كتاب عرب: اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب تتويج لنا كلنا

  • 4/24/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفي نخبة من الكتاب والروائيين والفنانين العرب باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019 مؤكدين أن اختيار الإمارة لهذا اللقب -الذي يعد الأرفع من نوعه- يسجل تاريخا للثقافة العربية ويعكس حجم الجهد المعرفي والإبداعي الذي قادته الشارقة خلال أربعة عقود من الزمن من أجل الكتاب والثقافة العربية المنفتحة على العالم. تتويج للجهود قال الفنان المصري محمد صبحي “ليس غريبا أن تختار اليونسكو الشارقة عاصمة عالمية للكتاب فكل المثقفين والمفكرين والفنانين تابعوا تطور الاهتمام بالكتاب والثقافة في هذه المدينة، التي تشع على كل ما له علاقة بالعقل والوجدان، وما يهمّني كمثقف في الوطن العربي أن هذه المدينة تكاد تكون الوحيدة التي تساوى فيها الكتاب بلقمة العيش، في وقت اختفى فيه الكتاب وإن وجد فلا تجد من يقرأه إلا قليلا”.وذكر الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب يحمل تقديرا كبيرا للدور الثقافي الذي تقوم به الإمارة منذ سنوات طويلة سواء عبر معرضها، الذي هو واحد من أفضل معارض الكتب العربية، وعلى مستوى نشاطاتها وإصداراتها وبخاصة تلك التي يكتبها الشباب والجوائز الممنوحة لهم، أو على مستوى دعمها الجميل للمسرح وحركة الترجمة من وإلى العربية بشفافية وصدق حقيقيين. ووصف الروائي الجزائري واسيني الأعرج اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019 “بالحدث الثقافي المهم ولبنة تضاف إلى خدمة الثقافة العربية والدفع بها نحو العالمية لهذا يجب استغلال هذه الفرصة إيجابيا لأنها لا تتكرر دائما في عالم أصبح صعبا ويسير بمنطق القوي”. مؤكدا أن هذا هو مكسب للثقافة العربية سيفتح أمامها أبوابا واسعة إذ أنها لا تزال للأسف في دائرة الظل على الرغم من عطاءاتها الكبيرة. وأوضحت الروائية اللبنانية نجوى بركات أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب من ضمن الأخبار القليلة التي تسرّ قلب كل مثقف عربي لأن في الحدث مسعى للإضاءة على المشهد الثقافي العربي بمختلف أطيافه وللفت النظر إلى ما ينتجه على المستوى الفني والأدبي. وقالت “في المرة الأولى اختيرت الإسكندرية بما تحمله من تاريخ إنساني عظيم يلامس البشرية كلها وفي المرة الثانية بيروت بما تمثّله من تعددية وانفتاح وصلة وصل بين الشرق والغرب، واليوم الشارقة بما هي منارة الخليج العربي الناهض والساعي بهمّة إلى طبع الثقافة العربية بطابعه”. من جانبها قالت الروائية اللبنانية علوية صبح إن “اختيار الشارقة عاصمة للكتاب هذا العام يشكل بالنسبة إليّ حدثا كبيرا وهاما كما لكل مثقف أو مبدع عربي، فقد باتت عاصمة له ولكتبه وعليه أن يأخذ دوره في تقديم الوجه الحضاري الحقيقي للثقافة العربية وما هو مضيء في تاريخنا وحاضرنا الثقافي وأن يقوم بدوره التنويري، كما على المبدع أن يتحفز لجعل نتاجه على مستوى الحدث وبما يلبي حاجة القارئ إلى المعرفة والإبداع الحقيقيين”.أما الكاتب والروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد فقد أكد أن اختيار الشارقة عاصمة للكتاب هو تتويج رائع للشارقة وما قدمته للثقافة العربية والعالمية وهي تستحق ذلك عن جدارة. إن معرض الكتاب الدولي للشارقة الذي بدأ منذ عام 1982 جعل من إطلالة الكتب إطلالة عالمية لا تحكمها اعتبارات محلية أو مؤقتة بل هي أفق مفتوح على العالم بالندوات ومشروعات الترجمة والقراءة وغيرها، مما يجعل الكتاب محل حفاوة طول العام نشرا أو مسابقات أو فعاليات حول كل نوع أدبي أو علمي أو تاريخي أو فني أو فلسفي أو غيره. دور المثقفين والكتاب لفت الروائي السوري نبيل سليمان إلى أن اعتبار الشارقة عاصمة للثقافة العالمية فتلك مكافأة كبرى ليس فقط للمثقف العربي اليوم بل لأسلاف هذا المثقف أيضا ممن أبدعوا للثقافة العربية والإنسانية صروحها في كل ما تعنيه كلمة الثقافة بأوسع وبأعمق المعاني، هذا تقدير للفلاسفة والعلماء والشعراء والكتاب والمؤرخين والمفكرين جيلا من بعد جيل كما هو تقدير لأحفاد ممن يحفظون للثقافة شرفها ونزاهتها واستقامتها ولا يفتأون يثرونها برواية أو قصيدة أو لوحة أو بحث في الفكر أو العلم. أما الكاتب الكويتي طالب الرفاعي فقال “أن تُتوج الشارقة عاصمة للكتاب العالمي للعام 2019 ومن قِبل هيئة عالمية (اليونسكو) فهذا ليس إنجازا لشارقة الإمارات وحدها وليس نجاحا ثقافيا لشارقة الخليج وحدها وليس حدثا لافتا للشارقة بعينها لكنه تتويج للجهود الفكرية والثقافية والفنية التي دارت وتدور في الشارقة منذ سنوات وسنوات وهو إلى جانب ذلك لفت لأنظار العالم إلى بقعة إشعاع معرفي وفكري وأدبي خليجية عربية، وهو أيضا دلالة واضحة تشير إلى أن الجهد الثقافي العربي المخلص يمكن له أن ينجح ويكون جهدا وحضورا إنسانيا.