موضوع اللجوء والتهجير الذي طالما شغل أهل الأدب في عالمنا الهش، تسبر الرواية ثيماتها في هذا الفضاء بتمعن ومسائلة، ينمّان عن صنعة روائية محكمة، إن تتويج “بريد الليل” بالجائزة العالمية للرواية العربية اعتراف بتميزها، وتقدير لهدى بركات التي نحتفي بها روائية عربية مبدعة». حيوات هشة وقد علقت الروائية هدى بركات على فوز روايتها بالجائزة بقولها «إن ما دفعني إلى الشكل الأخير للرواية كان نفاذ مشاهد المهاجرين الهاربين من بلدانهم إلى وساوسي، هؤلاء المشردين في الأرض، المستقلين قوارب الموت ولا يريد العالم النظر إليهم إلا ككتلة غير مرغوب فيها أو كفيروس يهدد الحضارة، في حين رحنا نكتشف تراجع البعد الإنساني لتلك الحضارة وتحصن القوميات بإقفال الأبواب، هذا لا يعني أني أريد للبلدان الغربية أن يشرعوا الحدود أو النظر إلى هؤلاء كملائكة، أردت فقط الإنصات إلى حيوات تهيم في صحراء هذا العالم، آمل أن تكون هذه الرواية قد أسمعت بهذا القدر أو ذاك أصوات حيوات هشة يتم إصدار الأحكام عليها دون فهمها أو استفتاء ما أوصلها إلى ما صارت إليه». القائمة القصيرة ضمت القائمة القصيرة التي تنافست على الجائزةالأردنية كفى الزعبي «شمس بيضاء باردة»، السورية شهلا العجيلي «صيف مع العدو»، المصري عادل عصمت «الوصايا»، العراقية إنعام كجه جي «النبيذة»، المغربي محمد المعزوز «بأي ذنب رحلت؟».
مشاركة :