يقضي الإنسان الشريف سنوات طويلة من عمره متدرجاً في المراحل الدراسية المختلفة، لكي يتمكن من الحصول على الشهادة الجامعية وما بعدها من شهادات عليا، لكي تمنحه التميز في مجال عمله، إلا انه في السنوات الأخيرة، ومع ظهور فئة من الناس لا ضمير لديهم، ولا فرق عندهم بين الكسب الحلال والكسب الحرام، ظهرت على العلن وبشكل غير مسبوق كارثة الشهادات الجامعية المزورة، وهي لا تقتصر على الكويت فقط، ولكنها تمتد إلى الكثير من الدول، وخاصة دول العالم الثالث، التي يستطيع الشخص فيها عبر قنوات الفساد، أن يحصل على أرقى المراتب بتلك الشهادة المزورة من دون رقيب أو حسيب. «هل ترغب في الحصول على شهادة جامعية معتمدة؟ نحن نساعدك على شراء شهادة جامعية عبر الانترنت، قانونية ومعتمدة ولا تحتاج إلى حضور أي كلية أو جامعة، أو القيام بأي مهام دراسية أو اجتياز اختبارات. يتم شحن الدرجات بمجرد تلقي طلبك والدفع». هذا إعلان في صفحة لموقع يروج للشهادات المزورة وكيفية الحصول عليها، والذي لا نشك لوهلة بأن الكثير من المزورين عندنا قد اكتشفوه منذ زمن بعيد واستفادوا من عروضه المختلفة، وكلما علت الشهادة وزادت أختام الاعتماد زاد مبلغ الشراء. محطة «بي بي سي» البريطانية، وربما رغبة منها في رش الملح على الجرح الغائر لمشكلة الشهادات المزورة، أحضرت كلباً اسمه «بيت»، وقدمت طلباً نيابة عنه باسم مستعار إلى إحدى الجامعات البريطانية المعروفة، والتي تمنح الشهادات الدراسية المختلفة عبر الانترنت للحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، بعد أن زودت الجامعة بسيرة ذاتية ملفقة للكلب. الرد جاء بعد أربعة أيام فقط، تم القبول ولا حاجة لـ«بيت» القيام بأي مهام دراسية جديدة، وسوف يتم منحه شهادة الماجستير خلال أسبوعين من استلام الرسوم الدراسية، وقدرها 4500 جنيه إسترليني. يا ترى كم هو عدد الأشخاص الذين يشاركون «بيت» التخرج في تلك الجامعة؟ * سبب رئيسي عندنا لظاهرة «البدون» وتزوير شهادات الجنسية وشرائها في بعض الأحيان، هو أن الجنسية الكويتية تمنح صاحبها مزايا لا تمنحها أي دولة على سطح كوكب الأرض لمواطنيها، والسبب الرئيسي لتفشي ظاهرة الشهادات المزورة عندنا في الكويت هو ما يحصل عليه صاحب الشهادة من مزايا مالية وترقيات وظيفية، سواء يستحقها أو لا يستحقها، على عكس العالم الغربي الذي يربط بين ترقي الموظف والمزايا المالية وبين انتاجيته في العمل. فيصل محمد بن سبت@binsabt33
مشاركة :