واعتبر سلطان العميمي من الإمارات أن دور المثقف العربي في تقديم المشهد الحضاري للثقافة العربية من خلال اختيارات العواصم العربية يكون من خلال منطلقين الأول يرتبط بالمبدع العربي الذي تقع عليه مسؤولية الارتقاء بالإبداع من خلال منتجه الفكري والأدبي وهذا لا يمكن أن يتم بمعزل عن الاتصال بفكر الآخر وإنتاجه أما المنطلق الثاني فيرتبط بالقارئ العربي الذي ينبغي أن يتواصل فكريا مع فكر الآخر من خلال قراءة ما أنتجه على صعيدي الإبداع والفكر، وبالتالي يجب أن يكون لذلك انعكاسه على الأسلوب الخطابي للتواصل معه. وذكر الروائي التونسي الحبيب السالمي أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019 هو فخر كبير لكل البلدان العربية وتشريف للمثقف العربي واعتراف بقيمته وبمكانة الثقافة العربية في العالم. مؤكدا أن الشارقة تستحق عن جدارة أن تكون عاصمة عالمية للكتاب حيث راهنت منذ عدة أعوام على الكتاب وعلى القراءة وعلى ذكاء المواطن العربي وبذلت جهودا كبيرة لكي يحتل الكتاب المكانة التي يستحقها وها هي تكسب الرهان. وأكد الأديب والشاعر محمد عبدالله ولد عمارو من موريتانيا أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب ليس مصادفة بل هو بمثابة حصاد لجهد متواصل لما يقرب من أربعين عاما حينما اختارت الشارقة الثقافة مجالا للتنمية. أما الفنان البحريني محمد ياسين فقال “ليس غريبا اختيار الشارقة عاصمة عالميه للكتاب للعام 2019 من قبل اليونسكو فالعلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والكرم وهذا يجرنا إلى دور المثقف العربي في تقديم المشهد الحضاري للثقافة العربية من خلال العواصم العربية للكتاب”. وهو ما أكدت عليه أيضا الإعلامية والكاتبة الكويتية أمل عبدالله التي شددت على أن دور المثقفين العرب هنا يتجلى في بذل المزيد من الجهد للارتقاء بمستوى الإبداع والتكاتف بين الأدباء من أجل إنتاج إبداع متميز يظهر وجهة الثقافة الحق مجتمعة وليست متفرقة.وذكرت الشاعرة السودانية روضة الحاج أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب يمثل رسالة إيجابية جدا لكل جهد صادق بأن العالم يراقب العطاءات ويثمنها فقد ظلت الشارقة وطوال السنوات الماضية تقدم المبادرات وتجترح الأفكار وتخترع الوسائل المميزة في مجال الكتاب والثقافة. وقال الكاتب العراقي زهير كريم “عندما نتحدث عن اختيار الشارقة لتكون عاصمة عالمية للكتاب نقصد الإشارة إلى منجز معرفي وثقافي وتنظيمي، استحق من اليونسكو أن تقول نعم هذه المدينة قدمت برنامجا ثقافيا هاما ومبتكرا على مستوى المنطقة العربية والخليج خاصة، هذا البرنامج يمثل خيط تواصل مع الآخر وإضافة إلى الثقافة العالمية، نتحدث أيضا عندما يتعلق الأمر بأهمية هذا الاختيار عن دعم لامحدود للكتاب باعتباره بوابة السلام والتسامح والحوار والتعايش، نتحدث عن التبادل في حقول المعلومات وهي مادة البناء الأكثر أهمية في تشكيل جيل قادر على السير في خط يواكب ما يشهده العالم من تحولات سريعة”. وذكرت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لم يأت من فراغ فقد مهد لهذه المكانة العلمية الصرح المعرفي والثقافي الذي دأبت عليه لسنوات من الاهتمام المتزايد بالقراءة أولا كاختيار أكيد لبناء الأمم وتشجيع ذلك بواسطة جوائز هامة في العالم العربي وثانيا لأن الشارقة تعتبر قبلة للمثقفين العرب في العديد من الندوات المهمة على اختلاف أنواعها ومن خلال معرض الكتاب الذي يعتبر ملتقى للكثير من المثقفين العرب. وأوضحت الفنانة الفلسطينية أماني البابا أن الشارقة رسّخت مكانتها سريعا لتكون المركز المهم لقطاع النشر المتنامي في المنطقة العربية فأمست منارة تشع بالثقافة ومركزا لإقامة معظم الفعاليات والأنشطة المتعلّقة بالكتب وهذا نجاح عالمي مشهود ويفتح آفاقا واسعة لثقافتنا الأصيلة ومبادراتها العديدة.

مشاركة :