قرار «تصفير» النفط الإيراني يزيد التوتُّرات

  • 4/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

محرر الشؤون الدولية – واصلت إيران سياسة التصعيد تجاه أميركا وحلفائها، حيث صادق البرلمان الإيراني، أمس، على قرار إدراج القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) والقوات التابعة لها (في منطقة غرب آسيا) على لائحة الإرهاب، وذلك ردًّا على تصنيف واشنطن «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية. وصوّت لمصلحة القرار 173 نائبًا مقابل معارضة أربعة أصوات، وامتناع 11 عن التصويت. وجاء في القرار: «بهدف مواجهة القرار أو الإجراء الأميركي القاضي بزعزعة السلام والأمن الإقليمي والدولي، ونظراً الى تسمية الحرس الثوري على لائحة الإرهاب؛ لذا فإن النواب صوّتوا على اعتبار القيادة المركزية الأميركية المعروفة اختصارا بـ «سنتكوم» والقوات التابعة لها (في منطقة غرب اسيا) بأنها قوات إرهابية». وأضاف إن «أي تعاون معها عسكريا أو استخباراتيا أو ماليا أو تقنيا أو تعليميا أو خدميا أو لوجستيا لمواجهة الحرس الثوري وإيران، يعتبر عملا إرهابيا». وذكر التلفزيون الإيراني أن «مشروع القانون يجيز للحكومة اتخاذ إجراءات صارمة وانتقامية ضد الأنشطة الإرهابية للقوات الأميركية التي تعرّض مصالح إيران للخطر»، مضيفاً «يتعيّن أن تتخذ الحكومة إجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية ردّا على الأعمال الأميركية». وكلّف النواب في المادة 4 من القرار وزارة الامن وسائر الاجهزة الامنية بالاعلان عن قائمة عن قادة «سنتكوم» والمنظمات والمؤسسات الخاضعة لقيادتها وتقدم الدعم والاسناد للإرهابيين، لملاحقتهم قضائيا. مخاطر السياسة الجديدة وقالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب بانتهاء سياسة الإعفاءات التي كانت تسمح لبعض الدول باستيراد النفط الإيراني تمثّل مقامرة كبيرة. ورأت الصحيفة أن الخطوة الأميركية من شأنها زيادة التوترات في منطقة الخليج وإثارة خلافات بين واشنطن ودول حليفة. ويحمل القرار ــــ وفق «فورين بوليسي» ــــ مخاطر اقتصادية وسياسية، خصوصا لكونه يأتي مع دخول ترامب في حملته الانتخابية لولاية رئاسية جديدة. ويتوقّع محللون أن تؤدي السياسة الأميركية الجديدة إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو ما من شأنه أن يرفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة مع بدء الصيف وموسم الإجازات والسفر. ووفق الصحيفة تعتمد فعالية السياسة الأميركية الجديدة تجاه إيران على مدى التزام بلدان، مثل: الصين والهند وكوريا الجنوبية بمطالب واشنطن. هذه الدول الثلاث من أكبر المشترين للنفط الإيراني؛ إذ تشتري معاً حوالي مليون برميل يوميا. وبينما أعلنت الهند التزامها قرار الولايات المتحدة بعدم تجديد الإعفاءات، أعلنت الصين اعتراضها على القرار، محذرة من أنه «سيفاقم الاضطرابات» في الشرق الأوسط، وفي السوق الدولية للطاقة. والصين هي أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، وقد تحدت في السابق المطالبات الأميركية بالتخلّي عن شراء الخام الإيراني، لكن في الوقت نفسه، توشك واشنطن وبكين على التوصّل إلى اتفاق مبدئي بشأن التجارة، يمكن أن يخفف حدة التوترات التجارية التي أضرت باقتصادي البلدين. ويعتقد خبراء أن الصين سترى في نهاية المطاف أن الهدنة التجارية مع واشنطن هي أكثر قيمة بالنسبة إليها من النفط الإيراني. وقد تواجه كوريا الجنوبية أيضا صعوبة في الحصول على بديل للنفط الإيراني الذي يغذّي صناعة البتروكيماويات في كوريا الجنوبية. تركيا، العضو في «الناتو»، قد تكون من أكثر المتضررين من تشديد العقوبات الأميركية. وقد عزّزت تركيا وإيران من علاقتهما التجارية، خصوصا في قطاع الطاقة. النفط الذي تنتجه الدول ليس واحداً، والدول الأخرى لا تنتج نوع النفط الثقيل الذي تنتجه إيران، وهو ما يحتاج إليه الكثير من شركات التكرير. والتدخّل لتعويض النفط الإيراني سيجعل دول «أوبك» أقل قدرة على التصرّف إذا حدث أي شيء كبير وغير متوقّع لإمدادات النفط العالمية. تصعيد محتمل وعقب إعلان السياسة الأميركية الجديدة، كرر مسؤولو البحرية الإيرانية تهديدات سابقة بإغلاق مضيق هرمز. في شهر فبراير، نفّذت السفن الإيرانية مناورات عسكرية واسعة في المضيق، تضمّنت اختبار صواريخ وغواصات جديدة. وفي السابق استهدفت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران ناقلات نفطية لدى مرورها في مضيق باب المندب. رغم أن مسؤولي الدفاع والخبراء الأمنيين الأميركيين يرفضون بشكل عام تهديدات إيران الدورية بإغلاق هرمز ويقولون إن السفن الحربية الأميركية قد توجّه ردا مدمّرا على إيران، فإن النظام الإيراني ما زال بإمكانه زيادة التوترات في هذا الجزء الخطير من العالم، في ظل الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية المتواصلة عليه. وقالت سوزان مالوني، الباحثة بمعهد بروكينغز: «إيران محشورة في الزاوية، ولهذا فإنها سوف تبحث عن سبل لخفض الإمدادات النفطية التي تخرج من المنطقة. كما يمكن لإيران أن تمارس ضغوطا على العراق لتغيير إنتاجها من النفط، أو قد تستهدف شركات الطاقة الأجنبية بالهجمات الإلكترونية لتعطيل السوق ردا على القرار الأميركي». تسييس النفط وقال وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه إن الولايات المتحدة ترتكب خطأ سيئا بتسييس النفط واستخدامه كسلاح، معتبراً أنها لن تحقّق حلمها بخفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر. من جهته، شنّ وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، هجوما على سياسات الرئيس ترامب، معتبرا أن ما وصفها بـ«الترامبية» تشبه «النازية». وقال حاتمي، لدى وصوله إلى روسيا للمشاركة في مؤتمر موسكو للأمن: «في الترامبية هناك أيضا ميزات مثل الأنانية والقمع وتقويض المبادئ الإنسانية والقواعد الدولية والتي عرّضت العالم لأخطار جسيمة»، معربا عن أمله في أن «يعالج المؤتمر الأمني ​​في موسكو مخاطر هذه القضية». من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن «الإرهاب الاقتصادي المتصاعد ضد الإيرانيين يكشف ذعر ويأس النظام الأميركي وإخفاقات المتآمرين المشتركين معه». هوك: إيران تموّل %70 من ميزانية حزب الله قال الممثل الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأميركية براين هوك في مقابلة خاصة مع «العربية» إن إيران كانت تموّل ميليشيا حزب الله بما يقارب %70 من ميزانيتها سنوياً، مضيفاً «تاريخياً إيران تمول حزب الله بـ700 مليون دولار سنوياً، حالياً استنزفت الأموال الإيرانية، وهو ما انعكس إيجابياً على سياستنا الخارجية». السعودية والبحرين ترحبان بعقوبات واشنطن رحبت السعودية والبحرين، أمس، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، توسيع العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيراني. جاء ذلك وفق بيانين منفصلين، غداة إعلان ترامب، وقف إعفاءات شراء النفط الإيراني، كانت حصلت عليها 8 بلدان في ديسمبر الماضي. وأعرب وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، عن دعم بلاده الكامل للخطوة التي اتخذتها واشنطن «باعتبارها خطوة لازمة لحمل النظام الإيراني على وقف سياساته المزعزعة للاستقرار، ودعمه ورعايته للإرهاب حول العالم». وجدد العساف التأكيد على مواصلة بلاده مساعيها لتحقيق الاستقرار بالأسواق في جميع الأوقات، من خلال التنسيق مع منتجي النفط الآخرين من أجل التأكد من توافر إمدادات كافية من النفط للمستهلكين، والسعي لاستقرار ونمو الاقتصاد العالمي. من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا)، أن الخطوة «ضرورية ومهمة، من شأنها دعم وتعزيز الجهود الرامية لتجفيف منابع الإرهاب والتصدي للدور الخطير الذي تقوم به إيران في زعزعة الأمن والاستقرار». (الأناضول)

مشاركة :